يدور جدل كبير حول انتقال ملكية مجموعة «تريبيون» الاعلامية الامريكية التي تملك أيضا صحيفة «لوس انجليس تايمز»، الى مستثمرين قريبين من الاوساط المحافظة ما يثير مخاوف من تغيير جذري في نهجها الصحافي. وتملك مجموعة «تريبيون كومباني» صحف «لوس انجليس تايمز» و«شيكاغو تريبيون» و«بالتيمور صن» وخمس صحف كبرى أخرى. وبيع المجموعة سيشكل أهم صفقة في مجال الصحافة المكتوبة في الولاياتالمتحدة. حتى وإن لم يصدر أي عرض رسمي حتى الآن، يبدو ان الميليارديرين تشارلز وديفيد كوك المعروفين لدعمهما ماليا المجموعات المحافظة، اظهرا اهتماما كبيرا بالشراء. وأثار هذا الامر ردود فعل معارضين نظموا عدة تظاهرات احتجاج. وبحسب «نيويورك تايمز» فإن شراء هذه المجموعة سيسمح للشقيقين بالترويج لافكارهما الليبرالية المتشددة ودعم حملتهما الرامية الى الحد من دور الدولة الفدرالية وخفض الضرائب والتنظيم. وقال انجيلو كاروزوني من مجموعة «ميديا ماترز» «من المستبعد ان يسيطر الشقيقان على هذه الصحف من دون تمرير افكارهما المحافظة» في وسائل الاعلام. وأضاف «لا نتكلم عن صحف عادية بل عن ثماني صحف كبرى تتمتع بنفوذ كبير على المستوى المحلي». من جهته قال ريك جايكوبز من مجموعة «كاردج كامباين» التي نظمت بعض هذه التظاهرات ان «الشقيقين كوك لم يدخلا ابدا مجال الاعلام. والسبب الوحيد الذي قد يدفعهما الى الاهتمام بالامر هو الترويج لافكارهما على المستوى السياسي». وبحسب مقال نشر في صحيفة «شيكاغو تريبيون» اعرب حوالى اربعين شار عن الاهتمام لشراء صحيفة او اكثر لكن اصحاب المجموعة الحاليين يرغبون في بيعها دفعة واحدة. ويرى دان كينيدي الاستاذ في الاعلام في جامعة «نورث إيسترن» ان الرغبة في بيع المجموعة دفعة واحدة تترجم «بوجود شارين محتملين اثرياء جدا» مثل الشقيقين كوك او مجموعة «نيوز كورب» لروبرت موردوك. وأضاف كينيدي ان «لا شيء جديدا في شراء افراد لصحف لتمرير وجهات نظرهم» لكن الشقيقين كوك اثارا ردة الفعل هذه لانهم «ليرالبيون متطرفون يبدو انهما يكرهان ايضا وسائل الاعلام». ورغم كل الانتقادات التي يواجهها فان موردوك «قطب اعلام» له تاريخ في هذا المجال في استراليا وبريطانيا والولاياتالمتحدة حيث يملك وول ستريت جورنال ونيويورك بوست. وقال كينيدي «لو كنت احدى هذه الصحف «مجموعة تريبيون» لكنت دعمت موردوك بدلا من الشقيقين كوك». وبثت كوك انداستريز التي تنشط خصوصا في مجالات التكرير والمنتجات الكيميائية وانابيب نقل النفط, بيانا بررت فيه «الرغبة في التوسع المستمر للاستثمار في عدة صناعات وقطاعات». واذا ما وضعنا الاعتبارات السياسية جانبا فان الشق الاقتصادي لهذه الصفقة قد يكون مهما جدا. وتقدر قيمة الصحف المعروضة للبيع ب623 مليون دولار لكن بحسب محلل اعلامي كن دوكتور «تتراجع كل سنة وكل شهر». واضاف ان «العائدات تتراجع وكذلك توزيع الصحف» مؤكدا ان على الصحف ايجاد سبيل للانتقال الى العصر الرقمي. وإن اشترى الشقيقان كوك هذه الصحف وجعلوا منها وسائل اعلام منحازة فهذا سينفر اكثر القارىء ويصبح هذا الاستثمار بالتالي غير مجد.