اختتمت بمدينة المضيق، مساء يوم السبت الماضي، أشغال الدورة السادسة لمؤتمر تطوان الدولي لصناعة الاعلام و الاتصال، الذي نظم ما بين 10 و13 أبريل 2013، بإشراف علمي من المركز المغربي للدراسات والأبحاث في وسائل الإعلام والاتصال، والمديرية الجهوية للاتصال بجهة طنجةتطوان، ومدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة، والكلية متعددة التخصصات بمرتيل، والمعهد العالي للصحافة والتدبير، تحت شعار: «البحث العلمي في علوم الإعلام والاتصال». وأعلن المؤتمر الذي شارك فيه باحثون وإعلاميون مغاربة وأجانب، توقيع خطاب نوايا لاتفاقية تعاون بين شعبة محرري تكنلوجيا المعلومات والاتصالات بنقابة الصحفيين المصريين والمركز المغربي للدراسات والأبحاث في وسائل الاعلام والاتصال. وإنشاء بوابة إلكترونية «مصرية مغربية» لنشر الدراسات والأبحاث والأخبار في مجال الإعلام بكافة صوره، لتكون نواة لتدريب طلاب الاعلام والاتصال على الصحافة الإلكترونية. إضافة إلى تنظيم مؤتمر مصري مغربي بالتعاون مع المركز المغربي للدراسات والأبحاث في وسائل الاعلام والاتصال، يتم التناوب على تنظيمه بالبلدين الشقيقين في مجال الإعلام والاتصال . وكذا التنسيق بين المؤسسات البحثية في مجال الإعلام والاتصال بين البلدين لزيادة التعاون والأعمال المشتركة. ودعا المؤتمر، في جلسته الختامية التي احتضنها مركز السدراوي للتكوين في مهن السياحة بالمضيق، إلى ضرورة خلق بنك للمعلومات حول البحث العلمي في علوم الاعلام والاتصال وتجميع كافة البحوث المنجزة بالمجال بجرد للائحة هذه البحوث وذلك عبر بوابة إلكترونية متخصصة ومتعددة الوظائف. مع الضرورة الملحة لاستصدار قوانين تنظم مجال البحث العلمي في علوم الاعلام والاتصال داخل وخارج أسوار الجامعة، لتدارك الفراغ القانوني الذي ينظم ويؤطر مؤسسات البحث وكذا الشركات التي تختص في مجال البحث العلمي بمختلف الحقول المعرفية والتقنية. و إحداث المزيد من الكليات والمعاهد والمدارس العليا المتخصصة في مجال وسائط الإعلام و الاتصال، للمساهمة في «تعزيز بنية ما يعرف ب«البحث العلمي الشبكي» و خدمة المنظومة الإعلامية والاتصالاتية الافتراضية والمادية/الميدانية، باعتبارها صناعة وطنية. وكذا إصدار دورية متخصصة في مجال أبحاث ودراسات الإعلام والاتصال». وشددت توصيات المؤتمر، على ضرورة تخصيص ميزانيات ومنح لتشجيع البحث العلمي في علوم الإعلام والاتصال عموما، ومراكز البحث المختصة في وسائط الإعلام والاتصال. مع الضرورة القصوى لاعتبارها هيئات علمية تستفيد من المنفعة العمومية. وتضمنت توصيات المؤتمر، اقتراحا للوفد المصري، تمثل في الدعوة إلى تنظيم مؤتمر عربي بشراكة مابين جامعة الدول العربية والمركز المغربي للدراسات والأبحاث في وسائل الإعلام والاتصال، يشارك فيه كل مكونات منظومة الاعلام والاتصال العربي، بغرض استصدار ميثاق شرف عربي جديد ينظم مهنة الصحافة ومجال البحث في علوم الاعلام والاتصال، بالنظر إلى ما باتت تلعبه، في الظرف الحالي، وسائط الاعلام والاتصال العربية من دور في تحديد صورة ومعالم مجموعة من الإشكاليات الكبرى التي تتخبط فيها المجتمعات العربية. كما اوصى المؤتمر، بتوفير الغطاء القانوني لتأسيس جامعات ومعاهد افتراضية متخصصة في شتى حقول المعرفة. باعتبار أن التنافس بين الدول الكبرى أصبح اليوم يدخل من بوابة التعليم ، الذي تضعه الدول المتقدمة في أولوية برامجها وسياساتها . كما أن مجال التعليم عن بعد أصبح يعد فجوة عميقة تبعد ما بين عموم أركان المجتمع العربي والعالم المتقدم. فالبرمجيات العديدة والتعليم عن بعد يضع أمام الناس خيارات عديدة في الوقت والمكان ونوع التدريب والتعليم وتحسين الآداء وخبرات التعليم من خلال الاعتماد على تعدد الحواس والفصول الدراسية الافتراضية التي تضع المتلقين في خبرة تعليمية محاكية للواقع. وكذا تشجيع الطلبة الباحثين على البحث في الإشكاليات ذات الصلة والارتباط بوسائط الإعلام و الاتصال، وذلك بغرض تعزيز الخزانة الوطنية التي تكاد تنعدم فيها المراجع العلمية المرتبطة بهذا القطاع، خلافا لما هو قائم بالعالم ودول الجوار . يشار، إلى أن الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، والتي احتضنتها دار الصنائع بتطوان، شهدت تكريم مجموعة من الباحثين والاعلاميين ممن تميزوا بعطآتهم لمجالي الاعلام والبحث العلمي في علوم الاعلام والاتصال. ويتعقل الأمر بكل من جمال الدين الناجي المدير العام للهاكا، والاعلامي طلحة جبريل، والمسرحي رضوان احدادو وخالد الحري رئيس تحرير الصباح، وعبد القادر الخراز أستاذ تاريخ الصحافة بكلية الآداب والعلوم الانسانية بمرتيل، والصحافي محمد العوني، والراحلان الإعلاميان عبد النبي أغبالو ومحمد الزمور. وجدير بالذكر، أن المؤتمر شهد تقديم كتاب، تاريخ الصحافة من التأسيس إلى الاستقلال، وقد تم تقديمه بحضور نخبة من الباحثين والمثقفين والاعلامين المغاربة والأجانب والمصريين، ببيت الراحل عبد الخالق الطريس.