جهاد الكرامة حمل حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال مسؤولية تدهور الأوضاع الاجتماعية إلى عبد الإله بنكيران، ووصف حزب العدالة والتنمية بأقسى النعوت وأقذعها، وقال إنه حزب الطغيان والتجبر، في إشارة إلى القرارات التي يتخذها الحزب دون الرجوع إلى باقي مكونات الأغلبية. وذهب شباط في خطاب ألقاه أمام الآلاف من المنتسبين للاتحاد العام للشغالين بمناسبة فاتح ماي، إلى أبعد مدى حين كشف أن رئيس الحكومة هو الذي أقبر الحوار الاجتماعي، وحوله إلى شهيد دفن في مقبرة الحكومة، حتى أنه قرأ عليه الفاتحة، قبل أن يختم رسائله إلى بنكيران بوصف وزراء العدالة والتنمية بالتماسيح والعفاريت. لا يمكن اعتبار تصريحات شباط من قبيل المزايدة السياسية والنقابية، كما لا يمكن اعتبارها خطابا شعبويا موجها أمام حشد من العمال في ذكرى فاتح ماي، ولكن ما نعلمه عن شباط أنه رجل مسؤول يعي ما يقول ويعرف مغازي ومضامين كلماته، لأن شباط جرب الحوار الاجتماعي وكان زعيما للاتحاد العام للشغالين، وجرب الحوار مع بنكيران داخل تجمع الأغلبية، واكتشف أن بنكيران يتفق ليلا ويمحو اتفاقاته مع طلوع الشمس، وذلك ما فعله في كثير من المحطات آخرها قرار الحكومة تجميد 15 مليار درهم. ويعلم شباط كذلك أن بنكيران لا ثقة فيه، وأن تماسيحه وعفاريته تشتغل في الظلام، وأنه قرر لوحده وبمعية وزرائه حذف 15 مليار درهم دون استشارة باقي مكونات الأغلبية، وبالتالي ضرب الاستثمار العمومي، ومن خلاله المقاولات المغربية، كما أنه أدخل المغرب في أزمة حقيقية بسبب هذه القرارات اللاشعبية والتي تمس الطبقة المتوسطة والفقيرة. وما يؤكد أن حزب الاستقلال لا يتلاعب بالمصطلحات بمناسبة خطاب فاتح ماي، هو حمولة الشعار الذي رفعه، في فاتح ماي والذي كان يردده العمال، وهو "جهاد الكرامة"، مما يعني أن كرامة المواطنين مست، وأن ما يفعله بنكيران هو "بهدلة" المغاربة بكل الطرق والوسائل والهدف واحد، هو ترويج شعارات وخطابات شعبوية من أجل الاستمرار في الحكومة. إن جهاد الكرامة، يحمل في كنهه التغيير، والتغيير يكون بالكلمة ولكن كذلك يكون بمباشرة الفعل كما قال شباط، بالزحف نحو رئاسة الحكومة. فهل سيزحف شباط نحو رئاسة الحكومة لإنزال زميله من كرسي الرئاسة، هذا ما حملته شعارات المتظاهرين التي شكلت الصحراء المغربية جزءا كبيرا منها في إشارة إلى سوء تدبير الحكومة لقضايا الوطن الكبرى، وخلطها بين ما هو اجتماعي وما هو سياسي وما هو استراتيجي، ومن هنا فجهاد الكرامة سيكون بهدف إسقاط التماسيح والعفاريت خصوصا أن المغاربة سئموا من هذه اللازمة التي ما فتئ يرددها بنكيران، مع أن شباط كشف عن هؤلاء التماسيح والعفاريت لأنهم الجزء الملتحي في حكومة بنكيران.