شهدت مدينة قلعة امكونة يوم الخميس 9 مارس في الساعة العاشرة صباحا، الافتتاح الرسمي لفعاليات الدورة 51 لمهرجان الورود بقلعة امكونة تحت شعار «تعبئة الجميع من أجل بناء مشروع تنموي محلي»، والذي استمر إلى غاية 12 ماي 2013 . الحفل شهد تدشين معرض الورود الذي يضم العديد من الأروقة ممثلة للجمعيات والتعاونيات التي تمارس أنشطة مهنية مرتبطة بسلسلة إنتاج الورود، والمنتجات المجالية لجهة سوس ماسة درعة. كما ضمّ المعرض أروقة لمختلف الهيئات المنتخبة، والمؤسسات العمومية ذات الصلة بالقطاع الزراعي، ورواقين خاصين بكل من «مركز صاغرو للدراسات والأبحاث»، وموقع «دادس أنفو» تعرض فيهما صور تاريخية للمنطقة. وقد شهد الفضاء مشاركة 300 عارض يمثلون 25 جماعة على مساحة تقدر ب 3000 متر مربع. وقد انفتحت الدورة 51 من مهرجان الورود على عدة أنشطة، منها ما هو ثقافي فني و علمي من خلال ندوات ونشر كتب ثم توقيعها وأمسية شعرية وفنية كبرى، ومنها ما يتعلق بالتضامن الاجتماعي كحفل ختان جماعي، بل حتى الطفولة كانت في صلب اهتمام المنظمين حيث خصص هؤلاء مهرجانا «كرمس» للأطفال أشرفت عليه «جمعية جسور للتبادل الثقافي» المتخصصة بهذا المجال في قلعة امكونة. ناصر بوقسيم مدير المهرجان صرح ل «الاتحاد الاشتراكي» أن ما ميّز هذه الدورة هو الاشتغال بروح الفريق بشكل عام من خلال مقاربة تشاركية انخرطت فيها معظم الفعاليات المحلية بقلعة الورود، وأيضا الرهان على تحويل المهرجان إلى تظاهرة للجميع من خلال ملامسة جميع الجوانب ( ثقافية، اجتماعية، اقتصادية، رياضية)، فحتى على مستوى التنظيم، فإن ما ميز الدورة هو الرهان على التكوين محليا، حيث كانت هناك في معظم اللجان طاقات محلية إلى جانب أعضاء من فريق مكتب الدراسات والتنظيم، وذلك لاكتساب التجربة والاستفادة. في سياق آخر أكد مدير المهرجان أنّه تم تقديم طلب تسجيل مهرجان قلعة امكونة في لائحة اليونيسكو للتراث العالمي اللامادي. في سؤاله عن فقرة ملكة جمال الورود لهذه السنة، أفاد ناصر بوقسيم أنّ الأمر طرح نقاشا طويلا خلال التحضيرات، هل ستبقى الفقرة أم لا؟ لكن جميع المؤشرات في تاريخ المهرجان تقول أنّ من فكر في تنظيم اختيار ملكة الجمال منذ زمن بعيد رجل ذكي أو جهة ذكية، ذلك أن الأبحاث الحديثة لم تجد من طريقة ناجعة وفعالة لتسويق الورود سوى عبر اختيار ملكة جمال له، فملكة الورود هي ملكة الجمال، أي ربط الورود بالتزيين والجمال، لذلك ارتهنت فقرة اختيار ملكة الجمال وفق التصور الجديد لهذه الدورة إلى هدف واحد لم يتمثل في الشخص وإنما في الرسالة الموجهة من خلال هذه الفقرة، وإنصاف منتوجات الورود باعتبارها رمزا للجمال والأناقة، كما أن جائزة الفائزة بهذا اللقب لم تعد نقدية ومتواضعة جدا كما كانت من قبل، وإنما أصبحت عينية، أي أثاث منزلي بقيمة 20 ألف درهم، وذلك كشكل من أشكال الاستفادة الجماعية تدخل فيها الفتاة المقبلة على الزواج أو المتزوجة وأسرتها أيضا. وعن ميزانية المهرجان ، صرح ناصر بوقسيم أنها بلغت 3 ملايين و 200 ألف درهم، إلا انها ستترك عجزا واضحا وذلك نظرا لاستقبال عدد إضافي وغير متوقع من المشاركين على عدة مستويات، واضطرار الجهة المنظمة إلى احترام البرنامج والتعاقد مع المشاركين من الفنانين والإعلاميين خصوصا. من جهة أخرى أقرّ مدير المهرجان بوجود هفوات وعجز في الإمكانيات، غير أنّ لا أحد ينكر في النهاية أن المهرجان قطع أشواطا ومراحل فقط بين الدورة 50 وهذه الدورة، وأن ما تم تحقيقه يعدّ مكسبا كبيرا على الصعيد المحلي أوّلا. هذا، وقد أفرزت الدورة اختيار لكبيرة أيت توغة ( 16 سنة من دوار تبرخاشت بجماعة أيت واسيف) ملكة جمال للورود في نسختها 51، بينما اختيرت دوهو يكن(21 سنة) وصيفة. يشار إلى أن هذه الدورة شهدت حضور العديد من الأسماء في مخلتف المجالات منها وزير الشبيبة والرياضة محمد أوزين، ووزير الصناعة التقليدية عبد الصمد أقيوح، والفنانة فاطمة تبعمرانت، والفنان نعمان لحلو، ونجم الكوميديا باسو، والباحث السوسيولوجي عبد الرحيم العطري، والباحث الأمازيغي محمد لمنور، والباحث والروائي مبارك ربيع، والمبدعون عبد العزيز الراشدي وأحمد لمسيح ورشيد منسوم وعبد الهادي سعيد، والعديد من الأسماء الأخرى. ما يعاب على هذه الدورة ، خصوصا، في علاقتها بالقطاع الإعلامي، سواء على مستوى التنظيم والمرافقة أو على مستوى التواصل والإيواء، هو إيواء ممثلي المنابر الإعلامية بمدينة بومالن دادس في شروط غير مريحة لظروف اشتغالهم، حيث كان يتعين قطع ما يناهز 100 كلم يوميا عبر رحلتين ذهابا وإيابا، مما جعل عملية المواكبة الدقيقة صعبة جدا نظرا للتعب والإرهاق وسوء تدبير الزمن والخلل في التنسيق والتواصل بين المنظمين والجسم الصحافي.