لم يبق في جبة مسيري ومسؤولي الدفاع الحسني الجديدي سوى ورقتي الجمع العام الذي تم تأجيله الى مابعد منتصف شتنبر، حسب بلاغ رسمي للمكتب المسير، وورقة انتقال اللاعب زكرياء حدراف الذي بات أقرب الى فريق الجيش الملكي من الدفاع ، ويسقط قناع المهزلة التي أضحت ملتصقة بالفريق، إلا أن أشياء أخرى ساهمت بشكل مباشر في هذه الوضعية التي يعيشها الفريق الذي أنهى موسمه الكروي بصعوبة بالغة أنقذته من مخالب النزول. أصحاب الحل والعقد وجدوا أنفسهم محاصرين، أيضا، باحتجاجات الجمهور والمنخرطين فأستنجدوا، مرة أخرى، بالمنقذ الميلاني الذي استطاع تغيير الفريق رأسا على عقب قبل أربع جولات من نهاية البطولة بعد أن تم الاستغناء عن خدمات المدرب حسن مومن، وبعد أن ضمن الفريق مكانته بقسم الصفوة تمادى نفس المسؤولين في نفس المسار دون أن يعلنوا ابتعادهم عن دفة التسيير. إن الذي يقع للدفاع الحسني الجديدي يتحمل وزره المكتب المسير الذي ارتكب أخطاء قاتلة، حيث لم يكن موفقا في رسم سياسة واضحة وشفافة ولم يخرج عن سياسة التوافقات والتسويات التي كان قد قطع معها الفريق في السابق ولو بشكل محتشم وظل يحمل علامة صنع في العمالة رغم أن مسؤولي هاته الأخيرة كانوا يراهنون على الإستقلالية بعد ولادة قيصرية عسيرة حتى أن الأمر بلغ بمسؤولي الفريق الى ارتداء بذلة الدفاع عن تدخل عمالة الإقليم في شؤونه ليستنجدوا بها كلما حصل خلاف بينهم. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فالفوضى ظلت هي السمة الأساسية وسط أطقمه بدليل أن الدفاع الحسني الجديدي الفريق الوحيد الذي أضحت فيه بعض الأسماء هي المتحكمة في دواليبه لا يطالها أي حساب حتى وإن أبانت عن فشلها الذريع، وخير دليل على ذلك الضعف الواضح الذي أبان عنه المدرب المساعد فتوي الشريف والمعد البدني ومدرب الحراس، إضافة إلى غياب الوضوح مع الطاقم التقني الذي يشرف على الفئات الصغرى ألم يكن حريا بمسؤولي الدفاع الحسني الجديدي أن يعلنوا أنهم الوحيدون الذين يتحملون مسؤولية كل الصفقات الخاسرة التي كلفت خزينة الفريق ماليا دون أية إضافات تذكر خاصة في الميركاتو الشتوي؟ وهم ذات المسؤولين الذي تحفظوا على شيك أرجع بدون رصيد يحمل مبلغ واجب انخراط أحد الأصوات النشاز الذي أضحى بعلاقاته الغامضة والمشبوهة مع بعض أعضاء المكتب المسير، هو المسؤول عن أجهزة حساسة داخل الملعب، بل هم الآمر والناهي أمام أعين كل المسؤولين بدءا بالمسؤولين الأمنيين وانتهاء بممثلي الجامعة، حتى دون أن يكلف الآمر بالصرف نفسه عناء تكليف محام الفريق باستخلاص المبلغ أو إحالة ملف القضية على الجهات المختصة، أم أن الأمر فيه ما فيه. وما مصير الكمبيالة التي تحمل مبلغ 40000 درهم والتي أرجعت هي الأخرى دون مؤونة، ولم يتخذ في حق مصدريها أي إجراء يذكر، وما خفي أعظم من الزلات والخروقات التي لاحصر لها. ورغم كل الذي حدث، فإن المكتب المسير مازال يدافع عن العبث ويناور على كافة الجبهات، ومن بين هذه الجبهات تأجيل تاريخ الجمع العام إلى مابعد منتصف شتنبر رغم أن الجامعة حددت أواخر يوليوز كآخر أجل للجموع العامة، بل إن البعض منهم يدفعون بأسماء مغمورة لايعرفها أحد إلى الإعلان عن ترشيحها، علما أنها مجرد أرانب سباق ستعلن عن انسحابها في الوقت المناسب، وبالتالي، فإن كل مناوراتها مجرد لعبة رمي لعصى أمام الغنم من أجل ضمان مكان في المكتب المسير المقبل أما المدافعون عن بقاء المجمع الشريف للفوسفاط في دفة التسيير، فإنهم الذين