تتواصل حملات التضامن مع الناشطة السياسية والحقوقية «فدوى الرجواني»، التي تعرضت لمحاولة اغتيال بمدينة أكادير الأربعاء الماضي، حيث باغتها شخص داخل كلية الآداب والعلوم الإنسانية حيث تتابع دراستها العليا، مستهدفا عنقها بواسطة شفرة حلاقة حادة، قبل أن يغادر المكان بكل طمأنينة تاركا ورقة كتب فيها ««الإسلام هو الحل».» الكتابة الإقليمية لأكادير اداوتنان أصدرت في هذا الشأن بلاغا استنكاريا وتضامنيا نددت فيه بهذا الفعل الشنيع كيفما كانت الجهة التي تقف وراءه، معلنة تضامنها مع الأخت فدوى الرجواني ومثيرة انتباه الفاعلين بمختلف مجالاتهم الى تمادي فتاوي التكفير والتحريض ضد كل القوى الحداثية الديمقراطية والحقوقية، معتبرة أن ما حدث يدخل في إطار تنامي تيار يجهز على كل المبادرات والأصوات الحرة ببلادنا، كما دعت الى التعبئة من أجل رص الصفوف وتقوية جبهة الحداثة والديمقراطية. واعتبرت الكتابة الإقليمية لأكادير اداوتنان أن الفضاء الجامعي هو مجال للتحصيل العلمي والفكري في ظل احترام الآخر، ونبذ كل أشكال العنف الممارس بالجامعات المغربية. الشبيبة الاتحادية بأكادير بدروها، وفي بيان لها تحت عنوان «الديمقراطية هي الحل»» استنكرت هذا السلوك الارهابي المقيت، مضيفة ««إننا نستخلص اليوم بأن هناك جهات لا تزال تعمل في الخفاء و تخطط في الظلام من أجل وضع حد للأصوات الحرة وخنق الأفكار التي لا تتناسب مع معتقداتها المتطرفة، بل إن الجو العام في المحيط الإقليمي والوطني يعطي الانطباع بأن هناك توزيعا للأدوار ما بين التأطير النظري التكفيري، و الفعل التطبيقي لهذه الأفكار الإجرامية تجاه المواطنين المتحررين في أفكارهم وآرائهم.» البيان أضاف أن الشبيبة الاتحادية وهي تراقب الوضع الجامعي والطلابي المغربي، تقف مشدوهة أمام تحويل الحرم الجامعي - من فضاء للتحصيل العلمي والنقاش الحر- إلى مجال للاقتتال والإقصاء الطائفي والفصائلي والديني والقبلي، وتحمل كامل المسؤولية للدولة وأجهزتها داخل الجامعة وخارجها التي تقف موقف الحياد السلبي، الذي يذكي ويشجع مختلف مظاهر الصراع والعنف بشتى أنواعهما .كما طالبت الأجهزة الأمنية بالكشف عن الحقيقة في هذه النازلة الإجرامية بالذهاب بالتحقيق إلى أبعد مدى، ومتابعة الجاني ومن يقف خلفه على فعله الإجرامي هذا. وأكدت في ختام بيانها على الإدانة المطلقة لهذه المحاولة الجبانة في حق الأخت «فدوى الرجواني» عضو الشبيبة الاتحادية بأكادير واعتبار الشبيبة الاتحادية لمبدأي حرية الرأي والتعبير خيارات وممارسات لا محيد عنها . كما استنكرت الحملة التكفيرية والتشكيكية في معتقدات المواطنين الأحرار. الكتابة الوطنية للنساء الاتحاديات من جهتها سجلت، وبقوة،مسلسل العنف الذي يطال المرأة حيث رصدت الانتهاكات التي ما فتئت تمارس على حرية التعبير والحريات الفردية والشخصية، بدعم من فكر ونزوع أصولي عدمي يتنكر لكرامة الانسان وحقوقه الاساسية. واستنكرت وأدانت الاعتداء الهجين الذي تعرضت له الأخت فدوى الرجواني عضو اللجنة الإدارية للحزب.واعتبرت ذلك مسا بحقها في التعبير، فضلا عن المساس بسلامتها الجسدية. الكتابة الوطنية للنساء الاتحاديات طالبت بفتح تحقيق في الموضوع إعمالا لالتزام الدولة بضمان حرية التعبير والسلامة الجسدية، والوقوف بحسم وحزم ضد كل هذه الممارسات التي تطال كل التعبيرات والآراء، وذلك في اتجاه احترام حقوق الانسان وبناء الممارسة الديمقراطية المأمولة. الكتابة الوطنية وهي تقف على هذه المعطيات، تتخوف من مسلسل التدهور الذي ينساب في اتجاه الإجهاز على مكتسبات الحريات العامة وتطالب الدولة بالتدخل لوقف هذا المسلسل عبر اتخاذ الوسائل الكفيلة بتفعيل مقتضيات الدستور المتعلقة بالحريات العامة، واحترام وضمان ممارستها بما يكفل كل الثقة في الأمن الاجتماعي. السكرتارية الوطنية للفضاء الحداثي للتنمية والتعايش، بدورها، تابعت بكثير من الاهتمام، تفاصيل الاعتداء الإرهابي واعتبرت أن ما وقع هو جريمة إرهابية بكل المقاييس تعيد إلى أذهاننا أجواء ما قبل تفجيرات 16 ماي 2003، لكونها تمت تحت غطاء الدين، وتنذر بمزيد من موجات العنف الديني الذي يمارسه المتأسلمون والتكفيريون، وتبين أن استباحة دماء وأرواح المخالفين في الرأي والفكر، هي توجه إرهابي وسياسي عند من يعتبرون أنفسهم يتحدثون باسم الله، بعيدا كل البعد عن أي توجه ديمقراطي منشود. كما دعت إلى مواجهة دعوات هدر الدماء من طرف دعاة الغلو والتطرف وأنصار الفكر الأحادي، التي تسيء إلى الدين الإسلامي، الذي هو دين الرحمة والتسامح والتعايش، وليس دينا للقتل والكراهية وناشدت كل القوى الديمقراطية والقوى المؤمنة بالقيم الحداثية الكونية، والمدافعة عن التعايش والتسامح والحق في الحياة ، تشكيل جبهة ديمقراطية حداثية لمواجهة كل أشكال الإرهاب المادي والمعنوي. وفي الأخير حذرت من مغبة التساهل مع خطابات التطرف لتأثيرها على الفرد والمجتمع، مستحضرة الأحداث الإرهابية التي شهدها المغرب منذ 2003 إلى يومنا هذا، والتي دفع المغرب ثمنها غاليا على مستوى استقراره الاجتماعي.