انتخب المؤتمر الوطني العاشر للنقابة الوطنية للتعليم العالي, اللجنة الإدارية بشكل ديمقراطي وبالتصويت العلني في صناديق زجاجية للاقتراع خصصت لهذا الغرض في وقت متأخر ليلة الأحد- الاثنين، وعبر الأساتذة الباحثون على مستوى عالي من الوعي وروح المسؤولية بالرغم من تعب الاشتغال في اللجان الثلاث التي أخذت وقتا كبيرا منهم. وتحمل الأساتذة الباحثون متاعب السهر بمقر الرياضات بالمعمورة بضاحية سلا من اجل استكمال أشغال المؤتمر الوطني العاشر الذي تميزت تمثيليته بعدد من المكونات والحساسيات السياسية التي تنخرط في النقابة الوطنية للتعليم العالي، كملتقى نقابي لتدبير الاختلاف على أساس الحوار الديمقراطي والتوافق والإقناع، بالرغم من التشويش الذي اختاره البعض كأسلوب من اجل إحراز ما يمكن إحرازه في هذه المحطة التاريخية لهذا الإطار الذي يضم نخب المجتمع. وحسب ما توصلت إليه جريدة «الاتحاد الاشتراكي» من معطيات، من مصادر مطلعة كانت حاضرة بالمؤتمر، أن عملية التصويت على أعضاء اللجنة الإدارية ابتدأت على الساعة الواحدة صباحا من يوم الاثنين، ودامت زهاء ساعتين، وأفرزت النتائج لجنة أوكلت لها هذه المهمة تحت إشراف رئاسة المؤتمر، وأعلنت عن نتائج الانتخابات على الساعة السادسة صباحا، بانتخاب 79 عضوا باللجنة الإدارية. وأفادت مصادرنا بأن مكونات اللجنة الإدارية تمت فيها مراعاة نوع من التمثيلية الجغرافية أثناء عملية التصويت من قبل الأساتذة الباحثين، حيث أفرزت النتائج تمثيلية أغلب المدن الجامعية بالمغرب وكل التخصصات، كما أعطت تمثيلية حقيقية لطبيعة الحضور النضالي والتنظيمي للأساتذة الباحثين حسب انتماءاتهم السياسية. وعلمت جريدة الاتحاد الاشتراكي أن تركيبة اللجنة الادارية (79عضوا) تضم 36 عضوا ينتمون لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، فيما حصل الاشتراكي الموحد على 14 عضوا ثم التقدم والاشتراكية ممثلة ب 10 أعضاء، وحزب النهج الديمقراطي له تمثيلية بثلاثة أعضاء، ونال تيار الأساتذة الباحثين تمثيلية وصلت إلى سبعة أعضاء، كما حصل كل من حزب الاستقلال وجبهة القوى الديمقراطية والتجمع الوطني للأحرار على عضو واحد، وهناك تمثلية لجماعة العدل والإحسان بثلاثة أعضاء. وحسب نفس المصادر, فقد ساهم في التصويت على أعضاء اللجنة الإدارية أكثر من 310 أعضاء من أصل 446 وعزت مصادر غياب البعض الآخر في المشاركة وفي التصويت إلى التأخر الذي عرفته أشغال المؤتمر وعملية التصويت, في حين هناك من له التزامات عملية وعائلية وينتمون لمدن بعيدة كوجدة ووارزات ... وكشفت مصادر الجريدة أن مجموعة من الأساتذة الباحثين المؤتمرين والذين ينتمون لحزب العدالة والتنمية قد عبروا على نظرة ضيقة للمستقبل النقابي والوحدة النقابية للنقابة الوطنية للتعليم العالي، حيث شوشوا على أشغال المؤتمر في الوقت الذي لا يتعدى عددهم 27 عضوا، اختاروا في الوقت الذي كان الاشتغال في اللجن الثلاث مستمرا ويناقش البعض القضايا الكبرى المتعلقة بمستقبل النقابة ويدقق ملفها المطلبي، الاجتماع بشكل حلقي ورفع شعارات تتناقض وموقف اشتغالهم داخل المؤتمر بتصويتهم بالإجماع على التقريرين الأدبي والمالي. كما رفعوا شعارات داخل المؤتمر على أنهم رواد حركة تصحيحية داخل المؤتمر، في الوقت الذي لا يتعدى عددهم 27 عضوا، متناسيين ان تاريخ هذه النقابة لم يسبق أن كان محط صراعات ومزايدات سياسية، ونظرة حزبية ضيقة، وما المبادرة التي اقبل عليها الأساتذة الباحثون بتزامن مع انعقاد المؤتمر بحل النقابة الديمقراطية للتعليم العالي إلا إشارة نبيلة وسامية من نخب فكرية وعلمية لم يتم استساغتها واستيعابها من طرف هؤلاء.