طالب عبد الرحمان رابح، برلماني العدالة والتنمية عن شيشاوة،المغاربة بأن يصبروا ثلاثين عاما أخرى ليسترجعوا صحراءهم، وقال وهو يتحدث أثناء ندوة نظمها فرع شيشاوة للاتحاد الوطني الدولي لمناصرة الحكم الذاتي بالأقاليم الصحراوية حول «المجتمع المدني والسياسي في خدمة القضية الوطنية»:» إن دولة الجزائر قائمة على اقتصاد البترول ، وأن هذا البترول سيزول في حدود 20 أو 30 سنة وسيضطر جزء من الشعب الجزائري الى الدخول إلى المغرب وجزء آخر إلى مالي، والنصف الباقي إلى تونس، وعندها فقط لن نسترجع تندوف والصحراء فحسب بل سنسترجع أطرافا كبيرة من الجزائر التي هي تاريخيا مغربية..» وكان قد وطأ كلامه و»حله السحري» هذا لقضية الصحراءبالهجوم على الشعب الجزائري الشقيق ووصفه بالكسول حيث قال: « الجزائريين خوتنا واحبابنا شعب ما كيخدم بكتافو، شعب كينتظر الدولة تعطيه باش يعيش، شعب كسول..» هذا وقد استهل كلامه معتبرا الجزائر مجرد كيان صنعته فرنسا حيث قال: «الجزائر دولة رسمتها فرنسا في خريطة افريقيا لأنها كانت تظن أنها ستبقى دائما في الجزائر لذلك أعطتها ذلك الامتداد الكبير، حيث اقتطعت جزءا من المغرب والصحراء الكبرى، وجزءا من هنا وهناك، ورسمت بلدا أسمته الجزائر، بمعنى أن الجزائر بلد بدون تاريخ.. لذلك تاريخيا ليس هناك شيء اسمه الجزائر...» هكذا إذن يرسم حزب العدالة والتنمية ديبلوماسيته من خلال ثقافة الانتظار والتهجم على الشعوب، فهذا البرلماني الذي قال بأنه يتحدث كمثقف، يطلب من المغاربة بدبلوماسييهم ومجتمعهم السياسي والمدني ان يصبروا ويبدو أن الصبر عند صاحبنا أقوى من أي نضال أو عمل سياسي أو علاقات ديبلوماسية، وان كان مُرًّا في تذوقه فهو أحلى من العسل، أن نصبر 30 عاما ليأتي الفرج هذه المرة ليس من السماء بل من الارض الجزائرية التي سيجف فيها البترول والماء، وعندها سننعم بصحرائنا وأكثر.. عجيب هذا التحليل الجديد وهذه الوصفة السحرية التي استطاعت عبقرية البرلماني الذي قال بأنه خلع جبة السياسي ليلبس جبة المثقف،أن تأتي بها.. وروى قصة له مع صديق جزائري له وهو أستاذ جامعي ليصف الشعب الجزائري بالكسول فهل الشعوب الكسولة تنتج أساتذة جامعيين؟؟.. كل الذين تدخلوا بعده قدموا للبرلماني درسا في التاريخ والجغرافية والثقافة والسياسة، لأن مشكلة المغرب ليست مع الشعب الجزائري وليست مع تاريخ هذا الشعب الذي قدم تضحيات من أجل الاستقلال، وقدم المليون شهيد، بل مشكلة المغرب هي مع حكام وجنرالات الجزائر، وأن الشعبين المغربي والجزائري لهما الكثير من القواسم المشتركة ومن ضمنها، التاريخ والحضارة والمصير.