كوصيف للبطل، دخل فريق الفتح الرياضي أول تجربة له في دوري أبطال إفريقيا، بمواجهته لفريق ريال بانجول من غامبيا، في مباراة ذهاب الدور التمهيدي، التي احتضنها المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط مساء الجمعة. المباراة التي دارت أمام مدرجات شبه فارغة، عرفت مستوى باهتا جدا لفريق الفتح الرياضي ، الذي لم يكتب له الانتصار، إلا في الوقت بدل الضائع، ومن ضربة جزاء، حصل عليها ونفذها اللاعب مراد باتنا في الدقيقة (90 + 3)، أي دقيقة قبل نهاية المباراة. الانتصار، وإن لم يكن كافيا، فإنه كان فيه بعض الدعم النفسي للاستعداد لمباراة الإياب، التي ستحتضنها بانجول بعد 15 يوما، والتي لن تكون سهلة لفريق الفتح الرياضي، الذي أصبح مكشوفا أمام الفريق الخصم، الذي عرف كيف يفرض إيقاع لعبه بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، بالاعتماد على تكدس دفاعي غريب، حيث تجمع اللاعبون الغامبيون في نصف ميدانهم، وسدوا كل المنافذ والممرات. وبحكم قوتهم العددية تمكنوا من إرباك كل خطط المدرب جمال السلامي، الذي وجد نفسه عاجزا عن إيجاد الشفرة، التي تمكنه من اختراق دفاع ريال بانجول، الذي كان مكونا من ثلاثة حواجز متراصة. قوة دفاع ريال بانجول، المكون من عشر لاعبين، جعلت فريق الفتح الرياضي غير قادر على المناورة، وعلى استغلال القدرات الفردية التي يتوفر عليها لاعبوه. كما وجد اللاعب عبد السلام بنجلون نفسه عاجزا عن استعمال سرعته، لأن التغطية الدفاعية كانت دائما تجعله يفقد الكرة، لأن الكماشة الدفاعية الغامبية لم تسمح له إلا بسرعة بطيئة. هذا المعطى جعل بنجلون غير قادر على مد إبراهيم البحري بكرات على المقاس، كما أن البحري كان غير قادر بدوره على المناورة. هذا النهج التاكتيكي الذي اعتمده مدرب ريال بانجول، جعل المباراة تدخل في رتابة مملة، وجعل مرور دقائقها مصدر ثقة لفريق ريال بانجول، ومصدر شك لفريق الفتح الرياضي. فكان الحل الوحيد أمام جمال السلامي هو تغيير مواقع اللاعبين، بين باتنا وعبد السلام بنجلون والبحري. وحتى يربك مدرب ريال بانجول السلامي، ويحد من اندفاع لاعبيه، عمد أيضا إلى الاعتماد على المرتدات الخاطفة، والتي تكلف بها اللاعب لامين جالو، - الذي وبالرغم من أنه كان وحيدا - فإن السلامي أحاطه بثلاثة مدافعين، الشيء الذي كان يخفف من القوة العددية للاعبي الفتح في وسط الميدان. ولكي يزيد لاعبو فريق بانجول من نرفزة لاعبي الفتح، اعتمدوا أيضا على تشتيت الكرات، وفي كل اتجاه، الشيء الذي مكن فريق الفتح من الحصول على 17 ضربة ركنية. هذا العدد من الركنيات، لم يكن ليهدد دفاع فريق بانجول، الذي تفوق أيضا في الكرات العالية، وكسب لاعبوه كل النزالات، وكانوا الأسياد في مربع عملياتهم، سواء في الشوط الأول أوالشوط الثاني، وقد ساعدهم على ذلك وجود حارس ممتاز اسمه أليس نيابال، الذي عرف كيف يحافظ على شباكه نظيفة. وأمام الفشل في التوغل والتمرير، بدأ لاعبو الفتح يبحثون عن الأخطاء أمام مرمى الحارس، لكن هذا الحل بقي كذلك عقيما، لأن المنفذين كانوا تحت ضغط نفسي كبير، فكانت كل التسديدات تعلو المرمى بأمتار. ولكي يزول كل هذا الشك، كان لابد أن يسقط باتنا في الدقيقة (90 + 3) وسط مربع العمليات، وكان لابد أن يعلن حكم المباراة الغاني أكبوفي ويليامس عن ضربة جزاء، نفذها اللاعب ذاته بنجاح. هذا الهدف الوحيد لم يكن كافيا لكي تعلو الفرحة وجه السلامي، لأنه لم يكن مقتنعا قط بأداء لاعبيه، وهو ما جعله يبقى طيلة المباراة واقفا مندهشا من أداء باهت، ومتسائلا عن مصير فريق الفتح في تجربته الجديدة، وهو المتوج بلقب كأس الكونفدرالية الإفريقية، في عهد المدرب الحسين عموتة. تصريحان جمال السلامي، مدرب الفتح الرياضي: «لقد واجهنا فريقا كنا نجهله. كما أنه لم يترك لنا أية مساحات للعب. مازاد المواجهة صعوبة أن لاعبي فريقي لم يسجلوا هدفا لكي يتحرروا من الضغط. النتيجة ليست مطمئنة، لكن الانتصار بهدف واحد ترك لنا بعض الهوامش خلال مباراة الإياب». الحاجي سار، مدرب فريق ريال بانجول: «اختيارنا للنهج الدفاعي مرده إلى كوننا كنا نعرف بأننا نواجه فريقا قويا، فريقا سبق وأن فاز بكأس الكونفدرالية الإفريقية. كما أن لاعبينا مازالوا شبانا. خلال مبار اة الإياب سأغير من نهجي التاكتيكي، وسيكون اللعب الهجومي هو الاختيار».