أضرم رجل النار في جسده، بعد ظهر يوم الاثنين الماضي، أمام مقر بلدية سبع عيون التابعة ترابيا لولاية مكناس، احتجاجا على منع تسليمه وثيقة إدارية (نسخة كاملة لعقد الازدياد) رغم أن مسقط رأسه بمنطقة سكورة إقليم ورزازات، تمهيدا لتجديد البطاقة الوطنية التي انتهت مدة صلاحيتها. وعلمت الجريدة من مصدر موثوق أن استئنافية مكناس فتحت تحقيقا لمعرفة ملابسات الحادث، ووضعت مزود الضحية بهذه المادة القابلة للاشتعال رهن الاعتقال الاحتياطي. وقد أقدم الرجل والمسمى قيد حياته (عبد الكبير العطاوي)، والذي يبلغ من العمر 54 سنة، على صب مادة قابلة للاشتعال (البنزين) على جسده قبل أن يضرم النار فيه، أصيب على إثرها بحروق من الدرجة الثانية والثالثة، إلا أن الأقدار الإلهية عجلت بوفاته وهو في الطريق إلى قسم المستعجلات مستشفى محمد الخامس بمكناس على متن سيارة الإسعاف لتلقي العلاجات. وقد خلفت الحادث استياء واحتقانا لدى ساكنة، و خرج العشرات من الحقوقيين في مسيرة احتجاجية في اتجاه البلدية، وعبروا عن تضامنهم مع الضحية الذي خلف وراءه زوجة وخمسة أبناء، وطالبوا بفتح تحقيق نزيه في النازلة وتحديد المسؤوليات، قبل أن تتحول الوقفة إلى هجوم على مقر البلدية وتكسير بابه الرئيسي واقتحام مكتب الرئيس. وقد تحول الانتحار عبر إضرام النار في الجسد إلى ما يشبه الظاهرة في المغرب، وامتد تقليد البوعزيزي في الانتحار حرقًا بمختلف المدن المغربية، وجميعها جاءت في سياق الاحتجاج على الأوضاع المعيشية والاقتصادية. وقد حمل رئيس بلدية سبع عيون مسؤولية ما وقع، في تصريح للجريدة، إلى جهة تعمل جاهدة للتشويش على المنتخبين وزرع البلبلة في صفوف المواطنين من خلال مجموعة من الإشاعات والادعاءات الكاذبة.