بات زكرياء حذراف لاعب الدفاع الجديدي والمطلوب من مجموعة من الفرق في البطولة «الاحترافية» لكرة القدم، وعلى رأسها فريق الجيش الملكي يثير الكثير من الجدل، سواء داخل الفريق الدكالي أو بين أفراد جمهوره أو في مكتبه المسير، أو في مستويات أخرى، بل إن انتقال هذا اللاعب الذي أصبح أشبه بقضية في الفريق الدكالي، تستحق أن تروى ليفهم القائمون على الشأن الكروي إلى أين تمضي كرتنا، وكيف تدبر، بل وكيف أن العديد من الفرق تقتل نفسها بنفسها، لأسباب وغايات لايفهمها إلا الملتصقون بكراسي التسيير. عندما تصاعدت وتيرة الحديث عن انتقال اللاعب وعن رغبة مجموعة من الفرق في الاستفادة من خدماته، خرج المكتب المسير للفريق الدكالي عبر ناطقه الرسمي فؤاد مسكوت بتصريح ناري، جاء فيه أن حذراف ليس للبيع، وأن الفريق مستعد ليوفر له كل متطلباته، لأن الفريق الدكالي لا يقل أهمية ولا قيمة عن بقية فرق البطولة، وأنه بدوره يسعى إلى التنافس على اللقب، وأنه إذا كان هناك نقاش فإنه من الممكن أن يكون حول عرض من فريق أجنبي يستفيد منه الفريق واللاعب. صفق محبو الفريق الدكالي لهذا التصريح، واعتبروه حاسما، وأنه وضع نقطة نهاية، لكن المحبين طالبوا أيضا بأن تتم تسوية وضعية اللاعب ماديا بما يريحه، وأن تتم مناقشته في أمر تجديد عقده مع الفريق لسنتين أو ثلاث سنوات أخرى، خصوصا وأن لاعبين أقل منه مستوى يتقاضون أضعاف ما يحصل عليه. لم يتم الحسم في الموضوع، وبقيت الأمور على حالها، وقال اللاعب في أكثر من مرة إنه مستعد للبقاء مع الفريق والاستمرار معه، شريطة مراجعة عقده من الناحية المالية، لكن مرت الأيام وجرت مياه كثيرة تحت الجسر، بل إن الفريق مهد عبر بلاغ له لقرار انتقال اللاعب، عندما سرد مبررات من بينها أن حذراف قدم طلبا كتابيا ليتم السماح له بالانتقال إلى فريق الجيش، علما أنه ليس هناك لاعب في تاريخ البطولة سبق له أن قدم طلبا كتابيا يطلب من خلاله الموافقة على انتقاله إلى فريق معين، لذلك، يتحدث البعض عن أن هناك ربما من طلب من اللاعب كتابة هذا الطلب لإبراء ذمة من يريدون دفعه إلى حمل ألوان الجيش الملكي، ومساعدته على الانتقال، بل إن الفريق لم يتردد في الحديث في بلاغه عن احترامه لمؤسسة فريق الجيش الملكي، وعن كون الأخير مقبل على المشاركة في عصبة الأبطال، وأنه لا ينتدب اللاعب الأجانب ويقتصر على المحليين فقط، وهذه لعمري سابقة، فمتى كان فريق يجد الأعذار لفريق آخر. من حق الجيش الملكي أن يجلب أفضل اللاعبين، مثلما من حق بقية الفرق أن تدافع عن حقوقها، فله مسيروه الذين يغارون عليه، لكن الخطير هو هذه الكلمات التي تفضح النوايا، وتؤكد بما لايدع أي مجال للشك أن ملف انتقالات اللاعبين ليس في الدفاع الجديدي فقط، بل في العديد من الفرق يجب أن يفتح، ففيه الكثير من الضرب تحت الحزام، وفيه الكثير من عدم صيانة الأمانة، وفيه ما لا يعد وما لا يحصى من ممارسات غير مقبولة، تقتل الفرق وتقتل اللعبة، أما المقابل فبالتأكيد علمه عند الملتصقين بالكراسي، وممن ينامون ويستيقظون على إيقاعها، خوفا من أن تنفلت من بين أيديهم.