بعث الكاتب الأول للحزب إدريس لشكر رسالة تعزية في وفاة الشهيد والمناضل التقدمي شكري بلعيد إلى نور الدين الري، القائم بالأعمال بالنيابة بالسفارة التونسية بالرباط، هذا نصها: «تحية نضالية وبعد لقد تلقى المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بألم كبير، خبر الفاجعة التي ألمت ببلادكم، وبكل الديموقراطيين في العالم عموما وفي المغرب الكبير خصوصا، حين امتدت يد الغدر بالرصاص لاغتيال الشهيد شكري بلعيد، المناضل التقدمي والقائد الديموقراطي الكبير، وأحد الوجوه البارزة في الدفاع عن العقل وعن قيم التقدم الإنسانية. إن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي خبر مناضلوه الغدر الظلامي والخديعة الأصولية المتطرفة، باغتيال أحد قادته الأوفياء الشهيد عمر بنجلون، في بداية السبعينيات من القرن الماضي، ليشعر بمدى الألم الذي يعتصر الآن قلوب رفاق الشهيد وإخوانه وفئات الشعب التونسي بكل أطيافها، وهي تقدم على منبر الحرية جثمان أحد أبنائهاالبررة. إن الرصاصات التي توجهت الى رأس الشهيد أرادت أن تسكت صوتا جهوريا من أصوات الحرية والتقدم، وكذلك توجهت الى اغتيال الفكرة الإنسانية النبيلة لثورة الياسمين المجيدة، والتي فتحت فجر الانعتاق والتحرر أمام أبناء الشهيد فرحات حشاد، أول شهيد بيد الاستعمار على درب الانعتاق. وإذ أدين، أصالة عن نفسي ونيابة عن أخواتي وإخواني في قيادة الاتحاد، وباسم كافة الاتحاديات والاتحاديين، الجريمة الشنيعة والجبانة لقوى التكفير والرجعية، أعبر عن مطلق تضامننا مع الشعب التونسي الشقيق، وإيماننا بقدرته الثورية الخلاقة على تجاوز هذا الامتحان الصعب، ومواجهة كل المخططات والسيناريوهات التي تريد الشر بثورته وبمستقبله، وإننا لمتيقنون بأن الشعب الذي نجح في الثورة ضد الطغيان والتحكم، سيظل وفيا لرسالة الشهيد شكري بلعيد، ولكل شهداء ثورته المظفرة، حارسا للبوابة الشرقية لمغربنا الكبير من فلول التدين الرجعي، وحافظا لمبادئ الحركة الشعبية التحررية ، من مقاومة الاستعمار الى مقاومة تجلياته الجديدة في الرجعية والاستبداد والردة. رحم الله شهيدنا وشهيدكم، وحفظ الله تونس الخضراء من كل سوء"