حذر عبد الهادي خيرات من زعزعة استقرار البلاد، وذلك من خلال البلبلة التي حدثت بين المغاربة، بسبب الحديث عن إصلاح صندوق المقاصة، والأحاديث المتضاربة بين أفراد الحكومة. وأكد خيرات باسم الفريق الاشتراكي بمجلس النواب وهو يعقب على رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران في المساءلة الشهرية التي خصصت لارتفاع كلفة المعيشة بالمغرب، أن الحكومة هي من تكلمت عن هذا الموضوع، وقدمت نماذج عديدة للإصلاح، بل استدعت الصحافة ونشر ذلك. وانتقد خيرات الأقوال المتضاربة للجهاز التنفيذي، مما يؤدي إلى الخلط، وقدم أمثلة في ذلك، حيث صرح أن الوزير بوليف يؤكد أن هناك اجراءات تقنية معتمدة على نماذج أجنبية، في حين، يقول الوزير نزار بركة، أن صندوق المقاصة هو عبارة عن ريع سياسي، لكن عادل الدويري ذهب أبعد من ذلك، واعتبر الأمر بمثابة رشوة انتخابية، موجهاً الاتهام إليكم »وخاصكم القصاص«. ومن ثمة، يخاطب خيرات رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران قائلا: »المغاربة ما قالوا والو »أنتم اللي قلتم أن بوطاغاز غادي تباع 140 درهم«. وذكر في الباب بأحداث 1981، كما ذكر في نفس التعقيب بوعود الحكومة التي صرحت من قبل أنها ستخصص مبالغ مالية للمواطنين في إطار إصلاح صندوق المقاصة، متحدياً أن تستطيع الحكومة تنفيذ ذلك، على اعتبار أنها عملية غير قابلة للتنفيذ. بالإضافة إلى غياب إحصاء دقيق في هذا المجال، وخاطب خيرات بنكيران قائلا: آش غاديرو مع ساكنة سيدي مومن؟ إذ لا يمكن أن يستفيد مواطن هناك من هذا المبلغ التي وعدت به الحكومة واستثناء جاره.. إلى غير ذلك من الأمثلة التي قدمها عبد الهادي خيرات، وعبر عن موقف الاتحاد الاشتراكي بكونه مع الإصلاح، من منطلق أنه لا يجب لبعض الفئات الميسورة الاستفادة من هذا الصندوق. وتساءل خيرات، كيف لصاحب »كوزينة نووية« أن يشمله دعم الصندوق، وكذلك أصحاب المقاهي الذين هم الآخرون يستفيدون من الدعم المخصص لمادة السكر كباقي المواطنين، بل الأكثر من ذلك، يقول خيرات، أن البرلمانيين والوزراء الذين هم في هذه القاعة عيب أن يستفيدوا من ذلك وشراء قنينة غاز ب 40 درهم، في حين أن الدولة تدعمها ويصل مبلغها الحقيقي إلى 140 درهماً. ورأى أن موضوع ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية في جل الخدمات الاجتماعية هو واقع، مستنداً في ذلك إلى بيانات المندوبية السامية للتخطيط، حيث يكفي النظر في مؤشرات هذه المؤسسة لمعرفة الحقيقة، بل إن خدمات التعليم ازدادت بنسبة 6%. ودعا بنكيران إلى التجول في أسواق العكاري بالرباط وأي سوق آخر، للوقوف على هذا الارتفاع في الأسعار، فهو ارتفاع غير خاضع للظرفية، وهو ما سيكون له عواقب وخيمة على المقاومة المغربية نفسها، على اعتبار أنه أمام هذا الوضع، أصبح المغاربة يلجأون إلى اقتناء المواد المهربة في جميع الميادين، خاصة بالنسبة للمواد الصينية والتركية وانعكاسات ذلك أيضاً على الوضع الاجتماعي. ورأى خيرات أن محاربة الفساد تنطلق من هذه النقطة، وضرب مثالا بالمغرب الشرقي، حيث المغاربة هناك يستهلكون البنزين الجزائري عبر التهريب، بل أن كل محطات البنزين هناك تم إغلاقها نتيجة استعمال التهريب، مما يجعل المغرب الشرقي تحت رحمة الجارة الجزائرية. وفي معرض حديث رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران عن الجفاف الذي شهدته البلاد الموسم الفلاحي السابق، ذكر خيرات أنه بمنطقة الشاوية، لازال الفلاحون ينتظرون التعويض عن التأمين، رغم كل المعطيات المتوفرة لدى المسؤولين، مطالباً الدولة أن تحترم التزاماتها. وفي رسالة واضحة إلى حليف العدالة والتنمية، حزب الاستقلال، رد عبد الإله بنكيران على تعقيب خيرات الذي أثار التضاربات في الأقوال بين بوليف ونزار بركة وعادل الدويري بالقول: »اللي في الأغلبية في الأغلبية، والمعارضة معارضة، ماشي الواحد غير يْشَيَّرْ«.