قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن نجاح المهرجان الذي احتفلت من خلاله حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في قطاع غزة بالذكرى ال48 لانطلاقتها، هو خطوة حقيقية باتجاه تحقيق المصالحة ووحدة الصف الفلسطيني. وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري يوم أمس الجمعة 4 يناير الجاري إن الاحتفال جرى بسلاسة، وإن حركته تعاملت مع مهرجان حركة فتح على أنه "مهرجان للوحدة الوطنية الفلسطينية" و"مناسبة وطنية"، ووفرت كل التسهيلات لضمان نجاحه. واعتبر أن "هذا النجاح هو إنجاز لحركة حماس مثلما هو إنجاز لحركة فتح، وأن "هذه الأجواء الإيجابية هي خطوة على طريق استعادة الوحدة الوطنية". تسهيلات وحماية وشارك مئات الآلاف من الفلسطينيين في حشد جماهيري نادر في المهرجان الذي نظمته في غزة الجمعة حركة فتح، التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وهو الاحتفال الأول من نوعه لفتح في القطاع منذ سيطرة حماس عليه في منتصف يونيو/حزيران 2007. وفي السياق نفسه، هاتف رئيس الحكومة الفلسطينية المقال إسماعيل هنية مساء الجمعة عباس، وهنأه بالاحتفال وبذكرى تأسيس حركة فتح. وقال بيان صادر عن مكتب هنية إن هذا الأخير عبر عن "ارتياحه للوقائع منذ قرار السماح باحتفال الانطلاقة للآن، بشكل يعكس إرادة سياسية لدى الحكومة التي تؤمن بالتعددية السياسية، وتسعى للعبور لمرحلة جديدة من العلاقات الوطنية". ومن جهته، قال الناطق باسم الحكومة المقالة طاهر النونو إن الحكومة تابعت عن كثب مجريات حفل انطلاقة فتح، و"قامت بدور إيجابي فعال لإنجاح هذه الفعاليات، ورعت وزارة الداخلية وصول ومشاركة الجماهير، مما شكل إنجازا للحكومة وأجهزتها كواجب وطني تجاه مكونات شعبنا". محمود عباس أكد في كلمة متلفزة ضرورة إنهاء الانقسام (الجزيرة) الوحدة والمصالحة وكان عباس قد توقع -في كلمة متلفزة ألقاها أمام الحاضرين في المهرجان- انتهاء حالة الانقسام التي استمرت منذ الاقتتال بين مسلحي الحركتين في القطاع عام 2007. ودعا إلى العمل الموحد بين الحركتين، وقال إنه "لا بديل عن الوحدة من أجل بلوغ الأهداف الوطنية وتحقيق النصر"، وأضاف "بدعم الأشقاء والأصدقاء في العالم الحر، سنحتفل بتحرير فلسطين، فالنصر قادم.. قادم"، مؤكدا أنه سيقوم قريبا بزيارة غزة. وأكد عباس الوحدة بين قطاع غزة والضفة الغربية، قائلا "نولي جل اهتمامنا لرفع الحصار عن غزة لكي تكون متصلة بباقي الوطن"، مشيرا إلى أن غزة "حاضنة الثورة ومفجرة الانتفاضة الأولى". وبعد كلمة عباس، أنهت فتح مهرجانها دون استكمال البرنامج الذي كان مقررا له، ووردت أنباء عن خلافات بين أنصار عباس والقيادي المفصول من الحركة محمد دحلان. في حين قال يحيى رباح نائب المفوض العام لحركة فتح إن إلغاء باقي فقرات المهرجان جاء بسبب ضعف القدرات اللوجستية والتقنية وبسبب التدفق الجماهيري. مشاحنات وتحدث حاضرون عن مشاحنات بين مؤيدين لدحلان وآخرين مؤيدين لعباس، بينما تحدث صحفي يشارك في تغطية المهرجان عن "مشاكل فنية يعتقد أنها متعمدة أدت لعدم استكمال فقرات المهرجان". وكان يفترض أن يلقي القيادي في حماس روحي مشتهى كلمة الفصائل الفلسطينية، فيما كان من المقرر أن يلقي شعث كلمة فتح، وانتصار الوزير كلمة المرأة الفلسطينية، وهي كلمات ألغيت جميعها. وأكد المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري رسميا أن فتح طلبت من حماس عدم الحضور للمهرجان بسبب الفوضى وفقدان السيطرة على منصة الحفل. وقال عضو اللجنة المركزية للحركة نبيل شعث إن "التقديرات تقول إن أكثر من مليون مواطن شاركوا في مهرجان الانطلاقة، إنها مليونية الانطلاق ال48 لفتح والثورة الفلسطينية". وحمل مهرجان فتح -الذي أقيم في ساحة السرايا الرئيسية وسط مدينة غزة- شعار "الدولة والانتصار"، احتفاء بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ترقية مكانة فلسطين لديها إلى صفة دولة مراقب غير عضو.