استهلك المغاربة خلال سنة 2012 ما يفوق 30 مليار دقيقة من المكالمات، وهو ما يعني بصيغة أخرى وقياسا إلى متوسط كلفة سعر الدقيقة الواحدة من المكالمات، المحدد في 65 سنتيما، أن المغاربة أنفقوا خلال العام الماضي ما يناهز 19.5 مليار درهم للاتصال الهاتفي، وهو مبلغ أنعش مالية شركات الاتصالات الثلاث العاملة في المغرب، كما أن جزءا هاما منه تحول على شكل رسوم وضرائب إلى خزينة الدولة. وقد أكد وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة عبد القادر اعمارة خلال مراسيم توقيع اتفاقية استثمار لاتصالات المغرب بأزيد من 10 ملايير درهم أول أمس أن «مدة المكالمات الهاتفية تعرف حاليا تزايدا كبيرا. ففي سنة 2010 كنا عند حدود 10 ملايير دقيقة، وفي سنة 2011 بلغنا 23 مليار دقيقة، وننهي سنة 2012 بأكثر من 30 مليار دقيقة، وهو ما يعكس حركة استخدام متزايد أكثر فأكثر». والتزمت اتصالات المغرب بمقتضى بنود هذه الاتفاقية، التي وقعها عبد السلام أحيزون مع الحكومة بإنجاز على مدى ثلاث سنوات 2013-2015، برنامج استثماري بمبلغ إجمالي يصل إلى 10 ملايير و87 مليون درهم وخلق 500 منصب شغل مباشر. وستقوم اتصالات المغرب، من خلال هذا البرنامج الاستثماري، بتحديث وتوسيع البنيات التحتية لشبكتها حتى تستجيب للحاجيات المتنامية في مجال خدمات الهاتف النقال والأنترنيت ذي الصبيب العالي وكذلك توسيع شبكة الألياف البصرية ذي الصبيب العالي. وسيمكن هذا البرنامج من إقحام آخر الابتكارات والتكنولوجيات الجد المتطورة واستبدال مجموع التجهيزات المستعملة حاليا. كما سيخلق هذا البرنامج الاستثماري خمسة مائة منصب شغل قار ومباشر. وبهذه المناسبة، صرح عبد السلام أحيزون «بهذا الحجم الاستثماري الكبير، ستعيش اتصالات المغرب نقطة تحول حاسمة في تاريخها، حتى تتمكن من رفع تحدي تغيير جيل التكنولوجيات والخدمات المرتبطة بها». كما أضاف « يشكل هذا البرنامج الاستثماري قاطرة حقيقية لدمقرطة الولوج للتكنولوجيات الحديثة، الضرورية لضمان التنمية الاقتصادية والبشرية للمملكة». وإلى جانب 10 ملايير درهم التي ستستثمر في المغرب بين 2013 و2015 في إطار هذا البرنامج، ستضاف 4 ملايير درهم من الاستثمارات من طرف مختلف فروع المجموعة في جنوب الصحراء وفي نفس المدة الزمنية.