أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الخميس المشاركة في مهرجان حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بمناسبة مرور 48 عاما على انطلاقتها، والذي يقام في قطاع غزة لأول مرة منذ الاقتتال الذي وقع بين الحركتين عام 2007، معتبرة أن مشاركتها تساهم في ترسيخ الأجواء الإيجابية تأسيسا لمرحلة جديدة على طريق تحقيق الوحدة الوطنية. وقدم المتحدث باسم حماس فوزي برهوم في بيان صحفي ، التهنئة لحركة فتح في ذكرى انطلاقتها السنوية ، معتبرا أن «هذه الأجواء الإيجابية والتفاعل الشعبي في غزة هو إنجاز لحماس كما هو إنجاز لحركة فتح». وأكد برهوم أن حماس -التي ستشارك فتح هذا المهرجان- معنية بنجاحه وإتمامه على أكمل وجه، كما أن الحكومة في غزة والكل معني بذلك. وقال إنه يجري توفير كافة المتطلبات لإنجاحه «والاستمرار في ترسيخ هذه الأجواء الإيجابية ، كي نؤسس جميعا لمرحلة جديدة على طريق تحقيق الوحدة الوطنية». ويحمل مهرجان فتح -الذي أقيم بعد ظهر أمس في ساحة السرايا الرئيسية وسط مدينة غزة- شعار «الدولة والانتصار» احتفاء بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 29 نونبر الماضي ترقية مكانة فلسطين لديها إلى صفة دولة مراقب غير عضو تتمتع بتأييد دولي واسع. وتشهد الساحة تواجدا لعشرات الآلاف من أنصار فتح منذ أيام خاصة في ساعات المساء، وذلك بعد إتمام ترتيبات فنية تضمنت إقامة مسرح كبير يجسم المسجد الأقصى، حيث يحتفلون بانطلاقة حركتهم وهم يلوحون براياتها الصفراء على وقع أغان من التراث الفلسطيني وأخرى تمجد حركة فتح. وكانت قيادات من فتح قد وصلت إلى غزة قادمة من الضفة الغربية، أبرزها عضو لجنتها المركزية جبريل الرجوب الذي تفقد الساحة الرئيسية فور دخوله من معبر بيت حانون الذي يسيطر عليه الجيش الإسرائيلي. كما اجتمع الرجوب على رأس وفد من فتح مع رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة إسماعيل هنية، وأكدا على تكاتف كافة الجهود لإنجاح المهرجان والحفاظ على الأجواء الإيجابية لدفع جهود تحقيق المصالحة. من جانبه وصف القيادي في حركة (فتح) نبيل شعث اللقاء مع رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية بغزة بأنه كان «إيجابيا»، وبأنه مقدمة لمصالحة كاملة وحقيقية مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وقال شعث -في تصريحات صحفية إن حماس أبدت خلال اللقاء كل الروح الطيبة لإنجاح مهرجان حركة فتح، مشيرا إلى أن كل الفصائل الوطنية والإسلامية ستشارك في المهرجان. وأشار إلى أن اللقاء مع هنية لم يتناول - بشكل عميق أو إستراتيجي - ملفات المصالحة الفلسطينية والمرحلة القادمة، وأوضح أن «ما حدث فقط كان يؤكد أننا متجهون نحو المصالحة ونحو خطوة وحدوية». وأضاف أن الأجواء في قطاع غزة تعكس حالة الفرح في صفوف أبناء فتح وكل الفلسطينيين، الأمر الذي اعتبره خطوة حقيقية في طريق لملمة البيت الفلسطيني. ورجح شعث أن تكون كلمة حماس خلال المهرجان ضمن كلمة القوى والفصائل الفلسطينية وليس ككلمة منفصلة. وكان هنية قال -عقب لقائه وفد فتح برئاسة شعث- إن «هذا الحفل وهذه الأجواء تفرش الطريق أمام المصالحة وإنهاء الانقسام، وأعطينا التعليمات الواضحة للأجهزة الأمنية لإنجاح المهرجان بكافة السبل». وتقيم فتح مهرجان انطلاقتها في ساحة السرايا الرئيسية وسط مدينة غزة ظهر الجمعة، بعد أن كانت حماس رفضت طلبها الأول بإقامة المهرجان في ساحة الكتيبة. وأكد هنية اكتمال استعداد حكومته وأجهزته الأمنية للتعامل مع مهرجان فتح، معتبراً أن قرار السماح بحفل الانطلاقة اتخذ قياديا بكل قناعة ورغبة حقيقية من أجل فتح صفحة جديدة من العلاقة والاستفادة من التجربة الماضية. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال ظهر أول أمس الخميس في اجتماع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في رام الله، إنه يأمل أن تمهد احتفالات غزة للوصول إلى المصالحة التي أكد أنها «الهدف المنشود» بعد الحصول على الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأممالمتحدة. ويتضمن المهرجان كلمة متلفزة لعباس الذي لم يزر غزة منذ سيطرة حماس على الأوضاع فيها، وكلمة للفصائل الفلسطينية يلقيها القيادي في حماس روحي مشتهى الذي اعتقلته إسرائيل لسنوات وأفرجت عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى مع الحركة يوم 18 أكتوبر الماضي، وكذلك كلمة لحركة فتح يلقيها القيادي نبيل شعث. ويشارك أعضاء كتائب الأقصى في حفظ أمن المهرجان، بينما يتوقع أن تشارك الشرطة بتنظيم حركة المرور في الشوارع المحيطة، مع الحرص على عدم الاحتكاك بالقادمين. ويعود آخر مهرجان جماهيري نظمته فتح في غزة إلى 13 نونبر 2007 لإحياء ذكرى وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات، وجرت اشتباكات أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى.