صدر للأستاذ حميد لحمداني كتاب جديد بعنْوان »نحو نظرية منفتحة للقصة القصيرة جداً: قضايا ونماذج تحليلية«، وهو كتاب يتناولُ فيه بالوصف والتحليل نوعا جديدا في الكتابة القصصية، وهو "القصة القصيرة جداً" التي باتتْ تغْري الكتّاب المغاربة أكثر فأكثر. مقاربة الأستاذ الحمداني تعتمد على رصد وتشييد معالم »نظرية منفتحة« خاصة بفن القصة القصيرة جداً، هذا الفن المعاصر بامتياز والذي استطاع في ظرف وجيز أن يفرض نفسه في عالم السرد ويتجاوز فن القصة القصيرة على الخصوص ويضاهيها أحياناً ويتمّيز عنها. ولا تروم الدراسة فصل القصة القصيرة جداً عن حضنها الجنيني السردي الممتدة جذوره في الرواية والقصة ثم القصة القصيرة، والأقصوصة، ولكنها حسب الأستاذ لحمداني: »تركز على الخصوصيّات التي استطاع من خلالها هذا الفن المعاصر أن يفرض نفسه في عالم السرد وخصوصياته وأبعاده الدلالية في سياق نشأته الحديثة، وارتباطه بالتراث وبلورته لتقنيات متميزة ووظائف جديدة ملائمة لشروط العصر الحاضر«. الغاية من تأليف هذا الكتاب، على حدّ تعبير الكاتب، هي: »صياغة نظرية للقصة القصيرة جداً لن تكون أبداً توصيفاً نهائياً وثابتاً لهذا الفن، وإنما هي رصد لأكثر العلامات المميزة له والمستخلصة في الدراسات التنظيرية والنقدية أو تلك التي التقطناها بدورنا من النماذج القصصية التي بدت لنا عاكسة بامتياز لواقع هذا الفن الحالي في العالم العربي. علماً بأننا حاولنا في مواقع كثيرة من هذا الكتاب أن نقدم نماذج تحليلية نرصد من خلالها أهم مميزات القصة القصيرة جدا، كالاختزال والتكثيف والمفارقة والإدهاش والمفاجأة وعرض الحالات والمواقف، وغيرها من الخصائص والعلاقات مع الفنون السردية والشعرية والتمثيلية والحكائية التقليدية. لذا لم تكن غايتنا هي تحويل كتابنا هذا إلى دراسة نقدية شاملة لفن القصة القصيرة جداً في العالم العربي أو في المغرب، وإنما هي بلورة التصور النظري في المقام الأول«.