شهدت مختلف المدن المغربية أول أمس الأربعاء مسيرات حاشدة نظمتها المركزيات النقابية، وعلى رأسها الفيدرالية الديموقراطية للشغل، رفعت خلالها شعارات تدق ناقوس الخطر لما آلت إليه الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية من تدهور حد ، وما بات يتهدد الظبقات الكادحة من إجهاز على قدرتها الشرائية بسبب فشل السياسة الحكومية المتبعة وكان لافتا تشديد مختلف المركزيات النقابية على ضرورة الوحدة والتضامن وتنسيق الجهود بين مختلف ممثلي الطبقة العاملة لمواجهة المحاولات المبيتة للإجهاز على حقوق الطبقات الشعبية وضرب مكتسباتها بما في ذلك الحقوق النقابية في العاصمة الرباط ، خرج الآلاف من العمال والمستخدمين ، معبرين عن احتجاحهم على الاوضاع السوسيواقتصادية التي يعانون وضرورة الدفاع عن حقوق اليد العاملة بالمغرب وتنديدا منها بالشروط الغير اللائقة التي يشتغلون فيها ، كما شهدت مسيرات فاتح ماي حضورا ملفتا للمعطلين ، ضحايا السياسة الحكومية ، غير أن مسيرة المعطلين التي عمل على تنظيمها كل من: تنسيقية التحدي 2012 وتنسيقيات 2011 ، التنسيق الميداني والادماج الفوري ، وكذا تنسيقيات الماجزين ،تحت شعار "الاطر العليا المعطلة المرابطة بالعاصمة الرباط تخلد اليوم الأممي للعمال تحت شعار "لنرفع عاليا راية النضال الوحدوي ضد سياسات الاقصاء والتقشف ومن أجل التوزيع العادل للثروات" . تعرضت أمام محطة القطار المدينة إلى تدخل قوي وعنيف استهدف العديد من المعطلين الذين شوهدوا لفترة طويلة ملقون على الارض قبل أن تتدخل سيارات الاسعاف لنقل الجرحى والمصابين. كما عرفت العديد من المدن حضورا وازنا للمنظمات الحقوقية، لرفع مطالبها في هذا العيد الأممي ، مشددة على ضرورة إجلاء الحقيقة فيما يتعلق بملف المختطفين، وعلى رأسهم المهدي بن بركة والحسين المانوزي، ومحاسبة المتورطين في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ، واعتذار الدولة وأكدت تنسيقيات المعطلين في كلمة لهم أن اليوم فاتح ماي الذي تزامن مع اليوم العالمي للعمال فضح يأتي في سياق فضح الشعارات الرنانة التي تتبجح بها الحكومة المغربية على الاطر العليا المعطلة وأن الاطر المعطلة مصرة على التحدي والنضال رغم كل القمع والتهميش الذي يتعرضون له، وفي بني ملال، طالب الفيدراليون والفيدراليات أحزاب اليسار والنقابات الديموقراطية وجمعيات المجتمع المدني للتوحد و العمل بشكل تشاركي لخلق تكتل قوي لمواجهة المد الأصولي والرجعي الذي يحاول منذ تعيين الحكومة الجديدة إرجاع المغرب إلى نهج سياسة الزوايا و المهرجانات ذات الطبيعة العقائدية . وخير مثال على ذلك سياسة محاربة العفاريت والتماسيح والشعوذة التي ينادي بها رئيس الحكومة . كما طالبوا من خلال الكلمة التي ألقاها الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم التابعة للفدش مصطفى حتيم الدبلوماسية المغربية بالمزيد من اليقظة والعمل الجاد لضحد أطماع أعداء الوطن الذين يتربصون دوما بخيرات البلاد حاقدين علي المغرب بفضل استقراره الأمني و تلاحم جميع مكونات شعبه للدفاع على حرمته . وفي العيون ، وقبل انطلاق مسيرة الفدرالية الفيدرالية للشغل لتخليد تظاهرة فاتح ماي تم الترحم وتكريم روح الأستاذ عادل بدري الذي وافته المنية مؤخرا وهو في ريعان شبابه ويعتبر الأستاذ عادل بدري أحد المناضلين في صفوف الشبيبة الاتحادية بمدينة العيون وعضو بمكتب الفدرالية الديمقراطية للشغل بقطاع التعليم وقد تسلم هذا التكريم والديه وبعض أفراد أسرته . بعدها تمت تلاوة النداء الوطني للفدش ثم الكلمات القطاعية المنضوية تحت لواء الفدش حيث تناولت في مجملها الوضعية الراهنة المزرية التي تعاني منها الشغيلة بشكل عام بسبب ارتفاع الأسعار وضعف الأجور والاقتطاعات الغير مبررة والانتهاكات المستمرة للحقوق والحريات الفردية والجماعية وعلى رأ سها الحق النقابي وتهميش المضامين الدستورية المتعلقة بحقوق المرأة كما تناولت أغلب الكلمات التهميش الذي تعاني منه الطبقة العاملة بالإنعاش الوطني واستنكارها للعناصر الانفصالية التي تحاول التشويش على الوحدة الترابية خاصة بعد صدور القرار الأممي لأخيركما وبشكل كبير مجموعة من المناضلين الاتحادين ضمن المسيرة التي جابت شارع مكة وشارع القيروان وشارع 24 نونبر وفي سيدي قاسم ، إلتأم حشد كبير من نقابيي الفدرالية الديمقراطية للشغل في عيدهم الأممي للتعبير عن سخطهم على الأوضاع الإجتماعية والاقتصادية التي يعيشها العمال في ظل حكومة بنكيران. العمال الذين حجوا من كل ربوع الإقليم مثلوا كل القطاعات من عدل و تعليم و صحة و جماعات محلية و عمال ضيعات رددوا شعارات تطالب بدعم العمل التنسيقي الوحدوي ونددوا بالتضبيق الذي يطال العمل النقابي من طرف الحكومة و يهدد أوضاعهم. وشكل فاتح ماي لسنة 2013 التحاق مجموعة من عمال الضيعات الفلاحية بسيدي قاسم والتحاق قطاعات جديدة جاؤوا لدعم العمل النقابي و للتعبير عن أوضاعهم.