في عددها الصادر في 17 ماي الجاري، خصصت أسبوعية «تيل كيل» ملفا عن الأميرة لالة سكينة، مستهلة إياه بالتأكيد أن الأميرة تعتبر، بدون شك، إحدى الأميرات اللواتي يجلبن أكثر اهتمام المغاربة، ومتسائلة: «من تكون هذه المرأة الشابة الالمتحفظة المعروف عنها أنها كانت الحفيدة المفضلة للحسن الثاني؟» إعداد: أيوب البوعزيزي يقول البورتريه، الذي أعدته مريم السعدي، إن «كل ظهور عمومي للأميرة لالة سكينة يخلق الحدث»، ويدفع الصحافة إلى أن تخصص لها مقالات طويلة تتناول مسارها في كل جوانبه، كما أن مستعملي الإنترنيت، من جهتهم، «لا يترددون في تبادل آرائهم حول أسلوبها وشخصيتها، أو تخميناتهم حول زواجها. أجل، ففي أبريل الماضي، حين أعلنت يومية مغربية ناطقة بالعربية عن قرب خطوبتها مع المهدي الرگراگي، رجل الأعمال الرباطي الشاب، تأجج تناول الشبكة العنكبوتية للموضوع». ومنذ ذاك أيضا، «تركزت عيون المغاربة حول هذه الشابة التي لا يعرفون عنها الشيء الكثير في الواقع. ذلك أن المرات التي تظهر فيها عموميا، هي المنتمية للعائلة الملكية، تعد على رؤوس الأصابع. إن الأميرة الشابة تفضل البقاء في الظل، خلافا لوالدتها لالة مريم، ولخالتيها لالة أسماء ولالة حسناء، ولزوجة خالها لالة سلمى.» طفولة أميرية «ازدادت لالة سكينة يوم 30 أبريل 1986، تكتب المجلة، ثمرة لقران لالة مريم، أكبر بنات الحسن الثاني، وفؤاد الفيلالي، ابن الوزير الأول ووزير الشؤون الخارجية الأسبق عبد اللطيف الفيلالي. ومنذ نعومة أظافرها، حظيت الأميرة الصغيرة بمكانة مهمة في حياة الحسن الثاني, إنها أولى حفيداته ، وقد سقط على التو في شراك فتنتها. كما أنها الوحيدة من بين حفدته التي حصلت على لقب أميرة. كان الحسن الثاني يقضي معها وقتا طويلا، وقتا أطول من الذي كان يقضيه مع أبنائه وهم في عمرها. ولم يكن العاهل الراحل يستطيع قضاء نهاية أسبوع في غيابها. وهو ما دفع المحيط الملكي إلى إطلاق لقبي «كبيدة سيدنا» و»الشريفة الصغيرة» عليها. والحسن الثاني في أحد قصوره بفاس أو مراكش، كانت فرقة مصغرة من دراجي الدرك الملكي تتكلف بنقلها إلى جانبه مساء كل جمعة، وبإرجاعها إلى الرباط زوال يوم الأحد». وحسب شاهد على تلك المرحلة، فإن الأميرة الصغيرة كانت تصحب معها دائما «صندوقا كبيرا يضم لعبها، بالإضافة إلى مهر وعربة مجرورة صغيرة وشاة». وتضيف المجلة أن «الحسن الثاني كان يشرف، أيضا، على تنظيم أعياد ميلادها التي كان من اللازم أن تكون أخاذة. وفي هذه المناسبات، كان يستدعي البهلوانات ومقدمي الألعاب السحرية من الخارج، ويجلب لها لعبا كثيرة، بعضها من الولاياتالمتحدةالأمريكية أحيانا.» «في تلك الحقبة، تكتب مريم السعدي، كانت عشرات الصور الرسمية الملتقطة خلال الاحتفالات في القصر الملكي تُظهر العاهل الراحل مبتسما، حاضنا لالة سكينة بين ذراعيه». وفي هذا السياق، تنشر المجلة شهادة لمحمد مرادجي، مما جاء فيها: «كانت لالة سكينة الجوهرة الحية المحبوبة أكثر من أي شيء آخر في العالم بالنسبة للراحل الحسن الثاني. الحب العميق الذي كان يكنه لأميرته الصغيرة منبعث، بكل تأكيد، من محبته لابنته