أوصى المشاركون في المؤتمر الوطني والدولي الثالث للإعجاز في القرآن الكريم والسنة النبوية بتطوان، بضرورة الاستمرار في عقد المؤتمر بانتظام، وتوثيق أعماله من خلال إصدار مجلة دورية تعنى بشؤون الإعجاز العلمي، كما أوصى المشاركون، خلال هذا المؤتمر الذي نظم أيام 17و18و19 شتنبر 2010 بمدينة تطوان، بترجمة هذه الأعمال إلى لغات متعددة، ونبهوا إلى ضرورة القيام بدراسات علمية أكاديمية واسعة حول حقائق إعجاز القراءات القرآنية، وتوسيع شعار المؤتمر ليشمل كافة ميادين الإعجاز، وكذا ضرورة استضافة مفكرين وباحثين أجانب من الذين أشهروا إسلامهم عن طريق الإعجاز. وفي السياق ذاته، دعا المشاركون خلال هذا المؤتمر، الذي عرف استفادة أزيد من ألف مشارك ومشاركة من مختلف مدن المغرب، بالإضافة إلى تأطير العديد من العلماء والمتخصصين والباحثين في مختلف مجالات وفروع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية، من داخل المغرب وخارجه، وعلى رأسهم الدكتور زغلول النجار، وموسى الشريف، وراغب السرجاني، وأحمد علي السديس وثلة من الأساتدة المتخصصين من مصر والأردن والسعودية وتركيا، إلى إدخال دراسات الإعجاز المتعددة في مختلف مستويات التعليم؛ خاصة التعليم الجامعي، على أن يصل ذلك إلى مستوى الدراسات العليا، كما دعا المؤتمرون إلى الاستعانة ببعض المنظمات العالمية ذات الصلة؛ كاليونسكو والإيسيسكو والإليسكو، في المؤتمرات القادمة، كما طالبوا أيضا الباحثين والمتخصصين في موضوع الإعجاز العلمي بالانخراط العملي والمشاركة الفاعلة في المؤتمرات القادمة، كما وجهوا نداءا إلى الحقل الإعلامي بتخصيص حصص لمجال الإعجاز العلمي. وفي كلمته الافتتاحية بالمؤتمر، الذي أختتمت أشغاله الأحد الأخير، اعتبر رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، طارق البردوني، أن المؤتمر في نسخته الثالثة يتميز عن سابقيه، بكونه اعتمد تشكيل لجنة علمية موسعة تضم أساتذة وباحثين من المغرب ومن خارجه، وذلك بهدف الرقي بمستوى التحكيم والوفاء بتفعيل توصيات المؤتمر السابق، خاصة وأن ما تم استقباله من أبحاث كان وافراً من جهة العدد والتنوع والانتماء. كما أضاف أن انعقاد هذا المؤتمر وأمثاله، في أصقاع مختلفة من أرض الإسلام، لتدبر إعجاز المولى عز وجل في بديع خلقه وروعة قوانينه، ليسمو بنا إلى آفاق رحبة، كما اعتبر أن ما يتوصل إليه التقدم الحديث في مجال البحث العلمي بمختلف تطبيقاته، من خلاصات وإشكالات علمية تزداد تعمقا وتشعبا وتعقيدا مع مرور الزمن، لتفرض علينا كعلماء وباحثين ومهتمين بمجال الإعجاز العلمي، أن نكون في مستوى المسؤولية المناطة بنا، من حيث جودة الأبحاث المقدمة، وتكون لها القدرة على تأويل وشرح ما جاء في كتاب الله وحديث رسوله الكريم من جهة، ومن جهة ثانية توضيح حدود الربط بين ذلك الفهم، وبين مستجدات العلم بمنافعه ومحاذيره من جهة ثانية، داعيا صناع القرار من داخل الأمة الإسلامية، خاصة على مستوى المناهج والبرامج المتبعة في التربية والتعليم، إلى الأخذ بعين الاعتبار ما أسماه بالاندماج الفذ في ديننا الحنيف بين العلم والإيمان وبين الحكمة والشريعة وجعلهما عمادا لشخصية إسلامية وازنة ومتوازنة. وتناول المؤتمر عدة قضايا أخرى، تهم مجالات الأصول والفقه واللغة والتشريع والتاريخ والعلوم الاقتصادية والإنسانية والنفسية والاجتماعية، وكذا التأصيل الشرعي والطب والعلوم الطبية وعلوم حياة الأرض وعلم الأجنة والعلوم الفيزيائة والفلك، بالإضافة إلى محاور في الإعجاز العلمي؛ تناولت الإعجاز العددي والتشريعي والتاريخي في القرآن الكريم. ويشار إلى أن المؤتمر، الذي نظم من طرف كلية العلوم التابعة لجامعة عبد المالك السعدي، وبتنسيق مع جمعية الشهاب الثقافية والمجلس العلمي المحلي بتطوان، ومساهمة الجماعة الحضرية بتطوان والمدرسة العليا للأساتدة بمرتيل، والمنتدى الوطني للبحث العلمي، بالإضافة إلى مساهمة العديد من الهيئات العلمية والجمعيات الثقافية بالمدينة، عرف حضورا متميزا للشباب والطلبة.