حقيقة فريق رجاء بني ملال غريب الأطوار، فريق يفاجئ المتتبعين بشكل كبير. فعندما ينتظر منه جمهوره النتيجة والتألق يفاجئه بسقوط مدو، وعندما يتوقع له الهزيمة يحقق المفاجأة ويوقع على فوز غير مرتقب، ومبارياته في مواجهة كل من الوداد البيضاوي ونهضة بركان والدفاع الحسني الجديدي خير دليل على ذلك، وكذا سقوطه أخيرا أمام فريق الفتح الرباطي، برسم الدورة 27 بهدفين نظيفين، تأكيد لعطاء محير وغير مستقر. فقد كان فريق الفتح الرباطي، الذي خرج من إقصاء مبكر من دوري عصبة الأبطال الإفريقية، ينتظر أن يحل ضيفا على فريق جدد طموحه واسترجع أماله للحفاظ على مكانته بدوري المحترفين، وبالتالي سيكون مندفعا ومشحونا بعزيمة قوية لتحقيق فوز يكرس انتفاضته الأخيرة بالجديدة أمام فريق الدفاع الحسني الجديدي، خاصة وأن الفتحيين يوجدون في موقع مريح في البطولة برصيد 35 نقطة، يحتلون الصف السادس بدون طموحات في اللقب أو تخوف من الانزلاق إلى الأسفل، لكن الملاليين خيبوا الانتظارات، وظهروا بوجه باهت وأداء ضعيف بلا روح، رغم أن المشاكل المادية تم حلها خلال هذا الأسبوع بتوصل اللاعبين والتقنيين بمنحة الفوز على الوداد بقيمة مليوني سنتيم، وكذا رواتب شهر أبريل طمعا في تحقيق الأفضل، لكن التحفيز أدى إلى عكس ما كان منتظرا. فأمام حوالي 3000 متفرج، وفي أجواء حارة، وبقيادة الحكم الدولي رضوان جيد، تمكن فريق الفتح من تحقيق فوز سهل بهدفين نظيفين على فريق محلي بدا منذ انطلاق الشوط الأول متفكك الخطوط مرتبكا بسبب الضغط والتخوف من الهزيمة، وخاصة في الدفاع، حيث كاد ابراهيم البحري أن يسجل هدف السبق للزوار في د17 بعد خطأ للمدافع مراد رافعي، فسدد بجانب مرمى الحارس كوحا. و إثر خطأ ثان لرضوان بقلال، توغل هشام العروي داخل المربع ليسقطه الأول ويعلن الحكم عن ضربة جزاء حولها عبد السلام بنجلون إلى هدف التقدم في د33. ردة فعل الملاليين كانت بواسطة جواد عزيز بقذفة قوية حولها الحارس عصام بادة إلى الزاوية في د39، لينتهي هذا الشوط بتفوق للزوار. ومع بداية الشوط الثاني، استغل مرة أخرى العروي سوء تموضع المدافعين الملاليين وضعف التغطية من وسط الميدان، لينسل من اليمين ويمرر إلى ابراهيم البحري الذي سجل الهدف الثاني بسهولة في د48. هدف نزل كقطعة ثلج على الجمهور الملالي، الذي غادر معظمه المدرجات كما خلف انهيارا واضحا للاعبين الذين ظلوا تائهين عاجزين يتفرجون على لاعبي الفتح، الذين حولوا المباراة إلى حصة تدريبية بتمريرات قصيرة فيما بينهم لاستهلاك الوقت، رغم التغييرات التي قام بها المدرب عادل كوار لتدارك أخطاء الدفاع بتبديل بقلال ومراد عيني وتقديم كوليبالي إلى الوسط. وفي د65 يحصل البديل سفيان بنديدان على ورقة حمراء مباشرة بعد إسقاطه على مشارف المربع للمهاجم سهيل ميناوي، الذي كان متوجها بمفرده نحو مرمى كوحا. ثم في د 80 تلقى ميناوي بدوره الإنذار الثاني ليطرد من المباراة ليكمل الفريقان بعشرة لاعبين لكل منهما، ويستمرالأداء الاستعراضي للفتحيين أمام غضب كبير للجمهور الملالي، الذي احتج بقوة على اللاعبين وعلى المدرب كوار. لينتهي اللقاء بفوز سهل للزوار وهزيمة أخرى للمحليين داخل الديار معيدة مرة أخرى شبح السقوط إلى القسم الثاني. تصريح جمال السلامي، مدرب الفتح: «أهنئ لاعبينا على الأداء الجيد الذي قدموه، رغم الحرارة وأرضية الملعب الحارقة، أمام فريق يوجد في وضعية صعبة. نجحنا في استغلال الضغط الذي كان على لاعبي الفريق الملالي، وحصلنا على انتصار خارج القواعد سيرفع من معنوياتنا للاستعداد لمباراة الجيش الملكي برسم كأس الكاف». عادل كوار، مدرب رجاء بني ملال، كعادته بعد الهزيمة، غادر المستودعات رافضا أي تصريح، رغم علمه بانتظار الصحافيين. كواليس أجرى لاعبو الفتح يوم الجمعة في الخامسة بعد الزوال حصة تدريبية على العشب الاصطناعي للملعب الشرفي ببني ملال. توصل لاعبو وتقنيو الفريق الملالي بمليوني سنتيم لكل واحد منهم كمنحة للفوز على الوداد، وكذا رواتب شهر أبريل. كان لاعبو الفتح يلجأون إلى شرب الماء ويسكبون الماء البارد على أرجلهم وأحذيتهم الحارقة من شدة حرارة العشب الاصطناعي كلما توقفت المباراة. ستحل لجنة الاحتراف، المتكونة من البكاوي وغيبي، يوم 14 ماي ببني ملال لمراقبة مدى استجابة الفريق الملالي لبنود كناش التحملات الخاص بالاحتراف. سيدير الحكم رضوان جيد الأسبوع القادم مباراة شبيبة بجاية الجزائري ونجم الساحل التونسي، برسم البطولة الإفريقية. سيواجه فريق الفتح الجيش الملكي الأسبوع المقبل، برسم مكرر ثمن نهاية كأس الكاف. لم تخفض لجنة العقوبات بالجامعة عقوبة المدافع الملالي مراد عيني، وأبقت على 4 مباريات كتوقيف، رغم طلب الاستئناف الذي قدمه الفريق الملالي. حصل خالد شاكور على الإنذار الرابع، وبالتالي سيتم توقيفه عن اللعب لمبارتين. لم يشارك اللاعب الملالي سفيان بنديدان سوى عشر دقائق ليطرده الحكم جيد، إثر إسقاطه لسهيل ميناوي. كما أنه لم يشارك بدوره في المباراة سوى ست دقائق ليطرد بدوره بعد إنذاره مرتين.