«الانتصار على فريق الوداد ليس هو الإفلات من السقوط إلى القسم الأسفل»، يبدو أن هذه الفكرة / النصيحة لم يأخذها بعين الاعتبار مسيرو وتقنيو ولاعبو فريق رجاء بني ملال، الذي وقع في فخ الغرور مستهينا بضيفه فريق النهضة البركانية، الذي سبق للفريق الملالي أن فاز عليه ذهابا وإيابا الموسم الماضي برسم بطولة القسم الثاني. الملاليون عاشوا طيلة الأسبوع على نشوة الفوز الكبير على الوداد البيضاوي، ويبدو أنهم لم يستعدوا للبركانيين كما يجب. ولا يمكن للمدرب المساعد الملالي عادل كوار أن يتحجج بغياب ثلاثة عناصر (مراد عيني وعمر النمساوي وزهير نعيم) لتبرير الهزيمة الثقيلة أمام البركانيين، لأن أداء الملاليين كان باهتا وضعيفا وافتقد اللاعبون لعزيمة الفوز وظهر الفريق بلا روح، وخاصة في الشوط الأول من المباراة، التي جرت في جو حار بقيادة الحكم محمد يارا وأمام حوالي 5000 متفرج، من بينهم 50 مساندا للفريق البركاني. البركانيون تفوقوا على المحليين أسلوبا ونتيجة واستحقوا الفوز العريض بحصة (3 - 1) بفضل أداء منضبط وتكتيك ذكي من طرف المدرب عبد الرحيم طالب، باستحواذهم على وسط الميدان بنهج خطة (3 - 5 - 2)، معتمدين على المرتدات السريعة للمهاجمين أمين الكاس ومصطفى كوندي. وهو ما تأتى لهم حيث سجل هذا الأخير هدفين متتاليين في ظرف 27 دقيقة. وهو سيناريو الشوط الأول، الذي بادر في بدايته الفريق الضيف مستغلا جهة اليسار، حيث توغل أمين الكاس داخل المربع بعد مراوغته للمدافع محسن الكوايري والتمرير إلى مصطفى كوندي، الذي سجل بسهولة هدف التقدم في د13. رد فعل الملاليين كان بواسطة جواد عزيز في د20 بقذفة ضعيفة في يد الحارس محمدينا. وقبله ضربة رأسية ضعيفة كذلك للمهاجم نبيل كوعلاص في يد الحارس في د18. بالمقابل واصل الضيوف نهجهم إلى أن تمكن مصطفى كوندي مرة ثانية من تسجيل الهدف الثاني في د 41، بتوغله بين المدافعين الأوسطين مراد الرافعي وخالد شاكور وسدد بقوة داخل شباك كوحا. لينتهي هذا الشوط بتقدم واضح للضيوف بهدفين نظيفين. وفي الشوط الثاني حاول المدرب المساعد عادل كوار تدارك خطئه بإدخال محمد بلمجدوب كمدافع أوسط وتقديم شاكور إلى وسط الميدان، وهو ما مكن الفريق الملالي من استعادة توازنه في الوسط، فأصبح يشكل خطرا على مرمى الزوار بواسطة جواد عزيز ونبيل كوعلاص الذي ضيع فرصة ذهبية في د58، حين توصل بتمريرة جيدة من اليسار إثر توغل سعيد فضولي وانهزام الحارس محمدينا لكنه قذف ببطء. مباشرة بعد ذلك سجل البديل أنس عزيم الهدف الثالث للبركانيين في د59 بتسديدة قوية خدعت الحارس كوحا. ليستغل نبيل كوعلاص فرحة الزوار المطولة بالهدف ويفاجئ الحارس محمدينا بقذفة قوية في الزاوية القائمة، مسجلا الهدف الوحيد للملاليين في د60. وواصل المحليون استفاقتهم المتأخرة من خلال تضييع بعض الفرص وخاصة في د 64 بواسطة البديل لامين ديابي، الذي حول الحارس محمدينا قذفته القوية إلى الزاوية. لينتهي اللقاء بفوز مستحق لفريق نهضة بركان بحصة (1 - 3)، عمق جراح الملاليين اللذين لم يستغلوا هزيمة النادي المكناسي أمام المغرب التطواني وهزيمة النادي القنيطري بميدانه أمام شباب الريف الحسيمي. تصريحان عادل كوار مساعد مدرب رجاء بني ملال «أثر علينا غياب ثلاثة عناصر أساسية. ضيعنا عدة فرص للتسجيل عكس البركانيين الذين سجلوا محاولاتهم. أداؤنا كان ضعيفا خاصة في الدفاع. وسأطلب من المكتب المسير إعفائي من مهامي». عبد الرحيم طالب، مدرب النهضة البركانية «أشكر اللاعبين على أدائهم الجيد. طبقوا الخطة التي رسمتها بملء وسط الميدان والاعتماد على المرتدات السريعة. كنت أعلم أن نقطة ضعف الملاليين هي الدفاع فأتيت إلى بني ملال للفوز، الذي هو ثمرة لعمل منظم بين المكتب المسير والطاقم التقني و اللاعبين. رجاء بني ملال لا يستحق هذه الرتبة، وخاصة بهذا الجمهور الكبير الذي يسانده». كواليس: * حضر فريق النهضة البركانية منذ يوم الأربعاء إلى بني ملال ليستأنس بحرارة الجو، التي فاقت 38 درجة مئوية. * كان اللاعبون البركانيون يلجأون إلى شرب الماء والارتشاف من شدة الحرارة كلما توقفت المباراة. * مازال المدرب طالب يتنقل بعكازين إثر إجرائه لعملية جراحية بسبب إصابة على مستوى رباط الركبة. * تألقت أولترا «ستار بويز» كعادتها بتشجيع الفريق الملالي بطريقة حضارية ومتواصلة . * سيضطر المدرب المساعد عادل كوار، الذي يتوفر فقط على ديبلوم (ب) للتوقف عن مهامه كمدرب للفريق الملالي بعد مرور أربع مباريات المسموح بها له من طرف الجامعة. فهل سيعود المدرب فخر الدين لمزاولة مهامه بشكل فعلي؟ * انسحب مسيرو فريق رجاء بني ملال من المنصة مباشرة بعد انتهاء الشوط الأول من المباراة. * تابع الصحافيون اللقاء وسط الجمهور ولم يلتحقوا بمنصة الصحافة التي أحيطت بالزجاج من جميع الجوانب فتحولت بسبب ارتفاع الحرارة إلى حمام ساخن. * كالعادة عرفت المنصة الشرفية فوضى عارمة بسبب سوء التنظيم، حيث لم يتمكن العديد من المتفرجين من الحصول على مقاعدهم، و نفس الشئ بالنسبة لمسيري الفريق الضيف.