وصفهُ محمد بهجاجي بالذي عاش انكسار القلب وعاد وحيدا، و سماهُ سعيد عاهد بالمهاجر المحترف، في حين قرأه حسن حبيبي بكثير من الحب وبغير قليل من الموت. هكذا قارب أصدقاء الكاتب والصحافي عزيز الساطوري، مؤلفه الجديد «زمن الحب والموت»، يوم الجمعة الأخير بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالدارالبيضاء بحضور العديد من الوجوه الثقافية والفنية وطالبات وطلبة المعهد . هذه العتبات التي أفصح عن أولى تفاصيلها بهجاجي، عاهد وحبيبي، أشَّرت على أن عزيز الساطوري كتبها بطعم الدهشة والصمت والألم والفرح والاعتراف وبالحب، وبلسان لغوي تدرج مابين الدارجة والاسبانية والفرنسية والعربية. هكذا، اعتبرت المداخلات الثلاث مؤلف «زمن الحب والموت»، أنه مفتوح على أجناس متعددة، معتبرة أن نص «زمن الحب والموت» ليس باستطلاع ولا بالكتابة الصحافية، بل لحظة يتقاطع فيها الأدبي بالصحافي، تحكي عن مسار الساطوري الحياتي والعائلي والصحافي، كتجربة حياتية صاخبة بتجلياتها النصية، حيث كل فصل من المؤلف به بناء سردي محكم محبوك ببعد أدبي، شخصياته ليست مصطنعة، لأن استدعاء واستحضار كل الشخصيات التي أثثت المؤلف تحمل في توظيفها عمقا دلاليا، تصور معالم الحياة ،التي اقتسمها الساطوري مع القارئ، مطبوعة بملامح تجربة في الحياة والعلاقات المنكسرة..، والحب ليس بمعنى علاقة الرجل بالمرأة، بل الحب بمعناه المقدس.. كما نبهت المداخلات، أن المؤلف يستدعي إلى التوقف لتأمل العديد من الأشياء، منها ثنائية الحب والموت الذي مايجمع ويفرق بينهما كثير، وأن ما يجمع بينهما، هو لعبة استنزاف المشاعر والأنفاس.. «زمن الحب والموت» ، كما احتفل به بهجاجي وتأمل فيه حبيبي، فضحه لسان عاهد، الذي وصف الساطوري بالمهاجر المحترف، مؤرخا لهذه الهجرة، في الهجرة اللغوية، ابتداء من اللغة الدارجة (لغة احمر ودكالة) إلى اللغة الإسبانية، فالهجرة اللغوية التي أخذته من الطابق الرابع إلى الطابق الثالث بمقر جريدتي «الاتحاد الاشتراكي» و«ليبيراسيون» ، ثم وصفه بذلك المهاجر في كتاباته وإبداعاته الذي انتقل من كتابة سيرة بونعيلات، إلى كتاب «زمن الحب والموت» فكتابة السيناريو، متوقفا عند تحديد معالم المهاجر في حبه الأول الكولومبي وحبه المغربي الحالي، دون أن يغفل الإشارة إلى حب كبير من طعم خاص، إنه حب الوالدة.. هذا، دون أن ينسى في تدقيق معالم عزيز الساطوري، المهاجر المحترف أيضا، في اهتماماته المهنية، الذي يهاجر بين الفينة والأخرى إلى السخرية، والصرامة والغضب من بعض المواقف والعلاقات .. في حين تحدث ادريس الخوري، باسم الحضور، الذي تابع وقائع هذا اللقاء، عن المؤلف والكاتب والمعايير الأدبية التي سلكها الساطوري، لتقديم تفاصيل «زمن الحب والموت»، باعتباره نصا اهتم بالتفاصيل الحياتية، وقدم للقارئ كتابا صحفيا أدبيا. من جهته، تحدث عزيز الساطوري عن معاني اللحظات والمحطات الحياتية والوقائع والمذكرات التي تفاوت عمر التقاطها التي تضمنها «زمن الحب والموت»، معترفا أن فكرة هذا المؤلف، تجسد قرارا يفصح عن معنى واحد، هو «أن أكتب على الكولومبيين كشعب طيب، يحبون الحياة»، وكرسالة إبداعية لأتحدث عنهم وعن قضاياهم الخاصة. وأمام كل الحضور الذي تابع اللقاء، تحدث الكاتب والصحفي والسيناريست بكلمات تثير الشعور والإحساس والاعتراف بما معنى الصداقة والإبداع، وتفصح عن الأسباب والأصدقاء الذي كانوا وراء خروج هذا الإصدار إلى الوجود، وبشعور عميق شكر الجميع.