الأكبر سنا من بين أطفاله...» الأميرة الصغيرة، تكتب المجلة، «بؤبؤ عينه، وهو ما استوعبه الكثيرون بسرعة. بل إنها كانت، أحيانا، تتدخل لدى جدها لفائدة ضابط تعرض للعقاب، مع الحصول دائما على نتيجة إيجابية. « وحسب مصدر كان يعرف جيدا خبايا البلاط، تكشف المجلة، فإنه «يجب استيعاب أنه (الحسن الثاني) يعتبرها مثل ابنته، وبأنه كان، في رأيه، والدها أكثر مما هو جدها. وحتى قبل طلاق والديها في 1999، فإنها كانت تقابله أكثر مما تقابل فؤاد الفيلالي». في 1999، تضيف الصحفية، سينقلب الأمر رأسا على عقب بالنسبة للفتاة الصغيرة، فبعد عدة شهور على طلاق والديها، ستفقد جدها بشكل مفاجئ. لكن حياة الطفلة البالغة من العمر 12 سنة ستعود إلى مجراها شيئا فشيئا. «إنها مقربة جدا من والدتها، لالة مريم، وكذلك من محمد السادس، خالها الذي لم يكن قد تزوج بعد حينها. وفي عام 2000، سيحرص على أن ترافقه أخته الكبرى وطفليها في أول زيارة رسمية له إلى إسبانيا. إلى جانبه إذن، ستزور الأميرة الشابة خوان كارلوس وصوفيا، وحينها سيعرف المغاربة أنها لم تعد طفلة, بل أصبحت يافعة شابة، جميلة، تشبه أمها أكثر فأكثر.» تابعت لالة سكينة دراستها في المعهد الملكي، وكانت والدتها، الصارمة والعادلة في ذات الآن، تراقب تعليمها عن قرب. «كان على الأميرة، خلال فصول الدراسة، أن تركز كل اهتمامها على دروسها. أما في العطل المدرسية، وإذا حصلت على نتائج إيجابية، فبإمكانها قضاء بعض الأيام في ديزني-لاند بباريس برفقة زميلاتها في الدراسة». وحسب شهادة إحدى زميلات الأميرة الصغيرة في الدراسة، فإن لالة مريم طلبت من إدارة المعهد استدعاءها كلما دعت الضرورة إلى ذلك. وهو ما حدث ذات يوم بعد شجار بين لالة سكينة وإحدى التلميذات. تردد المدير في إخبار الأميرة الأم أن فلذة كبدها هي من بدأت الشجار، لكن لالة مريم ستفهم الوضع لتحرص على الاعتذار شخصيا لوالدي اليافعة الأخرى وتقول إنها ستعاقب ابنتها بسبب ما فعلته. ويبدو أن لالة سكينة، تضيف المجلة، قد استوعبت الدرس، ولم يحصل لها حادث مماثل بعدها طوال سنوات دراستها الثانوية. المغامرة الباريسية بعد الحصول على شهادة الباكالوريا، توضح «تيل كيل»، سترحل ابنة أخت محمد السادس إلى باريس لتتابع دراستها في معهد العلوم السياسية، هي التي كانت متفوقة في مادتي التاريخ والجغرافية ومثابرة على متابعة الأخبار والمستجدات. كان عمرها آنذاك 18 سنة، وقد رافقتها العديد من زميلاتها في المعهد الملكي إلى عاصمة الأنوار، علما أن عدد صديقاتها يظل محدودا، مثلها مثل باقي أفراد العائلة الملكية. «في تلك المرحلة، تكتب المجلة، كانت لالة سكينة تسعى إلى أن تعيش حياة طالبة جامعية عادية. بل إنها كانت تتوفر على حساب في موقع الفايسبوك الاجتماعي للنقاش مع صديقاتها، وهو الحساب الذي ستحجبه بعد سنوات على خلاف أخيها. قد كانت تضع في الحساب صورها مع والدتها خلال زيارات هذه الأخيرة لها.» «خلال السنة الأولى من دراستها في فرنسا، ستعود لالة سكينة للظهور عموميا للمرة الأولى بعد غياب دام أربع سنوات. ففي نونبر 2004، سترافق والدتها إلى الأردن بمناسبة مؤتمر