يئسوا في ضمان مكان لهم في المكتب المسير إن تحول الجمع العام العادي الى إستثنائي. الملف الثاني يتعلق باللاعب زكرياء حذراف لاعب الدفاع الحسني الجديدي الذي أضحى مطلوبا من طرف العديد من الفرق في البطولة الوطنية لكرة القدم، وعلى رأس الفرق الخاطبة لوده فريق الجيش الملكي، إلا أن المثير في هذا الملف هو رسالة الإستعطاف التي تقدم بها اللاعب أو أوحي له بكتابتها وهما سيان والتي تثيرالكثير من التساؤلات داخل كل مكونات الفريق الدكالي من مكتب مسير وجمهور ومنخرطين وفعاليات رياضية، فقبل أن ترتفع أسهم اللاعب حدراف في السوق الرياضية وأضحت العديد من الفرق تتسابق لضمه الى تركيبتها البشرية، خرج المكتب المسير للفريق الدكالي عبر ناطقه الرسمي السيد فؤاد مسكوت، بتصريح ناري، يؤكد فيه أن الفريق مستعد ليوفر لحدراف كل متطلباته، لأن الفريق الدكالي لا يقل أهمية ولا قيمة عن بقية فرق البطولة، وأنه بدوره يسعى إلى التنافس على اللقب، وأنه إذا كان هناك نقاش، فإنه من الممكن أن يكون حول عرض من فريق أجنبي يستفيد منه الفريق واللاعب. وختم البلاغ بأن حدراف ليس للبيع في الوقت الراهن، فماذا تغير اليوم لتتغير اللهجات وتتعدد الألسن. كلنا يتذكر أن وكيل أعماله كان قد راسل الفريق قبل أشهر من أجل إعادة فتح ملف اللاعب، وهاتف رئيس الفريق غير مامرة وتلقى سيلا من السب، بل قرر المكتب مقاضاته وأوحي لحدراف قصد كتابة اعتذار للفريق أو مثوله أمام المجلس التأذيبي، وطويت الصفحة دون التفكير في راهن الحال وكان لبلاغ فؤاد مسكوت وقعا خاصا واعتبرته الجماهير الجديدية فتحا مبينا ورجوعا لجادة الصواب، وتناولت العديد من المواقع الإجتماعية قضية هذا اللاعب وطالبت بتسوية وضعية اللاعب ماديا قبل أن تتم مناقشته في أمر تجديد عقده مع الفريق لسنتين على الأقل، خصوصا وأن قطع غيار منتهي الصلاحية يتقاضى ضعف أجره الشهري ومنح التوقيع وإمتيازات أخرى ومعروف الطريقة التي تمت بها عملية التوقيع، فيما اعتبر مسؤولو الدفاع الحسني الجديدي أن أمر انتقال حدراف مجرد جلبة يريد من ورائها البعض التأثير على شخصية اللاعب وعلى مسار الفريق الذي كان يعيش عقما في النتائج وقاب قوسين أو أدنى من النزول وبقيت الأمور على حالها، وقال حدراف في أكثر من حوار، إنه مستعد للبقاء مع الفريق والاستمرار معه، شريطة مراجعة عقده من الناحية المالية. مرت الأيام، وتم إنقاذ الفريق من مخالب القسم الثاني، وفي الوقت الذي كان الجميع منشغلا بقادم الأمور من قبيل أن تتخلص الجماهير الجديدية من شبح بعض المسيرين الذين أضحوا يشكلون عبئا، بل خطرا على الفريق مهد بعض مسؤوليه عبر بلاغ لهم تسهيل عملية انتقال اللاعب الى فريق الجيش الملكي، حيث عدد البلاغ الكثير من المصوغات المفتى بها ومن بينها أن المارد زكرياء قدم طلبا كتابيا ليتم السماح له بالانتقال إلى فريق الجيش قصد تحسين وضعه الإجتماعي، ولعمري أنه في تاريخ كرة القدم سواء الوطنية أو الدولية أن تقدم لاعب كرة قدم بطلب لفريقه قصد السماح له بالإنتقال الى فريق آخر راديو المدينة ومعه بعض المسؤلين في فريق الدفاع يؤكدون أن بعض الجهات التي ظلت تستفيد من خدمات مسؤولي الجيش الملكي في ميادين متعددة، هي التي أوحت لزكرياء من أجل إبراء ذمة هاته الطينة من المسؤولين من تهمة الإيغواء، وهي ذات الطينة التي تروج أن حدراف طار الى الجيش، أحب من أحب، وكره من كره، دون أن تعلم أن العهد الذي طار فيه لاعبون من أندية وطنية الى فريق الجيش الملكي دون