تحت شعار «ورود مكونة في خدمة الاقتصاد الاجتماعي» نظم المجلس البلدي لقلعة امكونة الدورة الخمسين لمهرجان الورود أيّام 04 و05 و06 ماي 2012، بشراكة مع دار الثقافة قلعة امكونة وبعض الفعاليات الجمعوية بالمنطقة. انطلقت فعاليات اليوبيل الذهبي لهذا المهرجان صباح الجمعة 05 ماي على الساعة العاشرة صباحا بأنشطة رياضية عبارة عن نصف ماراطون على مسافة 21700 متر(ذكور) كان من نصيب أوطالب محسن(مهاجر بامريكا) ممثلا مدينة أزرو في المرتبة الأولى بتوقيت ساعة وست دقائق و47 ثانية و42 جزء من المئة، وعلي الشنف في المرتبة الثانية ممثلا نادي ألمبيك بولنوار(خريبكة) بتوقيت ساعة وست دقائق و52 ثانية و12 جزء من المئة، وفي المرتبة الثالثة أيت علي يوسف عن أمل تزنيت بتوقيت ساعة وست دقائق و59 ثانية و12 جزء من المئة، بينما عادت المرتبة الرابعة للعداء السليماني ابراهيم(الرشيدية) بتوقيت ساعة وسبع دقائق و48 ثانية و02 جزء من المئة. كما شهد مضمار قلعة امكونة سباقا على الطريق لمسافة 10.000 متر(إناث) فازت به العداءة خديجة العربي(آسفي) في المرتبة الأولى بتوقيت 39 دقيقة و10 ثوان و09 جزء من المئة، وخالي مريم عن الجيش الملكي في المرتبة الثانية بتوقيت 39 دقيقة و31 ثانية و76 جزء من المئة، بينما عادت المرتبة الثالثة للعداءة عزيزة الراجي من قلعة امكونة بتوقيت 40 دقيقة و12 ثانية و15 جزء من المئة. صبيحة نفس اليوم تمّ افتتاح المعرض المحلي بمحاذاة تعاونية أزلاك للخناجر، وهي مناسبة للتعرف على المنتوجات المحلية التي يبدعها «الإنسان المكوني» ارتباطا بثقافته وتراثه المحلي الأصيل، كما شهدت فضاءات المدينة انطلاق مهرجان فني تراثي بالموازاة، نشطته فرق محلية وخارجية من قبيل: أحيدوس قلعة امكونة، أحواش ورزازات، فرقة الركبة وفرقة أقلاّل(زاكورة). مساء يوم الجمعة كان جمهور قلعة امكونة من السكان والسياح على موعد مع اختيار ملكة جمال الورد لهذه الدورة، حيث تبارت على هذا اللقب سبع مرشحات، لتحسم النتيجة لصالح كلّ من مروة بنغنّو( أولى باكالوريا، 17 سنة) كملكة جمال الورود في الدورة الخمسين، والسعدية أيت توغة( 19 سنة) وصيفة أولى، وحليمة أيت توغة (18 سنة) وصيفة ثانية. وعن ظروف مشاركة ملكة جمال الورد لهذا الموسم، أعربت مروة بنغنو للاتحاد الاشتراكي عن فرحتها الكبيرة بهذا اللقب، وصرّحت أنها لم تكن تفكّر أبدا في الترشح لهذه المسابقة من قبل، فقد شجعتها صديقاتها بدار الطالبة قلعة امكونة على خوض التجربة بعدما رأينها مرتدية الزي التقليدي لمكلة الورود بالمنطقة في نشاط جمعوي قبل شهر تقريبا، وهو ما جعلها تقدم على التجربة الجميلة التي كانت إيجابية بالنسبة لها، خصوصا وأنها عبّرت عن سعادتها بتمثيل مدينتها الأم قلعة امكونة. هذا، وقد استفادت المشاركات الثلاث من مبلغ مالي زهيد - كما أطلعت الجريدة مصادر موثوقة - خلافا لما كان يعمل به في الدورات الماضية، حيث حصلت ملكة جمال الورد على مبلغ 2000 درهم بينما حصلت الوصيفة الأولى على 1000 درهم والوصيفة الثانية على 500 درهم، قبل أن يتبرع أحد المحسنين(رفض ذكر اسمه) ويضيف مبلغ 1000 درهم لملكة جمال الورد و1000 درهم مناصفة بين الوصيفتين. وقد خلف تبخيس المسؤولين لقيمة