سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لشكر: آن للتعليم العالي أن يلعب دوره من أجل تغيير ميزان القوى المختل داخل المجتمع لمجابهة كل قوى المحافظة درويش: إرهاصات الإصلاح الحقيقي للتربية والتكوين بدأت مع حكومة التناوب
قال إدريس لشكر, الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية, أن التراجعات المسجلة حاليا عن قيم الحداثة والتقدمية، وانتشار الفكر الماضوي المحافظ في الجامعة وخارجها، يفرض على قطاع التعليم العالي الاتحادي العمل بكل جد ومسؤولية من أجل تعبئة الجامعيين وكافة المواطنين، أكثر من أي وقت مضى ، للدفاع عن مكتسبات قيم الحداثة والديمقراطية والحرية والكرامة. وأضاف لشكر في كلمة له باسم المكتب السياسي للحزب، في لقاء تواصلي نظمه قطاع التعليم العالي الاتحادي يوم السبت الماضي بالمقر المركزي للحزب بالرباط، أن قطاع التعليم العالي الاتحادي ظل يتحمل مسؤوليته الجسيمة المتمثلة في ربط المهام الأساسية للجامعة بدورها المجتمعي للمساهمة في تحقيق تطلعات الشعب المغربي في العيش الكريم ببلد متقدم، ديمقراطي وحداثي ومجتمع منفتح تسوده العدالة الاجتماعية. وفي السياق ذاته, ذكر لشكر بالدور المركزي الذي تلعبه منظومة التعليم العالي في المجتمع من خلال إنتاجها للمعرفة وتكوينها للنخب مما مكن الاتحاديين والاتحاديات للانخراط بوعي ومسؤولية منذ أكثر من نصف قرن في الدفاع عن تعليم عمومي جيد تكون كل أسلاكه في متناول أبناء الشعب المغربي ، مسجلا في هذا الصدد أن القطاع الطلابي الاتحادي لعب دورا أساسيا في التأسيس والمسيرة النضالية للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، ثم فعالية قطاع التعليم العالي الاتحادي في تأسيس وصيانة ومناعة النقابة الوطنية للتعليم العالي. وكشف لشكر على أن التوجه للأساتذة الباحثين في لقاء تواصلي بعد المؤتمر الوطني التاسع في خطوة أولى يندرج في اطار دينامية تنظيمية وسياسية أطلقها المكتب السياسي، باعتبارهم نخب المجتمع وأصحاب الفكر والعلم والثقافة المتنورة للمساهمة في بناء الحزب وذلك بتحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقهم في كل الواجهات التي يتواجدون فيها من أجل تغير ميزان القوى المختل داخل المجتمع ليكونوا في طليعة النضال الديمقراطي ولمجابهة كل قوى المحافظة والجمود والتقليد. وفي الجانب السياسي, شدد لشكر على أن الاتحاد قد حدد موقعه السياسي في المعارضة قبل المؤتمر الوطني التاسع الذي أكد هو الآخر بكل وضوح الخط السياسي للحزب في المرحلة القادمة، مبرزا في هذا الإطار على أن حزب الاتحاد لن يكون الا في المعارضة إذا ما لم تثبت نتائج صناديق الاقتراع للانتخابات العكس. أما فيما يتعلق بالتحالفات يقول لشكر « من الطبيعي أن تكون مع الأحزاب التقدمية ذات المرجعية المماثلة للحزب, خاصة في المعارك المجتمعية، لكن التنسيق داخل المؤسسات كالبرلمان من اجل تحقيق مكاسب وربح قضايا قانونية وتشريعية وسياسية مرحلية، لا يمكن ان تكون الا مع المعارضة المؤسساتية الموجودة بالبرلمان لأن منطق الأشياء يفرض ذلك». ومن جهته اعتبر العربي المهين, منسق قطاع التعليم العالي الاتحادي،أن هذا اللقاء التواصلي، مناسبة للإشادة بالتدبير المحكم للكاتب