عاشت عذراء ال«أورليان»، جان دارك السبت الماضي، على بعد أمتار من تمثالها الذي يتوسط مدينة «أرليان»، رفقة نساء مغربيات مهاجرات لحظات الاحتفاء بهن وتكريمهن لما حققن من نجاحات في عدد من المجالات. لقد شهدت، عذراء ال«أوليان» التي وهبت نفسها، وهي في عمر الزهور، للمهمة العسكرية، خلال حفل التكريم هذا الذي نظم على هامش ملتقى حول موضوع «الثقافة المزدوجة بصيغة المؤنث: تحديات وإمكانيات»، على تكريم لطيفة بن زيتان، والدة ضابط الصف، المظلي عماد ابن زياتن، الضحية الأولى ل«المتطرف» الفرنسي من أصل جزائري محمد مراح بمدينة تولوز. فكما عذراء ال«أورليان»، التي، لأجل الدفاع عن مملكة فرنسا ضد الاحتلال الانجليزي، لبت نداء الرب، كان الشيء نفسه بالنسبة لعماد المظلي، الذي لبى نداء الوطن لأجل الحفاظ على «شرف الأمة»، فمنحته الحكومة الفرنسية وسام جوقة الشرف من درجة فارس بعدما أضفت عليه صفة «متوفى في خدمة الأمة». وهكذا، يموت عماد فتولد امرأة لم يخبرها الفرنسيون من قبل إلا كواحدة من أبناء الجالية المغربية في فرنسا، جدت واجتهدت في تربية أبنائها على حب الوطن والآخر. لقد اكتشف المشاركون في هذه الفعاليات، التي نظمت بمبادرة من كل من القنصلية العامة للمغرب بأورليان، وبدعم الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، وعمدية المدينة والمجلس الجهوي للوسط وبشراكة، مع المركز الوطني للإعلام حول النساء والعائلات والمجلة المغربية «لكل النساء»، امرأة بالرغم من مقتل ابنها برصاصات غادرة كان لها وقع الصاعقة عليها تمتلك من الشجاعة ورباطة الجأش ما جعلها تتحول من ربة بيت لا تخالط الناس إلا لماما، إلى شخصية عمومية تتحدث بعبارات واثقة ومفعمة بالأمل كلما التقت الشباب للحديث عن الارهاب وضحاياه. نالت هذه المرأة، التي كانت ضيفة شرف فعاليات هذا اللقاء الذي احتفى، أيضا، بخمس نساء مغربيات مهاجرات من منطقة الوسط في احتفال أطلق عليه «خلالة»، إعجاب الجميع لنضالها المستمر من أجل أن تعترف فرنسا بأن عماد، الذي تمسك بين يديها بقبعته العسكرية، بأنه «مات من أجل الأمة»، فكان نضالها رمزيا من أجل الاعتراف المستمر بعماد وليس من أجل الحصول على تعويض مادي. وتم خلال هذا اللقاء، الذي تميز بتنظيم ثلاث موائد مستديرة تهم «هجرة المغربيات: الأسباب التحديات والفرص»، «المرأة والسياسة: شهادات» و«المقاولة النسائية: مفتاح التحرر» تكريم مينة مشاش عن دورها في الرقي بالعمل الاجتماعي، ومليكة فاضل بخصوص المقاولة الذاتية، وثريا دهمج عن العمل السياسي، ونجاة جميل في العمل الجمعوي، وربيعة القطبي في الفن. وتميز هذا اللقاء، الذي حضرته فعاليات سياسية واعلامية وفنية مغربية وفرنسية ويندرج الذي يندرج تنظيمه، في سياق الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، بالتذكير بأوضاع المرأة المحتجزة في تندوف والمطالبة باطلاق سراحها. أرليان (وسط فرنسا):