منعت قوات الأمن مساء يوم الجمعة 5 مارس 2010 بالدارالبيضاء وقفة تضامنية كانت منظمة التجديد الطلابي تعتزم تنظيمها في إطار يوم الغضب، بالجامعات المغربية احتجاجا على اعتداءات إسرائيل على المقدسات الإسلامية بفلسطين، وعرفت وقفات مماثلة في مدن أخرى إنزالات أمنية مكثفة. وعرفت الساحة المقابلة لولاية الدارالبيضاء الكبرى، إنزالا أمنيا مكثفا، قبيل الوقت المحدد للوقفة الاحتجاجية، قامت فيها مختلف الأجهزة الأمنية بالتدخل لمنع أي تجمهر طلابي بالساحة المقابلة للولاية. واعتبر عبد اللطيف تغزاون الكاتب المحلي للمنظمة بالدارالبيضاء، أن الإقدام على منع الوقفة التي يريد فيها شباب المغرب وطلابه التعبير عن غضبهم مما يجري يعد انتهاكا سافرا، خصوصا، يضيف تغزوان في اتصال مع التجديد في الوقت الذي تعرف فيه القضية الفلسطينية ومقدساته مجموعة من المعطيات الخطيرة التي تنحو نحو بيع الأنظمة العربية للقضية. وقال تغزوان: إنه في الوقت الذي يتنامى فيه التطبيع في المغرب، وفي الوقت الذي يتم فيه استضافة مجرمة الحرب ليفني، ويتم فيه الحديث عن استضافتها باراك في مراكش في الأيام المقبلة، وفي الوقت الذي يتحدث فيها النظام الرسمي العربي عن مفاوضات غير مباشرة، وفي الوقت الذي يتم فيه التنكيل بالمصلين في المسجد الأقصى، يمنع الشباب في المغرب حتى من الصراخ في وجه ما يقع من اعتداءات. وعرفت وقفة الدارالبيضاء تدافعا مع قوات الأمن التي هددت بالتدخل في حال القيام بأي تجمع، ولم تقدم أي تفسير لموضوع المنع، في وقت اعتبر فيه تغزوان أن المنظمة قدمت إشعارا بالوقفة ولم تتلق أي منع مكتوب. وفي الرباط عرفت الوقفة التي نظمتها منظمة التجديد الطلابي تطويقا أمنيا واسعا، واعتبر الكاتب المحلي عصام الرجواني أن الوقفة جاءت استجابة للنداء الوطني الذي وجهته اللجنة التنفيذية لمنظمة التجديد الطلابي لكافة الفروع تنديدا بسياسة التهويد الممنهج التي تطال مقدساتنا الإسلامية بفلسطين الحبيبة، كما جاءت هذه الوقفة في شكلها ومضمونها مشبعة بالعديد من الدلالات السيميئاية، كونها أولا نظمت بعد صلاة الجمعة أمام مسجد الحي الجامعي للقول بأن الطليعة التي ستحرر الأقصى وكل فلسطين هي خريجة المساجد الربانية والإيمانية. وأكد الرجواني أن تنظيم الوقفة بمدينة العرفان يأتي للقول بأن محرري الأقصى سيكونون من الصفوة العالمة التي تقود الجماهير وتخرجهم من ظلمات الجهل إلى نور العلم، والمستوى الثالث، يضيف الرجواني، رفض المنظمة المطلق لكل المحاولات التطبيعية التي يبشر بها البعض باسم الانفتاح ومصالح المغرب، فالقضية الفلسطينية قضية جوهرية وحلها يمثل حلا للمنطقة العربية كلها؛ بما فيها المغرب وقضية الصحراء المغربية. وعرفت مختلف الجامعات المغربية (الرباط خ الدارالبيضاء خ مكناس خ مراكش ...) وقفات مماثلة جابت مختلف الكليات، وشارك فيها مئات الطلاب، ورفعت شعارات مناهضة للسياسة الصهيونية، الرامية إلى تدنيس المقدسات الإسلامية في فلسطين، وتحويلها إلى مباني تراثية تابعة لكيان الاحتلال، وعبرت بيانات المنظمة بمختلف الفروع، توصلت التجديد بنسخة منها، عن شجبها للسياسة الصهيونية، وللصمت الرسمي العربي، والتواطؤ مع الكيان الصهيوني، وإطلاق عملية المفاوضات العبثية من جديد، مما يعبر، حسب البيانات، عن إفلاس السياسة العربية الرسمية تجاه المقدسات الإسلامية، وتجاه القضية الفلسطينية برمتها. وكانت منظمة التجديد الطلابي قد دعت في بلاغ لها، توصلت التجديد بنسخة منه إلى جعل اليوم الجمعة، يوم غضب بجميع الجامعات المغربية، ردًّا على إعلان رئيس الحكومة الصهيونية نتنياهو ضمَّ الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال بن رباح إلى قائمة المواقع التراثية اليهودية. وأدانت منظمة التجديد الطلابي في بلاغها، ما أقدمت عليه العصابة الإجرامية الصهيونية، والخطوات التي أقدمت عليها لجنة المتابعة العربية بخصوص المفاوضات العبثية، واستنكرت المنظمة تواطؤ الولاياتالمتحدةالأمريكية مع الكيان الصهيوني في تقتيله للفلسطينيين وحصاره لهم، كما استنكرت خذلان الشعوب العربية والعالم المتحضر للفلسطينيين أمام تواصل الجرائم الصهيونية.