لحظات قليلة بعد أذان عشاء يوم الجمعة 5 يناير2013 ، عرف دوار عبدالجليل المساعدة بجماعة سيدي حجاج بإقليم مديونة، هز المنطقة دوي انفجار بإحدى البنايات العشوائية ، التي حُولت الى معمل لتفتيت وصناعة البلاستيك ، مما جعل الساكنة المجاورة تخرج مهرولة في اتجاه مكان الحادث ، حيث كانت ألسنة النيران تتصاعد بقوة نتيجة هبوب الرياح ، بالاضافة الى توالي الانفجارات بسبب وجود مواد قابلة للاشتعال كانت متواجدة ببعض الحاويات الصغيرة بمخزن المعمل، والتي كانت سببا في انهيار جدران «المصنع» الذي اصبح عبارة عن أطلال، دون إغفال تطايرأبواب وزجاج سيارة كانت متوقفة أمام المعمل! العمال السبعة أصيبوا بحروق خطيرة ، من الدرجة الثانية والثالثة واثنان منهما فقدا بصرهما، لينقل جميع المصابين إلى قسم الحروق بمستشفى ابن رشد. مصادر من عين المكان أكدت أن أغلب هؤلاء العمال يتقاضون أجرا أسبوعيا قدره400 درهم ، ويشتغلون في غياب تام لقانون الشغل، وكذا الحد الأدنى من شروط السلامة. عملية إطفاء الحريق من طرف رجال الوقاية المدنية التي واكبتها مساعدة شباب الساكنة، كانت جد صعبة ، بالنظر لضعف المعدات والثقوب التي كانت توثث بعض الخراطيم وبعد المسافة انطلاقا من الادارة الاقليمية ببلدية مديونة، في ظل توقف الاشغال منذ فترة بثكنة المنطقة لاسباب مجهولة ، وقد دامت العملية أكثر من خمس ساعات، بعدما تمت الاستعانة بتعزيزات اضافية من البيضاء. ولولا الألطاف الالهية لحدثت مأساة حقيقية ، نظرا للمستودعات المجاورة التي تحتوي على مواد البلاستيك والخشب وكذا مخزن للقنينات الغازية. وقد انتقلت إلى مكان الحادث مختلف السلطات ، من ضمنها عامل الاقليم ومصالح الدرك الملكي ، التي فتحت تحقيقا لمعرفة أسباب اندلاع النيران، في وقت اختلفت الروايات ، حسب مصادر الجريدة، بين عدم أخذ أحد العمال الاحتياط اثناء تحضير وجبة العشاء ورمي بقايا سجارة بقرب المواد القابلة للاشتعال ، و عملية الضغظ على إحدى الالات المتخصصة لتفتيت مادة البلاستيك التي كانت سببا في تماس كهربائي. ويبقى هذا الحادث الذي خلف هلعا كبيرا بين صفوف الساكنة ، الثاني من نوعه الذي شهدته المنطقة في أقل من 15يوما، بعد حادث دوار اولاد حادة، حيث التهمت النيران مخزن إحدى الشركات المتخصصة في استيراد وتوزيع مواد التنظيف ومبيدات الحشرات، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول «قانونية» نشاط هذه المعامل التي يشتغل بعضها في سرية تامة؟!