ضمْن الكتب التي تُصدرها مجّانا مجلة «الدوحة» القطرية، صدر في عدد شهْر أبريل كتاب «الكتابات السياسية» للإمام محمد عبده بتقديم الدكتور محمد عمارة. ويعد هذا هو الكتاب الثانى الذي تقدمه سلسلة «كتاب الدوحة» للإمام المصلح المجدد محمد عبده، ويضم طائفة من مقالاته السياسية. وتتعلق تلك المقالات بوقائع الحياة السياسية ومعاركها في نهايات القرن التاسع عشر، لكنها لم تزل صالحة للمطالعة في أيامنا هذه، بل أن الأمة العربية والإسلامية في مسيس الحاجة إليها اليوم، إذ تكشف عن رؤية الإمام الإصلاحي لدور الدين في تصريف حياة الناس وشؤون الدولة. وهى رؤية وسطية ترى أن الحضارة الأوروبية وضعت نفسها في مأزق بإقامة حداثتها على قطع الصلة مع موروثها الديني، وفى الوقت ذاته ينفى الكهانة عن الإسلام، ويرفض الدولة الاستبدادية باسم الدين. ويقول الإمام محمد عبده بوضوح إن الإسلام لم يعرف السلطة الدينية التي عرفتها أوروبا وليس فى الإسلام من سلطة دينية إلا سلطة الموعظة الحسنة، والأمة هي التي تولى الحاكم وهى صاحبة الحق فى خلعه متى رأت المصلحة في ذلك.