أكد الحسين الشعبي، الكاتب المسرحي والقيادي بالنقابة المغربية لمحترفي المسرح، على ضرورة الاجتهاد وتملك الجرأة من أجل بلورة مقاربات تنظيمية جديدة ومتجددة لتيسير المهام النقابية ذات الطبيعة المطلبية والترافعية، ولتكوين قوة نقابية ضاربة لفرض وانتزاع المزيد من الحقوق والمكتسبات في ظل تنامي الوعي النقابي لدى الفنانين.. وفي ظل التهميش الذي يطال الثقافة والفنون سواء من طرف المشرفين المتعاقبين على تدبير السياسات العمومية في المجالات الثقافية والفنية، أو من طرف النخب السياسية والهيئات المنتخبة. ودعا المسؤول النقابي، في ندوة نظمتها جمعية فضاء القرية للإبداع، ضمن فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان ابن مسيك للمسرح الاحترافي، الجمعة الماضي، إلى التفكير بجدية في خلق مركزية نقابية وطنية لمهنيي الدراما بالمغرب؛ تتشكل من نقابات أو غرف قطاعية تجمع كل التخصصات المهنية المرتبطة بفنون الأداء في المسرح والتلفزيون والسينما والإشهار من نقابة للممثلين، ونقابة خاصة بالمخرجين، ونقابة تجمع مؤلفي الدراما من كتاب مسرح وكتاب سيناريو ونقاد، ونقابة تخص السينوغرافيين، ونقابة للتقنيين والفنيين المرتبطين بالمهن الدرامية... وفي نهاية المطاف تلتئم كل هذه الإطارات في إطار مركزي كونفدرالي واحد وموحد، يستطيع معه مهنيو الدراما عقلنة اشتغالهم وتطوير أدوات وأساليب العمل النقابي الناجع والنافع. ومن بين المقترحات التي قدمها الشعبي في هذه الندوة، للعناية بالفنان، مطالبة الدولة بخلق مؤسسة تكون بالضرورة تابعة للدولة وتحت مراقبتها تعنى بالرعاية الاجتماعية للفنانين للقطع مع أسلوب الاستجداء الذي يهين الفنان ويخدش كرامته... وكذلك لدعم الفنانين ذوي الحاجة كالذين يتقدم بهم السن وتمنعهم ظروفهم الصحية من مواصلة مزاولة العمل الفني، وكذا للعناية بأسر وأبناء وضمان بعض الحقوق الاجتماعية كالحق في السكن والتطبيب وتربية الأبناء والاستجمام وتسهيل الخدمات الضرورية. وأكد في هذا السياق أن النقابات الفنية تلعب أدوارا طلائعية من أجل تقنين المهن الفنية وسد الفراغ التشريعي الذي عرفه المجال الفني ببلادنا منذ الاستقلال، كما تقوم بمهام تحسيسية وتنظيمية لتحصين المهن الفنية من الدخلاء، ومن التسيب ومن ثقافة اقتصاد الريع ومن كل أساليب الاستجداء التي تهين الفنان وتمس كرامته.