كشفت برقية كان قد بعثها السفير الأمريكي بالرباط روبرت أندرسون، إلى الخارجية الأمريكية أن مشاهدة جسم غريب يحلق في الأجواء المغربية دفع الكولونيل حسني بنسليمان، قائد الدرك الملكي، لمراسلة السفارة لطلب اللقاء بالسفير بشكل مستعجل للتباحث في المسألة. وحسب البرقية التي نشرها موقع «ويكيليكس»، فإن طلب عقد ذلك اللقاء، الذي تم صبيحة يوم 23 شتنبر 1976، جاء بأوامر من الملك الراحل الحسن الثاني، حيث جاء فيها: «عندما وصل الكولونيل بنسليمان، قال إن الملك بعثه لمناقشة مسألة مشاهدة جسم غريب يحلق فوق مناطق مختلفة في المغرب ليلة 19/18 شتنبر. وحسب الكولونيل بنسليمان، فإن الدرك الملكي تلقى اتصالات من أكادير ونواحي مراكش، والدار البيضاء، والرباط، والقنيطرة ومناطق أخرى». وحسب البرقية، فإن شهادات المواطنين كانت شبه متطابقة بشكل مثير، حيث أشارت إلى أن ذلك الجسم الغريب كان يتجه من الجنوب الغربي في اتجاه الشمال الشرقي، وكان شكله عبارة عن صحن فضي مضيء، وكان يخلف وراءه غبارا لامعا وبعض البقايا المتناثرة، لكن دون أن يصدر عنه أي صوت. وأكد بنسليمان للسفير الأمريكي أن الملك الحسن الثاني مهتم شخصيا بالأمر، وأن المطلوب هو الحصول على معلومات قد تفيد في تحديد طبيعة ذلك الجسم الغريب. وفي اليوم الموالي، حل الماجور محمد العيساوي، من الدرك الملكي، بالسفارة الأمريكية، حيث عقد لقاء بالملحق العسكري الأمريكي، وأطلعه على رسوم الصحن الطائر التي أنجزها مجموعة من الأشخاص، بمن فيهم هو شخصيا بحكم أنه رأى ذلك الجسم الطائر لدى عودته من القنيطرة. وأضاف أنه في الوهلة الأولى بدا له ذلك الجسم على شكل صحن دائري، لكن بعد أن اقترب منه، اتضح له أن الأمر يتعلق بجسم على شكل أنبوب لامع. ولقد طلب السفير الأمريكي من الخارجية الأمريكية مده بمعلومات يقدمها للحسن الثاني، وهو ما وعده به كاتب الدولة في الخارجية الأمريكية هنري كيسنجر. وفي مراسلة من الخارجية الأمريكية بتاريخ 5 أكتوبر 1976، قال كيسنجر، إنه من الصعب تقديم أية توضيحات بخصوص مصدر ذلك الجسم الغريب الذي شوهد في المغرب، مضيفا أن واشنطن ليست على علم بوجود أي نشاط جوي أمريكي، مدنيا كان أم عسكريا، في المنطقة في ذلك التوقيت، لكن، تقول مراسلة كسينجر، هذا لا ينفي أن ذلك النشاط مصدره دولة أخرى أو له علاقة بظروف جوية غير معتادة.