الجائزة من جهة، وإهمالهم ونكرانهم لمجهودات «لالة تودة»(أول ملكة جمال للورد 1962) في تزيين ملكة الورد لهذه الدورة وكل الدورات السابقة وتحضيرهنّ للمناسبة، علاوة على إهمال الفائزات الثلاث من حيث التنقل والتغذية، وهو السيناريو الذي تكرّر مع الفرق التراثية المحلية الذين لم يتعدّ المبلغ الذي توصلوا به 75 درهما لليوم الواحد، ناهيك عن ظروف إقامتهم وتغذيتهم المهينة (كما صرّح للجريدة المعنيون بالأمر)، كل هذا وغيره، خلف استياء عميقا لدى السكان المحليين والفعاليات الجمعوية والثقافية بالمنطقة، والذين ينتوون التحرك قريبا من أجل مأسسة هذا المهرجان وإخراجه للنور على حد تعبير «م.ش» (فاعل جمعوي). يوم السبت 06 ماي انطلق برنامج التظاهرة بزيارة الوفد الرسمي للسيد عامل صاحب الجلالة على إقليم تنغير لمعرض المنتوجات المحلية، ثم المركز الصحي لقلعة امكونة حيث أقيمت عملية ختان جماعي لفائدة 56 طفلا نظمتها مندوبية الصحة بتنغير بشراكة مع عمالة تنغير، وقد ساهمت جمعية تنومي بامسمرير التي يرأسها المقاول عدّي خيزو في التبرع بأعطيات لفائدة هؤلاء الأطفال. دار الثقافة بقلعة امكونة كانت محطة أخيرة لزيارة السيد العامل حيث أشرف فيها على افتتاح معرض الفنون التشكيلية والأثاث التراثي، وحضر فعاليات برنامج فلاحي واجتماعي وثقافي قدّمه الأستاذ ابراهيم ميطالي بكلمة لمدير المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي، تلاه عرض حول الفيدرالية البيمهنية المغربية للورد العطري من طرف المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي، واختتم بكلمة عن هذه الفيدرالية البيمهنية التي تأسست حديثا في محاولة منها لردّ الاعتبار للفلاح الصغير بالمنطقة (على حدّ تعبير ممثلها). في نفس السياق، أشرف السيد العامل على توزيع جوائز نقدية على أحسن التعاونيات الفلاحية والمنتجين الفلاحيين للموسم الفلاحي 2011/2012، حيث عادت الجائزة الأولى (بالنسبة للتعاونيات الفلاحية) للتعاونية الفلاحية تيتماتين لمنتجي الورود العطرية بمبلغ 12.000 درهم، والجائزة الثانية للتعاونية الفلاحية عطر الجنوب بمبلغ 10.000 درهم، بينما عادت الجائزة الثالثة للتعاونية الفلاحية الرشاد بمبلغ 8000 درهم. أما جوائز المنتجين فقد استفاد منها أحمد أزغاري(الجائزة الأولى 8000 درهم)، وأيت حدّو الدريسية (الجائزة الثانية 7000 درهم)، وأيت مرزوق محمد(الجائزة الثالثة 5000 درهم). بالنسبة لأحسن منتج للعسل، فقد حصل على الجائزة الأولى مولاي ادريس بنحمّو (8000 درهم)، والجائزة الثانية محمد بنعلاّ (7000 درهم)، والجائزة الثالثة عبد العزيز العبدي (6000 درهم)، بينما حصل على الجائزة الرابعة الحسين كبير (5000 درهم). التفاح بدوره توّج في هذه المناسبة باعتباره من المنتوجات الأساس بالمنطقة، حيث حصل على الجائزة الأولى لأحسن منتج ابراهيم عبد الوالي (8000 درهم)، والجائزة الثانية باسو واللوش (7000 درهم)، والجائزة الثالثة حمّو عليكو(6000 درهم)، فيما عادت الجائزة الرابعة لأحمد أعبّو (5000 درهم). في مجال توزيع الجوائز دائما، أشرف السيد عامل إقليم تنغير على توزيع 6 حواسيب و6 طابعات (IMPRIMANTES) على التلاميذ المتفوقين والمعوزين بالمنطقة، وأيضا 