الأول السابق عبد الواحد الراضي لمرحلة صعبة مر منها الحزب بسبب ظروف ذاتية وموضوعية، وكذلك مناسبة لتقديم التهاني لادريس لشكر,الكاتب الأول المنتخب وللقيادة الجديدة للاتحاد, على الثقة التي منحت لهم من قبل المؤتمرين والمؤتمرات. وأبرز المهين في كلمة تقديمية مقتضبة أن هذا اللقاء بمثابة فرصة للاطلاع على المستجدات المتعلقة بالملف ألمطلبي للأساتذة الباحثين والتداول فيها ، و للقاء بالكاتب الأول للحزب من أجل التواصل المباشر والتفاعل معه في عدد من القضايا السياسية والتنظيمية التي تهم القطاع. ومن جانبه سجل محمد درويش, الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي بنفس اللقاء، أن قضايا التربية والتكوين بالمغرب شكلت منذ الستينات هما أساسيا في مداولات وقرارات الجهات الحكومية والسياسية والمدنية, لكن المعالجات وزوايا النظر والاقتراحات حصل حولها اختلاف سجل نقط صراعات سياسية دفعت الى الفعل وردود الفعل سلبا وإيجابا ومن تم تعدد المبادرات الاصلاحية في هذا المجال. ويرى درويش أن ما طبع كل هذه المبادرات الإصلاحية بالقطاع، وبالنظر للمعطيات الوطنية والدولية الجيوسياسية والاقتصادية والمجتمعية هو تحكم الهواجس الأمنية أحيانا والهواجس المالية أحيانا أخرى, مما شكل حواجز حقيقية للإصلاح المبكر والعميق للقضية الأساس في تاريخ المغرب ألا وهي قضية التربية والتكوين. وأشاد درويش بالإصلاح الذي قادته حكومة التعليم المتعلق بالمنظومة التعليمية بالمغرب، حيث قال «إن الإرهاصات الأولى للاصلاح التربوي ابتدأت مع حكومة التناوب بعد التوافق التاريخي الذي حصل بين المركزيات النقابية والفعاليات التربوية، توافق مس كل المجالات وفي مقدمتها المسألة التعليمية وترجمتها في الميثاق الوطني للتربية والتكوين والذي شكل محور مشروع الإصلاح المنظومة بشقيها المدرسي والعالي وعلى أساسه صيغ القانون 0100 المنظم للتعليم العالي. واجمع كل المتدخلين من الأساتذة الباحثين على أهمية تنظيم قطاع التعليم العالي وعلى ضرورة اشتغاله بوثيرة تساير متطلبات المرحلة السياسية والتنظيمية التي يمر منها الحزب والبلاد، ليساهم في رفع التحديات وكسب الرهانات التي يتوخاها حزب الاتحاد في المستقبل، وكذلك لما للأساتذة الباحثين من دور حاسم في التأطير والتكوين في فضاء الجامعة التي كانت ولازالت قاطرة للتنمية بالبلاد ومشتلا لتكوين المناضلين التقدميين والمتنورين والمقاومين لكل أسباب الغلو و التطرف والأصوليات بكل أنواعها وأشكالها في المجتمع. كما لم تفت الفرصة الأساتذة الباحثين للتعبير عن ارتياحهم للقيادة الجديدة التي انتخبها المؤتمر، والدماء الجديدة التي تعززت بها من اجل إعطاء نفس جديد لها، كما عبروا عن ايجابية التنوع الموجود فيها وفي مكوناتها وتمثيليتها وامتداداتها المجتمعية. كما عرف اللقاء عرضا قيما للأستاذ جمال الصباني حول موضوع «واقع التعليم العالي اليوم»، سنعود له في عدد لاحق ,بالإضافة إلى لقاء مفتوح حول الملف المطلبي للأساتذة الباحثين مع محمد درويش الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي للاطلاع على المستجدات المكتسبة والتطورات الحاصلة في الملف وما تحقق من مكتسبات على اثر الحوارات واللقاءات مع القطاعات الوزارية المعنية.