في أقل من شهرين يتم العثور على مخزون أثري ذي قيمة تاريخية رفيعة، جراء عملية الحفر المصاحبة لعملية تجديد شبكة الصرف الصحي بآسفي. بحر الأسبوع الماضي تم العثور على نفق حجري كبير وقذائف حديدية على شكل كرات، إلى جانب لقى خزفية وذلك قبالة ساحة سيدي بو الذهب ، وقد رجحت مصادرنا أن يكون بناء النفق الذي تم اكتشافه يعود إلى الحقبة الموحدية. من جانبها شكلت وزارة الثقافة فريق عمل تحت إشراف المفتشة الجهوية للمباني التاريخية للمواقع الأثرية وفاء مداح من أجل إجراء التنقيبات الضرورية ، والرفوعات الهندسية للبحث عن تاريخ هذا المخزون الأثري. وكانت وزارة الثقافة قد أعلنت في بلاغ لها خلال شهر دجنبر الماضي عن اكتشاف أعمدة رخامية وأجزاء من رحى حجرية أثناء عملية الحفر قرب حديقة جنان فسيان، يعود تاريخها إلىالعصر الموحدي حين كان يستقدم المنصور الذهبي الأعمدة الرخامية من إيطاليا عبر ميناء آسفي لبناء قصر البديع بمراكش. ومعلوم أن آسفي كانت قبل ذلك مرسى لمراكش على عهد المرابطين، وكانت تشكل مركزا تجاريا ذا أهمية كبرى ، وعلى عهد الموحدين تم إيلاء عناية خاصة للمدينة حيث تمت إحاطتها بسور كبير انمحى أثره، وكان يمتد من ناحية الجنوب من تراب الصيني إلى منطقة بياضة مرورا برحات الريح والقصبة العليا . آسفي التي اعتبرها ابن خلدون حاضرة المحيط تختزن العديد من المعالم التاريخية والحضارية، منها الأبراج والأسوار التاريخية والقصبة و قصر البحر والكنائس والتي يعود أغلبها إلى الحقبة البرتغالية تحتاج اليوم إلى كثير من العناية والتثمين من طرف وزارة الثقافة والقيمين على الشأن المحلي من أجل مصالحة آسفي مع تاريخها المنسي .