46 دراجة هوائية، واختتم اللقاء بتلاوة البرقية المرفوعة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من طرف المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي. مساء نفس اليوم، كان الجمهور المكوني على موعد مع فرجة فنية وتراثية بساحة الحفلات أثثتها الفرق التراثية المحلية والوافدة ، وأيضا بعض الفرق الفنية العصرية بالمنطقة، بحضور ملكة جمال الورد ووصيفتيها، أما يوم الأحد فقد شهدت أفضية قلعة امكونة تنشيطا فنيا لنفس الفرق ابتداء من الساعة العاشرة صباحا، قبل أن يسدل الستار على الدورة الخمسين لمهرجان الورود، وهي دورة فقيرة بكل المقاييس كما عبّر عن ذلك «م.ش»: «إن كان لا بدّ من إلصاق صفة النجاح بهذا الموسم، فذلك فقط على مستوى التجارة والتسوق، وأيضا على مستوى ضخّ ميزانية معتبرة في جيب المجلس البلدي من خلال مبالغ الكراء التي أدّاها البائعون الوافدون على المنطقة، عدا ذلك فالدورة كانت فقيرة سواء على مستوى ما صرفه المسؤولون أو على مستوى البرنامج والأنشطة، إنها دورة (عدّي باللي عطا الله) ولو بتبخيس المشاركين حقوقهم وجرح كرامتهم الإنسانية». لطيفة تيخوشة: أستاذة وفاعلة جمعوية هل دور المرأة مجرد اعتبارها ملكة جمال فقط ؟ مناسبة الاحتفال بالورود في قلعة امكونة، واقع إنساني طبيعي وخروج من ساحة الكد والتعب إلى حقل كله ابتهاج وفرحة، وإبراز لأبعاد اقتصادية واجتماعية وثقافية وفكرية، وترسيخ للقيم المحلية وحفاظ على التراث الموروث للثقافة الأمازيغية بدءا بإبراز دور المرأة وتجسيد مكانتها داخل المجتمع الأمازيغي المحلي خاصة. لكن رغم كل هذا وغيره، ألا يمكن طرح بعض التساؤلات التي تفتح الباب لنقاش حقيقي حول واقع المهرجان والمنطقة عموما: إلى أي حد يمكن الحديث عن موسم الورود في ظلّ غياب الوعي والتفكير بعمق الثقافة، وفي ظلّ مختلف الأبعاد الفكرية والثقافية التي تتعايش بقلب منطقة قلعة امكونة ؟ وما دور السلطات والمنتخبين والسكان الأصليين في الرقي بهذه الاحتفالية نحو آفاق أرحب وأغنى؟ لماذا لا نجعله محطة حقيقية للتعريف بالتراث الأمازيغي المحلي على الصعيد العالمي، لاسيما وأنه بلغ من العمر خمسين سنة هذا العام ؟ عموما، إن المتأمل في هذا الموسم يجد نفسه أمام وريقات حاضر يهتف بلغة الكتمان والابتعاد عن ثقافة الأصل، مقابل نشر كل ما له صلة بالانحراف وغياب مبدأ الإحساس بالقيم والأخلاق.. أخيرا وليس آخرا، أتساءل: هل يمكن الحديث عن دور المرأة بالمنطقة في حدود جعلها «ملكة جمال» فقط ؟ عمر أيت سعيد(فنان أمازيغي) إنقاذ المهرجان يمرّ عبر مأسسته من إيجابيّات هذه الدورة تسجيل ارتفاع في السياحة الداخلية(إقليميا ووطنيا)، التعريف بالمنتوجات المحلية ( الورود.الخناجر، الكحل، الجوز...)