رغبتهم قد ولى وأن لا فرق بين فريق الجيش ونهضة سطات ولابيان بين الدفاع الجديدي وأولمبيك أزغنغان إلا في لعبة الحظ وميزانية التسيير، بل إن بلاغ الفريق تحدث عن احترامه لمؤسسة فريق الجيش الملكي، وعن كون الأخير مقبل على المشاركة في عصبة الأبطال، وأنه لا ينتدب اللاعب الأجنبي ويقتصر على المحليين، فقط فلمن يتم توجيه هذا الكلام هل للإستهلاك المحلي أم الخارجي، فكلنا نعرف فريق الجيش الملكي بما فيه مكتب الدفاع الحسني الجديدي كمؤسسة محترمة، فلماذا يبحثون عن الأعذار، هل لمساعدة حذراف أم لتخويف الرأي العام، خاصة وأن البعض يطرح الآن أن اللاعب لم تعد تربطه مع الفريق سوى تسعة أشهر، ويصبح حرا، وبالتالي لن يستفيد الدفاع من صفقة انتقاله، فلماذا يؤكد مسؤولو الفريق على الإنتقال وليس تجديد العقد؟ وكم سيتسلم الدفاع من مؤسسة الجيش؟ ولما يتم الترويج بأن اللاعب تم دمجه في سلك الدرك الملكي؟ وهذا من حق اللاعب أن يختار أية مؤسسة من المؤسسات العسكرية لينخرط فيها من أجل ضمان حقه في العيش الكريم هو وأسرته الصغيرة كما من حق فريق الجيش أن يضم بين ثناياه أجود اللاعبين، ومن حقه أن يدافع عن الراية الوطنية في أدغال إفريقيا، ومن واجبه علينا أن نشجعه ونصفق له طيلة التسعين دقيقة للعودة بالفوز، ولكن ليس من حق مسؤولي فريق الدفاع الحسني الجديدي أن يبحثوا لفريق اسمه الجيش الملكي مع ما للكلمة من سمو عن مسوغات ليطيروا بزكرياء حدراف من بين ظهرانينا بطرق أقل ما يقال عنها أن فيها الكثير من غياب الأمانة، ولايمكن نعت مثل هاته الممارسة إلا بالممارسة غير المقبولة لارياضيا ولا أخلاقيا، وهي السمة التي أضحت منغرسة في صفوف بعض مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي، وهنا نستحضر واقعة كارل ماكس التي بحث الجمع العام للموسم الماضي عن صيغة جديدة لإنتقاله بعدما طبل المكتب المسير لشهور، مؤكدا أن كارل ماكس غير قابل للبيع، فمن له مصلحة في انتقال حدراف وليس تجديد عقده مع الفريق الأم؟ وماهو المقابل الذي سيتسلمه أو تسلمه البعض من المسؤولين مقابل الإيقاع بالمكتب في تمثيل فصول مسرحية رديئة إسمها صفقات إنتقال اللاعبين وتبادل المصالح ؟ وهي الصفقات التي أضحى البعض من مسؤولينا ينامون ويستيقظون عليها حفاظا على مصالحهم وخوفا على كراسيهم التي من الممكن أن تطير منهم في أية لحظة. الآن وبدل أن يتفرغ الدفاع الحسني الجديدي لتوفير شروط الإستعداد الجيد للفريق وإستيراد قطع غيار من النوع الممتاز والإعلان عن لائحة المغادرين ومراجعة عقود بعض اللاعبين الذين تترصدهم بعض الفرق المغربية ومن بينهم عمر المنصوري وأحمد شاغو والنهيري الذي قيل أنه أصبح فتحاويا بإمتياز والحارس الحسين زانا الذي تترصده عيون أولمبيك خريبكة والمهدي قرناص، فإن مسؤوليه مشغولون بحروبهم الصغيرة وإشهار الملفات في وجه بعضهم البعض والنبش في أعراض الناس والإساءة إليهم. إن الدفاع الجديدي يتوفر على كل مقومات الفرق الكبرى التي تضعه ضمن الفرق التي تتنافس في التظاهرات الكبرى بحكم توفره على لاعبين متمرسين ومشتل في حاجة الى صقل مواهبه وإمكانيات مادية جيدة. لكنه للأسف، يفتقد لبعض المسيرين الذين يتوفرون على روح رياضية وغيرة كبيرة على الفريق، وليس من طينة الشياشة والشواش الذين يسعون الى خدمة مصالحهم الخاصة عبر بوابة الدفاع الحسني الجديدي، ولو كانت حتى في الحقل الديني وتلك حكاية أخرى تستحق أن تروى للأجيال المقبلة بل تدرس في الماركوتينغ الرياضي.