في إطار اليوم العربي للأدب المقارن، نظم «مختبر الدراسات المقارنة» و «ماستر الادب العام و المقارن»، بتعاون مع جامعة محمد الخامس أكدال و كلية الآداب و العلوم الإنسانية بالرباط، ندوة دولية في موضوع «المقارنون العرب اليوم»، تكريما للمقارن المغربي الاستاذ سعيد علوش. و قد انطلقت أعمال الندوة صباح يوم الاثنين 29 أبريل و واستمرت إلى يوم 30 منه. و ركزت محاور الندوة، التي شارك فيها ما يقارب الثلاثين باحثا من دول و جامعات مختلفة، عربية و أوروربية، على قضايا تمس الأدب المقارن في الجامعات، وأسئلة الدراسات الثقافية، وصورة الآخر في الآداب العربية، وصورة الشرق في الآداب و الرحلات الغربية. و المتحكم في كل تلك المحاور و العروض التي قدمت هو فعل المقارنة و آلياتها الفكرية و اللغوية. جاءت هذه الندوة استجابة لتوصية القاهرة القاضية بالالتزام السنوي، من قبل مجموعة من الجامعات العربية، بالاحتفال بهذا اليوم، إلى حد الاتفاق على التناوب بين الجامعات العربية على احتضان الاحتفالية، وذلك يصب في تعزيز ظاهرة الأيام العالمية، التي يكون الغرض منها لفت الانتباه إلى مسألة مسائل علمية و إنسانية وثقافية و تدارس قضاياها. ومن بين المسائل التي يود يوم المقارنين العرب الالتفات إليها إبراز غنى ساحة الأدب المقارن عند العرب، و إخراجه من أسوار الجامعات، التي لا تتوفر فيها الشروط الضرورية لتأهيل الدرس المقارن حتى يصبح حالة فكرية سامية، أي ممارسة ثقافية لا يمكن بدونها أن تقوى أي علاقة متوازنة و صحية مع الآخر. لهذا الغرض رأى أساتذة «ماستر الادب المقارن» و أعضاء «مختبر الدراسات المقارنة»، بتنسيق مع المقارن المغربي سعيد علوش، العمل على تكوين الطلبة، و تحفيز الأساتذة و الباحثين على تقديم درس مقارن حديث يعمل على أسس مقارنة. مع أخذ بعين الاعتبار مسار الدرس المقارن في الجامعات العربية وفي الممارسات الاكاديمية الأوروبية. و هذه الاهداف شديدة الصلة ببناء ثقافة عربية حديثة تتفاعل مع الثقافة الغربية. و يأتي احتفال الرباط باليوم العربي للأدب المقارن محاولة لتكتيل جهود المقارنين العرب من أجل تحسين أوضاع المقارنة في العالم العربي. و الاهمية الأخرى هو انخراط الجامعة المغربية، من خلال كلية الآداب و العلوم الإنسانية بالرباط، في تأطير أسئلة على مجال فكري و أدبي يكاد يكون منسيا من الممارسة الثقافية المغربية. ويطمح منظمو هذا اليوم الاحتفالي العلمي إلى فتح آفاق مغايرة للانفتاح و التفاعل. ويشار إلى أن هذا الاحتفال بالمقارنين العرب و العالميين، هو من إقرار المؤتمر الدولي المنعقد بالقاهرة سنة 2007، بحضور 53 دولة. ومنذ ذلك الحين تكرس تقليد المؤتمرات و الندوات و الموائد المستديرة المخصصة لمناقشة قضايا الأدبي المقارن، ويأتي لقاء الرباط هو السادس في سلسلة الاحتفالات المقارنة هذه. فمنذ 2008 إلى اليوم انعقدت خمس ندوات خصصت كلها لمناقشة جل الموضوعات التي تدخل في إطار هذا المجال العلمي و المعرفي. و في سنة 2009 عقد لقاء ثان، خصص لطلبة ماستر الادب العام و المقارن على الصعيد الوطني، وفي سنة 2010، وبشراكة مع كلية الآداب و العلوم الإنسانية بالمحمدية، تم عقد ندوة مهداة إلى المقارن المغربي عبد الجليل الحجمري. وفي سنة 2011 عقدت ندوة دولية بشراكة كع كلية الآداب و العلوم الإنسانية بوجدة تم فيها تكريم الاستاذ المرحوم مصطفى القصري و الشاعر و الباحث عبد الرحمان بوعلي. وتكتسي الندوة الحالية المنعقدة بكلية الآداب بالرباط أهمية قصوى بالنظر إلى محاورها و القضايا التي ستتدارسها، وهي مجموعة عروض تقارن بين تيمات إنسانية كصورة الآخر اليهودي في شعر سميح القاسم، وصورة الآخر في المتخيل النقيض، وصورة الآخر في المثل الفارسي، وتيمة الحب بين الأدب الجورجي و الآداب الشرقية، و رحلة أندري جيد و غي دي موباسان إلى شمال إفريقيا، و المرغب بعيون إسبانية و برتغالية،و ألبير كامو: السرد والتجربة الإمبريالية، ووضعية الادب المقارن في العالم العربي، والمقارنة في الجامعة المغربية، و آليات النقد المقارن عند سعيد علوش، ومن الادب المقارن إلى الدراساتة النقد الثقافية، ومنزلة النقد العربي المقارن بين التنظير و التطبيق. ومحاور أخرى سيعمل المقارنون العرب و الدوليون على دراستها.