، تأسيس إطار جديد فيدرالية الورود لتثمين منتوج الورود والدفع بإنصاف الفلاح الصغير الإشعاع والتعريف بقلعة امكونة، الحضور الفعال لدار الثقافة وطاقمها عبر أنشطة متميزة بتنسيق مع بعض فعاليات المجتمع المدني ، لا أنس طبعا الجانب الأمني الذي كان محققا بشكل كبير مقارنة مع الدورات الفارطة. أمّا السلبيّات فتمثلت في غياب أرشيف لجميع النسخ السابقة من الموسم بما فيها هذه الدورة، وبالتالي غياب ذاكرة حقيقيّة، وإهدار مجموعة من الأنشطة، عدم إشراك بعض الجمعيّات الثقافيّة الجادّة، عدم تقسيم الأنشطة على المجال الجغرافي للمنطقة من أجل تخفيف الضغط وتحقيق الاستفادة الشاملة. إهمال وتهميش الطاقات المحليّة(ثقافية وفنيّة) بعدم الالتفات إليها بالمرّة، أو التعامل التبخيسي معها. أعتقد من جهة أخرى، أنّ إنقاذ المهرجان يمرّ عبر مأسسته وذلك بخلق جمعية للمهرجان تناط بها مهمة الإعداد و التحضير للمهرجان وإبراز الجانب الثقافي أكثر من خلال إشراك فعاليات المجتمع المدني .الاهتمام بالجانب الفلاحي والعناية بالفلاح الصغير وإنصافه. الاهتمام بالتراث الأمازيغي المحلي خاصة احيدوسوإبراز شعراء المنطقة و تكريمهم. إدخال رقصة النحلة في التراث الوطني.اختيار ملكة جمال الورد من صفوف الجمعويات المناضلات إقليميا، وبالتالي جعل معيار التحصيل الثقافي صلب المعايير الأساسية للانتقاء . لحسن ملواني (قاص وشاعر): المهرجان ليس للتجارة والتجول في الحقول والطرقات فحسب
إن الدور ة 50 لمهرجان قلعة مكونة في اعتقادي دورة عادية لم تأت بجديد ، في الوقت الذي ننتظر فيه أن تكون كل دورة دورة نوعية تستفيد من إيجابيات وسلبيات الدورات السابقة . المتحقق في هذه الدورة غير ملموس بشكل جلي للزائر و المقيم ، فالطاغي على الموسم بيع وشراء وبعض الغناء ، الأمر يستدعي استحضار كثير من المكونات الثقافية والإبداعية بكل أصنافها. بالنسبة لسؤال «الإضافات»، فالأمر يتعلق بالإشراك الحقيقي للسكان والفعاليات الجمعوية والثقافية التي لاشك أنها تمتلك زوايا نظر نوعية مختلفة ، بغربلتها يمكن أن نصل بالدورات القادمة إلى المرتجى والمأمول . قد يعتري المهرجان ما يعتري سائر المهرجانات من ظواهر انحرافية ، والمرتهن عليه هو تغليب الجانب الثقافي والإبداعي والوجه المشرق والمشرف لقلعة مكونة على كل ما يعتري المهرجان من جوانب أخرى ،المهرجان ليس للتجارة والتجول في الحقول والطرقات فحسب كما هو سائد في دوراته الأخيرة. يمكن أن يتحقق هذا الأمر بتضافر الجهود من قبل كل من يرى أنه قادر على إضفاء النوعي والإيجابي على ما يقرر عرضه في المهرجان . وأعتقد أن الإعداد المحكم والمتين يقتضي تخصيص مدة كافية للإعداد للمهرجان عبر مناقشات وطرح المقترحات مع البحث عن كل البدائل الضامنة لإعطاء المهرجان ما يستحقه من إعداد عبر تقييم وتقويم تجارب سابقة بما لها وما عليها. حسن واسو(مدير موقع lemgoune) يجب تجفيف مستنقعات الفساد التي تستفيد من الوضع الحالي تعتبر الدورة 50 من موسم الورود دورة عادية تشبه مثيلاتها في كل شيء، حتى أنه يمكن الحديث عن دورة واحدة تستنسخ عبر الزمن بكثير من السلبيات وقليل من الإيجابيات. فالكل يجمع على أن الموسم لا يستفيد منه إلا الباعة المتجولون عبر الأسواق الأسبوعية الذين يقومون بإنزال أشبه بالهجوم على طرقات وأزقة وحدائق البلدة الهادئة، ليفسدوا عليها جوّها الحميمي مع أولى نسائم الربيع. والسؤال الذي يتبادر للأذهان هو: لماذا يسمح المجلس البلدي لهؤلاء بالاستيلاء على الملك العمومي بهذه الطريقة ؟ وهل يتم استشارة أصحاب المحلات الذين يؤدون ضرائب سنوية للمجلس في مسألة الكراء العشوائية هاته ؟ وما هي ميزانية الموسم ؟ من يساهم ؟ من يستفيد؟ إن المنطق يقتضي تراكما في التجربة يؤهلنا مع مرور السنوات إلى تحسين منطق التنظيم واستراتجيات الاشتغال. شخصيا أرى أن الموسم يمكن أن يتخذ مسارات جديدة ومتجددة وذلك بالاعتماد على المداخل الآتية: إشراك جمعيات المجتمع المدني في كل مراحل الموسم من التفكير إلى التنشيط مرورا بالإعداد والتنظيم. - الاقتصار على ترويج المنتوج المحلي الفلاحي منه، والسياحي على وجه الخصوص، وإنهاء تلك الأسواق العشوائية التي تنتشر في كل شبر أيام الموسم - التركيز على التراث المحلي في تنشيط الموسم فنيا وثقافيا. وحتى لا يصير الموسم مميعا يفقد بريقه بمرور الوقت علينا التفكير جديا في إيجاد مخرجات حقيقية لقواعد جديدة تتأسس على مبادئ الشفافية المسؤولة و التشاركية البناءة وتجفيف مستنقعات الفساد التي تستفيد من الوضع الحالي. ميمون تافويت (مدير مدرسة) يا ورد مين يشتريك ...؟ أعتقد أنه في غياب أي مخطط استراتيجي لن يتحقق أي هدف تنموي للمنطقة ، صورة قاتمة طغت عليها سمة الاحتفالية الممقوتة وهدر المال العام ، بحيث تستنزف مالية الجماعات المحلية الست بمساهمة نقدية مهمة كل موسم ، في الوقت الذي تحاول فيه جميع السلطات المتدخلة الإقليمية و الجماعية بقيادة بلدية المدينة استغلال هذه الأجواء للتنشيط السياحي، خاصة أن المهرجان الذي دأبت المدينة على تنظيمه ربيع كل عام مند 50 سنة خلت، يحضره سنوياً ما يناهز100 ألف زائر، من ساكنة المنطقة الوافدة من كل حدب وصوب ومن سياح مغاربة وأجانب، ليتحول الشارع الوحيد إلى سيل من البشر في هرج ومرج على شكل سوق مفتوح غير منظم، تمارس فيه جميع أشكال وأنواع السلوكات الدنيئة، ناهيك عن التحرش والنهب و السرقة... ولم يسبق التفكير في أخذ العبرة من أيّة تجربة خلت، وإنما تطغى عملية إعادة نفس الإنتاج. تبخرت آمال كل فعاليات المجتمع المدني محليا، والتي لم يسبق لها أن استدعيت من أجل المشاركة على الأقل للاستماع إليها وطرح التصورات ، حيث تنفرد السلطات ، والتي لم يسبق لها أن فكرت في بذل أي مجهود يرمي إلى تثمين هذا المنتوج المحلي، ومنحه مؤشراً جغرافياً و اقتصاديا يعطيه قوة تنافسية أكبر، خاصة على صعيد الأسواق الخارجية. الجميل في هذه التظاهرة التجارية هذه السنة هو طغيان الهاجس الأمني لتغلق جميع منافذ المدينة بإحكام وأينما وليت وجهك ثمة رجال الدرك والقوات المساعدة ( سؤال لم أجد له جواب ووضع بدون مبرر)، غياب الكرنفال أو الانتاج الاستعراضي ، ضعف التظاهرة الرياضية ( العدو الريفي _ نصف المارطون ) رفض الفتيات المشاركة في المسابقة الخاصة باختيار ملكة جمال الورد ، ليتم العمل ب»عدي بلي كان». تراجع عدد الزوار وهذا بطبيعة الحال له مبرره : الارتجالية والانفرادية نتائجها الرداءة ، وبحرقة شديدة على المنطقة أقول إن ساكنة دادس وامكون لاتزال تراهن على التغيير، وما سيأتي به المستقبل القريب لأن حليمة لا تزال على عادتها القديمة، وكل موسم وأنتم تتبضعون . يوسف بلحفات(فاعل جمعوي) المهرجان في حاجة إلى رؤية استراتيجية تقطع مع الطقس الاحتفالي الذي ينتهي بنهاية الموسم أعتقد أن الأوان قد حان لمقاربة جديدة «لمهرجان» الورود بقلعة مكونة .