أجرى ادريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، محادثات مع ألبرطو نافارو، السفير الاسباني بالمغرب الذي قام بزيارة بوم الاربعاء لمقر الحزب المركزي بالرباط، تمحورت حول تطوير وتقوية علاقات الصداقة ما بين إسبانيا والمغرب. كان اللقاء مناسبة سانحة ليستعرض السفير الاسباني تاريخ العلاقات الثنائية التي تجمع المغرب بإسبانيا، سواء على المستوى الرسمي والحكومي، وتطورها على أكثر من صعيد سواء على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، مبرزا في هذا السياق أن اسبانيا تعتبر أول شريك تجاري بالنسبة للمغرب. كما شكل اللقاء الذي حضره كل من يونس مجاهد عضو المكتب السياسي وعبد المالك الجداوي مسؤول عن العلاقات الخارجية بمقر الحزب، فرصة مواتية للحديث عن الزيارة الملكية للعاهل الاسباني خوان كارلوس للمغرب في بداية شهر مارس المقبل، وكذلك زيارة الكاتب العام للحزب الاشتراكي العمالي الاسباني، والتي من المتوقع أن تكون ما بعد هذه الزيارة الملكية. وبنفس المناسبة، عبر السفير الاسباني عن وتهانيه بنجاح أشغال المؤتمر الوطني التاسع لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، واستعداد اسبانيا للعمل المشترك من أجل تقوية العلاقات الثنائية مع هيئات المجتمع المدني، مذكرا بالزيارات التي تنظمها سفارة اسبانيا لفائدة النساء البرلمانيات المغربيات لإسبانيا أو الزيارات المماثلة والتي تهم الشباب المغربي. ومن جهته انتهز لشكر المناسبة من أجل تقديم تهانيه من خلال السفير الاسباني للعاهل الاسباني على نجاح العملية الجراحية التي أجريت له ، ثم الترحيب بالزيارة المرتقبة لجلالته بالمغرب في بداية شهر مارس القادم. وأكد لشكر أن عمق العلاقات الثنائية التي تجمع ما بين اسبانيا والمغرب عبر التاريخ ، لدليل على أن البلدين لهم مصالح مشتركة ومستقبل واحد يدعوهم من أجل تقوية وتمتين هذه العلاقات على جميع الأصعدة، خاصة على مستوى هيئات المجتمع المدني والأحزاب السياسية. وأشار لشكر في ذات السياق إلى أن السلم والأمن والاستقرار يشكلون إحدى الأولويات والركائز الأساسية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والمغرب في المنطقة ومحيطها الجهوي، مبرزا أن ما وقع في ساحل مالي له تداعيات ونتائج خطيرة على الأمن والاستقرار بالمنطقة بصفة عامة، ما يستدعي الانتباه والحذر لخطورة ما يقع في المنطقة برمتها، والعمل على التصدي مستقبلا لكل الانفلاتات والانزلاقات المحتملة التي بإمكانها أن تشكل تهديدا حقيقيا لاستقرار وأمن المنطقة. واستعرض لشكر أمام السفير الاسباني مختلف المحطات التي عرفها المؤتمر الوطني التاسع انطلاقا من التحضيرات والبرامج التنظيمية والسياسية للمرشحين، التي تم عرضها على الرأي العام الوطني في مختلف وسائل الإعلام، حتى انتخاب الأجهزة للحزب، مؤكدا في ذات السياق حرص القيادة على تفعيل مقررات المؤتمر التنظيمية والسياسية لكي يلعب الاتحاد الاشتراكي دوره الكامل في البلاد، ومن موقع المعارضة الذي اختاره الحزب، معارضة جماهيرية تمتد لكل شرائح المجتمع في البوادي والقرى، استعدادا للاستحقاقات القادمة. وفي مساء نفس اليوم، آستقبل الكاتب الأول شارل فريس، سفير فرنسا بالمغرب الذي أكد أن موقف فرنسا موقف واضح من قضية الصحراء، فهو موقف مدعم للمغرب من أجل إيجاد حل سياسي في إطار الأممالمتحدة، كما أن تواجد القوات الفرنسية بساحل مالي من أجل ضمان الاستقرار الأمني والوحدة الترابية لمالي وإقرار الديمقراطية ومحاربة الإرهاب بالمنطقة. كما طرح السفير الفرنسي عدة تساؤلات للنقاش السياسي أمام أنظار الكاتب الأول للحزب ادريس لشكر، خلال المحادثات السياسية التي دامت زهاء ساعتين، من قبيل الوضع السياسي بالمنطقة العربية والمغاربية والوطنية، ثم نتائج المؤتمر الوطني التاسع لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. خلال هذا اللقاء استعرض لشكر كل مراحل التحضير للمؤتمر الوطني للحزب ثم المحطات الأساسية للمؤتمر، مبرزا أنه لأول مرة بالمغرب يقوم حزب سياسي بانفتاح تجلى في التنافس على القيادة الحزبية من خلال وسائل الإعلام العمومي، ثم فتح الباب أمام الصحافة إبان أشغال المؤتمر لحضور ومعاينة العملية الديمقراطية لانتخاب الكاتب الأول للحزب التي تمت على دورتين. وأوضح لشكر بنفس المناسبة، أن ما ينشر على الصحافة الوطنية بخصوص نتائج المؤتمر الوطني الثاني يقصد به البعض إثارة الضجة الإعلامية، ويسعى آخرون للتضخيم من أجل النيل من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي سيظل شامخا أمام كل المناورات والدسائس. وفي ما يتعلق بالموقف السياسي للحزب من العمل الحكومي، سجل لشكر أن الحزب لايزال ملتزما بالمعارضة وسيعمل ضمن برنامج سياسي على بلورة كل مقررات المؤتمر الوطني التاسع التي ساهم فيها كل مناضلي الحزب، كما أنه سيعمل على إقرار -الى جانب المعارضة المؤسساتية والبرلمانية - معارضة تمتد في كل الواجهات عبر القنوات والأذرع التي يتواجد بها الحزب كالعمل النقابي، والإعلامي، وتدبير الشأن المحلي والارتباط بقضايا الجماهير الشعبية والفئات المحرومة. وشدد لشكر على أن موقف الاتحاد الاشتراكي من الأزمة المالية موقف داعم للدولة المغربية، إيمانا منه بأن الوحدة الترابية للشعوب وسيادتها على أوطانها، قضايا مقدسة وثابتة في توجهاته السياسية ومبادئه وقيمه، خاصة أن ساحل مالي قضية من قضايا المنطقة برمتها، وكل زحزحة في استقرارها يتهدد المنطقة بكاملها، وكل المخاطر الارهابية والجريمة المنظمة وشبكات التهريب والاتجار في البشر أيضا تشكل تهديدا حقيقيا لكل دول المنطقة بأسرها. كما استعرض لشكر التحولات التي عرفتها المنطقة العربية والمغاربية من خلال الربيع العربي، مبرزا الحالة الاستثنائية التي عرفها المغرب وكذا الأسباب السياسية التي كانت وراء ذلك، حيث عرف إصلاحات سياسية ودستورية، وكان هناك نوع من الاستباقية لدى الاتحاد الاشتراكي خلال مؤتمره الوطني الثامن الذي دعا لهذه الإصلاحات السياسية والدستورية، وترجم ذلك من خلال مذكرة رفعت لجلالة الملك حول هذه الإصلاحات قبل هذا الربيع العربي، ناهيك عن التراكمات السياسية والنضالية للشعب المغربي التي شهدها منذ عدة سنين ما جعله يشكل حالة فريدة واستثنائية ومارس ربيعه العربي بطريقته المغربية.