المرأة العربية، حيث سيتم التقاط صور لها إلى جانب الملكة رانيا. حينها، ستتذكر وسائل الإعلام المغربية والأجنبية وجودها وتُسحر بجمالها وأناقتها. سيبتغي الكثيرون معرفة المزيد حول الأميرة الجميلة التي لا تظهر في المناسبات العمومية مثل والدتها أو لالة سلمى. لكن الأميرة الشابة ستختفي بسرعة من عدسات وسائل الإعلام وتعود إلى باريس. وبعد سنتها الأولى في المعهد الباريسي، ستفضل التسجيل في جامعة بانثيون-أساس المتخصصة في تدريس القانون والعلوم السياسية والتواصل. وطوال أربع سنوات، ستتابع الأميرة الشابة دراستها في العاصمة الفرنسية، مع زيارة المغرب بين الفينة والأخرى لقضاء بعض الوقت مع عائلتها. وفي يناير 2008، ستقوم بزيارة إلى تايلاند برفقة أخيها الطالب حينها في جامعة الأخوين. وهناك، ستلتقط لها الصحافة المحلية صورا فوتوغرافية في معبد ماها براسال ثرون هول الشهير. لكنه ظهور سيظل عابرا...» في نهاية العام ذاته، والأميرة تتابع دراستها في باريس، سيعلن القصر خبر خطوبتها مع المهندس الشاب هشام لخميري، لكن الأمر لن يتم. وفي 2010، ستعود لالة سكينة، تكتب الأسبوعية، إلى المغرب نهائيا بعد حصولها على شهادة ماستر في الصحافة والتواصل. العودة إلى حضن الوطن «بعد عودتها إلى الرباط، تسعى ابنة أخت محمد السادس إلى التأقلم رويدا رويدا مع نمط حياتها الجديد، تكتب مريم السعدي. إنها تقتضي، عموما، أيامها في إقامتها بحي الأميرات، برفقة والدتها. وتوظف وقت فراغها في القراءة ودراسة مواد جديدة، كما أنها لا تخرج إلا نادرا. حينها، كان عدد قليل من الناس يعرف أنها عادت إلى العاصمة حيث ترعرعت. لكنها لا تتردد في مغادرة إقامتها لحضور عرض فني لگاد المالح الذي تعشق فنه كثيرا، أو للعروض الموسيقية لمهرجان موازين». أما السهر ليلا خارج البيت، فهو أمر نادر لدى الأميرة لالة سكينة، تضيف المجلة، إذ هي تفضل استقبال صديقاتها في مقر إقامتها. لكنه يحصل أن تتناول وجبة العشاء، أحيانا، خارج البيت، ومن بين المطاعم المفضلة لديها هناك مطعم لو بومباي الهندي الواقع في حي أگدال بالرباط الذي شوهدت فيه عدة مرات برفقة صديقاتها. «في يوليوز 2011، تكتب الصحفية، ستخلق الأميرة الشابة الحدث من جديد بمناسبة حضورها، إلى جانب والدتها، لزفاف أمير موناكو ألبير مع الإفريقية الجنوبية شارلين ويتستوك. في هذه المرة، لن تتحدث عنها وسائل الإعلام المغربية فحسب، بل كذلك الأجنبية، إذ ستتطرق جميع المجلات الأوربية المتخصصة في أخبار النجوم «لبنت أخت ملك المغرب الفاتنة»، كما أن المجلة البريطانية هيلو ستعتبر أن زيها كان الأروع خلال هذه المناسبة بالمقارنة مع باقي أميرات القارة العجوز». وحاليا، تشرح المجلة، فإنه يبدو أن الأميرة لالة سكينة منشغلة بتهيء زفافها مع المهدي الرگراگي، متابعة شخصيا كل ما يتعلق بلباسها خلال العرس وبالاحتفالات التي سيعرفها. كما أن الصحافة المغربية تتساءل عن الضيوف المرتقبين للعرس الأميري مثل أمير موناكو ألبير وزوجته ونيكولا وكارلا ساركوزي. لكن المجلة تعتقد أن شخصية الأميرة قد تجعل عرس الزفاف مقتصرا على عدد جد محدود من الضيوف.