مقاربة تنطلق من تشخيص لأولويات التنمية المحلية ، وتقييم للمحطات السابقة في تاريخ «الموسم». ولن يتأت ذلك في اعتقادي إلا ضمن رؤية استراتيجية تتبنى مداخل متعددة لهذا الحدث الهام. مقاربة متعددة الأطراف ، تعمل على إشراك مختلف الفاعلين في التشخيص والتخطيط والتنفيذ والتقويم ، ضمانا لتراكمات كفيلة بتطوير المهرجان وتوسيع آليات اشتغاله .مقاربة في المقام الثالث تشتغل ضمن أهداف محددة بدقة ، وأنشطة نوعية من شأنها إعطاء وجه جديد للمنطقة في الخريطة الوطنية والدولية، بدلا من «الطقس الاحتفالي « الذي ينتهي بنهاية الموسم. صحيح أن البعد الاقتصادي من الأبعاد التي لا يمكن تجاهلها في هكذا مناسبات ، لكن ليس بالشكل الذي يمنحه قوة الحضور على حساب أبعاد أخرى لا يمكننا الاستغناء عنها في أية مقاربة للتنمية ( الثقافية والاجتماعية وغيرها)، وإلا سنسقط كل مرة في رؤية اختزالية للحدث تكرس صورة نمطية عن الموسم في أذهان السكان المحليين والزوار على حد سواء. ومن الأسئلة الأخرى التي يمكن للمقاربة الجديدة الانكباب عليها ضمن الطروحات المختلفة ، سؤال الإعلام ودوره في نقل الحدث: أرى أن ثمة ضرورة في تحليل «المهرجان» من زوايا إعلامية متعددة ، تساهم في إغناء النقاش حول نقاط القوة والضعف في الحصيلة ، تمهيدا لتصورات جديدة تسعى في النهاية إلى خلق قيمة مضافة في أي تخطيط مستقبلي. إن مثل هذه المهرجانات ، تؤسس بشكل من الأشكال ،لتاريخ المنطقة، لذا على الجميع النظر إلى هذا الحدث برؤية عميقة تستحضر الماضي والحاضر والمستقبل ، وتقطع مع التصورات الآنية التي تحوله إلى مجرد ذكرى أو رقم يشهد على نسخ المهرجان. محمد ابن تيزى محمد (فاعل سياسي) أملنا أن ينتهي عهد استفراد المجلس البلدي بالموسم لا شك أن موسم الورود بقلعة مكونة، وأصر على مصطلح موسم، له أهمية غير هينة في التعريف بمنطقة قلعة مكونة وبمنتوجها الفلاحي الأساسي أي الورد وطنيا وعالميا، منذ سنة 1962 حيث كانت بالمغرب مواسم مرتبطة فقط بالأولياء والصالحين مع ما كان يرافقها من طقوس معروفة لدى الجميع.وابتكار فكرة الموسم منذ ذلك التاريخ وتكريسها لمنتوج فلاحي معين كان بدون شك فكرة تنم عن بعد نظر، إلا أن الحال وبعد نصف قرن من الإحتفال السنوي بالورود في قلعة مكونة يبين أن نفس الاختلالات والصعوبات الني يعيشها قطاع الورد لا تزال مستمرة، ولم يتم تأسيس فدرالية بيمهنية سوى في العام الجاري حظيت باتفاقية هامة مع وزارة الفلاحة بالمعرض الدولي بمكناس في بارقة أمل لتطوير القطاع. وعلى مستوى الجانب التنظيمي للموسم في شقه الاحتفالي المتعلق بالبرمجة ونوعية الفقرات، فقد أضحى واضحا بعد خمسين سنة، أن أمر التنظيم أصبح في حاجة إلى مقاربة تشاركية في الإعداد والتنظيم قصد ابتكار أشكال جديدة تخرج المهرجان من الرتابة المملة التي صار يعرفها، وجعله محطة متجددة لجلب المزيد من السياح الداخليين والخارجيين، إضافة إلى ضرورة التجند من قبل جميع المتدخلين في التنظيم لتفادي الظواهر السلبية التي ترافق الموسم الذي يدوم ثلاثة أيام من بداية ماي من كل سنة. وأملنا أن ينتهي عهد استفراد المجلس البلدي بكل شيء في هذا الموسم أو المهرجان، ويتم فتح المجال أما جميع فعاليات المنطقة من أجل موسم مواطن ومتجدد، ذو بعد تنموي مستدام.