لم تنفعه سمعته الكبيرة ولا ترتيبه المتقدم في سبورة المحترفين، فسقط فريق الوداد البيضاوي ببني ملال مندحرا بحصة عريضة أمام فريق يتخبط في عدة مشاكل ويعيش أزمات على مختلف المستويات، تسييريا وماليا وتقنيا. رجاء بني ملال الذي يقبع منذ عدة دورات في مؤخرة الترتيب انتفض في هذا اللقاء المؤجل عن الدورة 23 من البطولة الاحترافية، وقدم نموذجا صريحا في قوة الإرادة والعزيمة والقتالية. فريق لم تمنعه الرحلة الشاقة التي قام بها إلى مدينة الحسيمة، حيث انهزم أمام الفريق المحلي برسم الدورة 24 يوم الجمعة بهدف واحد، ولم يعد إلى بني ملال، بعد قطعه مسافة 1200 كيلومترا، إلا صباح يوم الأحد من تحقيق أجمل وأحسن انتصار، بعد مقاومة اللاعبين للعياء الجسدي والانكسار الذهني والمعنوي والفوز بحصة عريضة لا تقبل الجدل (3 - 1). فوز على فريق الوداد، الذي يضم مجموعة من النجوم بقيمة أكثر من مليار سنتيم، ويتوفر على مدرب مقتدر بقيمة بادو الزاكي. فأمام حوالي 5000 متفرج، من بينهم 400 مساند للفريق الأحمر، وبقيادة الحكم بوليفة، تمكن الفريق الملالي من تحقيق انتصاره الثالث هذا الموسم وإلحاق الهزيمة الثانية بفريق الوداد، الذي أصبح جمهوره يتساءل بقوة عن انقلاب أحواله وتراجعه المفاجئ، بعد هزيمته مؤخرا بالبيضاء أمام فريق معذب هو الآخر في سبورة الترتيب، وهو النادي القنيطري بهدفين لهدف واحد. فمع انطلاق الشوط الأول بدا واضحا عزم الملاليين على تحقيق نتيجة إيجابية في هذه المقابلة، حيث سجل رضى الغازوفي هدف التقدم في د8، مستغلا خطأ فادحا للمدافع يوسف رابح، ليتوغل داخل المربع ويركن الكرة في شباك الحارس نادر لمياغري. هدف خلف احتجاجا كبيرا من طرف الوداديين على الحكم بوليفة، بدعوى عدم إعلانه عن ضربة جزاء لصالحهم قبل ذلك، إثر إسقاط عمر نجدي داخل المربع من طرف مراد الرافعي. ليطرد الحكم مساعد المدرب رشيد الداودي، ويسجل عميد الوداد لمياغري بشكل رسمي اعتراضا تقنيا على الحكم في د10. محاولات الوداديين بعد ذلك، بواسطة كل من عمر نجدي ويونس الحواصي وفابريس أونداما، أثمرت تسجيل هذا الأخير هدف التعادل في د34 بضربة رأسية مركزة، إثر تمريرة جيدة من نجدي. لينتهي هذا الشوط بالتكافؤ. بداية الشوط الثاني عرفت سيطرة خفيفة للزوار وهجمات من وسط الميدان، إثر تراجع الملاليين للوراء، حيث كاد أونداما أن يسجل الهدف الثاني، بعد تسديدة للبديل لمناصفي حولها أونداما برأسه على عارضة الحارس كوحا في د69. ضغط الوداديين أرغم مدافعي الفريق الملالي على ارتكاب عدة أخطاء، حيث حصل البديل جبران على ورقة صفراء بعد تدخله في حق مراد لمسن في د76، ثم طرد المدافع الملالي مراد عيني، بعد حصوله على إنذار ثان، لشدة احتجاجه. ورغم النقص العددي، اعتمد المحليون على الهجمات المرتدة السريعة واستغلال عياء مدافعي الوداد ليسجل جواد عزيز الهدف الثاني للملاليين في د85، إثر تمريرة جيدة من عمر النمساوي، الذي تألق في المباراة وعاد في د88 ليسجل الهدف الثالث والقاتل بقذفة أرضية خدعت الحارس لمياغري، الذي اعتقدها تمريرة عالية. لتتضاعف فرحة الجمهور الملالي. انهيار كبير للاعبي الوداد مكن الفريق المحلي من التمسك بالفوز، رغم إضافة الحكم لخمس دقائق كوقت بديل. لينتهي اللقاء بفوز مستحق للملاليين، مكنهم من رفع رصيدهم إلى 20 نقطة تاركين المصباح الأحمر لفريق النادي المكناسي برصيد 19 نقطة، في حين خلفت هزيمة الوداد استياء كبيرا لدى جمهوره، الذي رافقه إلى بني ملال. تصريح عادل كوار، مساعد مدرب رجاء بني ملال «أشكر اللاعبين على مجهودهم الكبير رغم مشاق السفر الأخير إلى الحسيمة. فوزنا جاء إثر تغلبنا على الهاجس النفسي الذي خيم علينا منذ مدة. الفوز جاء أيضا بفضل هذا الجمهور العظيم الذي يساندنا دائما. سنتمسك بحظوظنا للبقاء في صف المحترفين. وأتمنى أن نترجم ذلك أيضا أمام نهضة بركان في الدورة المقبلة». المدرب بادو الزاكي: رفض الإدلاء باي تصريح، رغم علمه بانتظار الصحافيين خارج المستودعات. كذلك مساعده رشيد الداودي، الذي اعتذر بكونه لم يتابع اللقاء بعد طرده من طرف الحكم. كواليس: غاب عن فريق الوداد كل من ياسين الكحل والمنقاري ولويس مويتيس وياسين الرامي وبكر الهلالي. عانى الصحافيون من سوء التنظيم وعدم تسهيل مهامهم سواء على أرضية الملعب أو في المنصة التي افتقدت للكراسي والتهوية. تشجيع حضاري ومتواصل قامت به أولترا «ستار بويز»، التي قدمت تيفو «قاتلوا من أجل هذه المدينة الساحرة مع الجماهير الثائرة»، مصحوبا بصورة لقصر وشلال عين أسردون. خصص الفريق الملالي منحة مليوني سنتيم لكل لاعب في حالة الفوز على الوداد . أجرى فريق الوداد يوم الأحد في الخامسة بعد الزوال تدريبا خفيفا على العشب الاصطناعي لملعب بني ملال. استعان أمن بني ملال بقوات أمنية بلغ عددها حوالي 200 عنصرا، جاؤوا من مدرسة التكوين بالقنيطرة ومن الفقيه بن صالح وسوق السبت وقصبة تادلة.