بعد ما عجزت الحكومة في الدخل بشكل فعال في تخفيف الضغط الدبلوماسي وكسب مساحات في رقعة المنتظم الدولي يخدم وحدة الوطن وإيجاد حل عادل متوافق عليه لحل النزاع بالصحراء، على أساس حشد الدعم الدولي وإقناعه بجدية مشروع الحكم الذاتي كأرضية للتفاوض مع جبهة البوليساريو ومع الشً قيقة الجزائر، وكذا إعادة النظر في المقاربة التي تنهجا الدولة المغربية في التعاطي مع بوليساريو الداخل، نجد زعماء الأغلبية الحكومية يحاولون إنقاد ماء وجه الحكومة الملتحية، فشباط الامين العام لحزب الاستقلال خرج علينا بمواقف ومطالب استرجاع بعض المناطق بالصحراء الشرقية « كولومبشار، تندوف ، حاسي البيضة والقنادسة» وإن كانت مشروعة تبقى فقط للاستهلاك الاعلامي الداخلي وإن استنفرت المسؤولين الجزائريين، هذه المواقف التي واقفت عليها اللجنة التنفيدية للحزب هل بإمكانها أن تتحول إلى برنامج عمل يمكن لحزب الاستقلال الاشتغال عليه؟ وهل ممكن أن يدافع عليها الحزب ضمن أولوياته في اجتماع الأغلبية الذي انعقد فقط ليناقش الوزير السكران؟ ، وهل فعلا كان سكران أم فقط شبه لهم؟ وخرج الجمع الأغلبي من الاجتماع ليجتمع جزء منهم في الحكومة لكي يتضامنوا مع رفيقهم في الحكومة، تم يخرج علينا رفيقهم المفذى زعيم حزب الرفاق لكي يزايد على شباط في قضية وحدتنا الترابية بالقول أن المغرب تجاوز المطالبة بالصحراء الشرقية ، وليشرح لنا وكأنه أستاذ للتربية الوطنية في زمن بعيد عن المتغيرات الدولية وموازين القوى المتحكمة فيها بالقول أن « أن الوحدة الترابية للمملكة تشمل الصحراء المغربية أو ما يعرف في الأممالمتحدة بالصحراء الغربية تم مدينة سبة ومليلية، والجزر التابعة لهما» وكأن مثل هذا الكلام سيحل مشكل الاحتجاجات التي تنظما جبهة البوليساريو بالمناطق الجنوبية للمملكة، والعنصر وزير الداخلية والأمين العام لحزب الحركة الشعبية ثالث الأحزاب المشاركة في الحكومة فقط تفرغ لصياغات البيانات والجواب على الجمعيات لتبرئة المغرب من تهمة انتهاء حقوق الانسان في مقابل ضعف هيبة الدولة ، أما بنكران كبيرهم الذي علمهم السحر السياسي والذي لزال قادر على إخافة المغاربة بالتماسيح والعفاريت التي يمكن أن تخرج علينا في أية لحظة ومكان، وتفتك بنا وبمجتمعنا، يعتقد أن شباط هو المصيبة الكبرى، أما الأزمة الاقتصادية أو قضية وحدتنا الترابية فلها رب يحميها وملك للبلاد قادر على التحرك في أية لحظة للانتصار لعدالة قضيتنا وتحقيق الانتصار الدبلوماسي المطلوب في حينه وبأقل تكلفة، أكيد أن المغاربة لا يعنيهم التعديل الحكومي الجزئي أو الشكلي ولم تعد ترقهم كثيرا هرطقات شباط ومسلسله الكوميدي حول الخروج من الحكومة الملتحية، فالمغاربة اليوم يحتاجون لإيجاد حلول للأزمة الاقتصادية التي يتخبط فيها المغرب ، وإلى العمل على الحفاظ على السلم الاجتماعي ، وتوفير الأمن والاستقرار وضمان وحدة الوطن التي لن تتم بدون المضي قدما في مشروع دمقرطة المؤسسات وتفعيل دستور فاتح يوليوز 2011 ، فكل مسؤول عليه أن يحاسب عن مسؤوليته، وأي خطأ سياسي أو دبلوماسي أو في المجال الحقوقي يمكن أن يهدد سيادة المغرب واستقراره ووحدته، لا يمكن أن نرده لقوى غيبية ولوبيات تشتغل في الظلام ، ولكن لأخطاء مسؤولين و لمزايدات لن تنفع المغرب بأية حال، وإذا كنا نقبل المزايدات التي تمارسها الأغلبية في السياسية للاستهلاك الاعلامي والشعبي ولإلهاء المواطنين والمواطنات عن مناقشة لقمة العيش والأزمة الاقتصادية والاجتماعية ، فهذا لا يمكن في حالة الوحدة الترابية والمزايدات في ملف الصحراء خط أحمر ، فمن له برنامج يجب التحرك وفقه ويحدد الأهداف والشركاء والوسائل آنذاك نتحاسب وفق النتائج، لا أن يجلس شباط أو بنكران أو بن عبد الله أو لعنصر في الرباط لكي يشرحوا لمناضلي حزبهم أو نقابتهم مزايا الحكم الذاتي، ثم ينصرفون لحال سبيلهم أو لممارسة هواياتهم في الخرجات الاعلامية والمزايادات، وكأن مهمتهم تنحصر هنا ، وتصبح الأغلبية الحكومة كمن يعطي «الأصبح من تحت الجلباب» تستقبل وزير الداخلية الجزائري وبعده وزير خارجيتها وتتحدث معهم عن التكامل الاقتصادي والتنسيق الامني ، تم يحرجنا وزير خارجيتها في قعر دارنا، ويتورط وزير خارجيتنا الاسلامي، ويتقمص وزير داخليتنا الزعيم الحركي دور مدافع الشيطان و يتهم الإعلام بأنه وراء سوء العلاقة مع الجزائر ووراء إغلاق الحدود، ثم يعم السكوت لتبدأ البهرجة من جديد، من المفروض على الحكومة وهي تقحمنا في هذا العبث من المزايدات أن تشرك المجتمع المدني والمعارضة في العمل على إبراز موقف المغرب دوليا وفتح النقاش الداخلي مع بوليساريو الداخل، فالنقابات لها مناضلين بالعيون والسمارة والداخلة وكلميم....، والجمعيات بالجنوب المغربي لها رؤى مختلفة وغير متجانسة، لكن ليست انفصالية بالشكل الذي يسوق له، وأحزاب المعارضة لها وجهة نظر في حل الملف وجب الاستماع إليها وإشراكها ، و الانفتاح على الباحثين والأكاديميين للانخراط في البحث عن مكامن الخلل وتقديم الحلول ضرورة ملحة، لأن وحدة الوطن أهم بكثيرمن وحدة وتجانس الحكومة.