أفاد مصدر أمني بأن عشرة أشخاص ممن أوقفوا في مواجهات يوم الجمعة الماضي بسيدي يوسف بن علي، قد أحيلوا يوم أمس الاثنين 31 دجنبر 2012 على النيابة العامة. و أضاف ذات المصدر أن الموقوفين المعنيين يشتبه في تورطهم في التحريض على استعمال العنف ضد القوات العمومية في أحداث يوم الجمعة و التي أصيب فيها حوالي سبعين عنصرا أمنيا. أفاد مصدر أمني بأن عشرة أشخاص ممن أوقفوا في مواجهات يوم الجمعة الماضي بسيدي يوسف بن علي، قد أحيلوا يوم أمس الاثنين 31 دجنبر 2012 على النيابة العامة. و أضاف ذات المصدر أن الموقوفين المعنيين يشتبه في تورطهم في التحريض على استعمال العنف ضد القوات العمومية في أحداث يوم الجمعة و التي أصيب فيها حوالي سبعين عنصرا أمنيا . و استمرت حالة الاستنفار بمنطقة سيدي يوسف بن علي يوم الأحد ، الذي عرف مناوشات بين جماعات من الشباب و القاصرين و قوات الأمن التي تدخلت لتفريقهم . وواصلت الفرق الأمنية المختصة بحثها عن مطلوبين توجه لهم تهمة التخطيط لجر المنطقة لوضعية مأزومة عبر دفع الاحتجاج عن فواتير الماء و الكهرباء ليتحول إلى معركة عنيفة ، و تحريض بعض الأشخاص على مواصلة مهاجمة قوات الشرطة و تسخير التلاميذ لذلك . وتم اعتقال ستة أشخاص يوم الأحد يوجد من ضمنهم مؤذن بمسجد بالمنطقة و بعض الأشخاص المعروفين بانتماءاتهم لتيارات دينية ، في حين مازال البحث جاريا عن المتهم الأول في التحريض، و هو صاحب محل لبيع المأكولات بمدخل سيدي يوسف بن علي . و تحاول السلطات بمراكش تهدئة الوضع الذي تفجر في سياق توقيت دقيق و جد حساس مطبوع باحتفالات رأس السنة، التي تستقطب فيها المدينة ضيوفا من عيار ثقيل من شخصيات سياسية و نجوم من عوالم الفن و الرياضة و المال . و هي نفس الفترة التي تحظى بموقع استراتيجي في الحياة السياحية التي تعرف أصلا في هذه السنة تراجعا قدرت نسبته ب 10 بالمائة . و في هذا الصدد ذكر بعض المهنيين أن بعض السياح قد ألغوا حجوزاتهم ، بعد شيوع خبر مواجهات بسيدي يوسف بن علي في وسائل الإعلام الدولية . لكنهم أكدوا أن هذه الإلغاءات جد قليلة و قد يكون بعضها مرتبطا بظروف شخصية للزبناء أكثر منها بسبب تخوفات أمنية. و في ذات السياق علمت «الاتحاد الاشتراكي» أن قرارا بتنقيل مسؤول أمني بمراكش و وضعه رهن إشارة الإدارة الأمنية بإقليم بالجنوب قد صدر مساء يوم الأحد عن المديرية العامة للأمن الوطني . و يتحدث أمنيون عن ترقب تنقيلات مماثلة في صفوف بعض المسؤولين بالمدينة بعد المؤاخذات التي سجلت على التدخل الذي قامت به القوات العمومية في مواجهات يوم الجمعة . و تسببت المواجهات في إغلاق كل المحلات أبوابها يومي الجمعة و السبت و صباح الأحد، مما أحدث ضررا كبيرا لأصحابها و لعموم السكان الذين وجدوا صعوبات في التزود بما يلزمهم من مواد غذائية. فيما اضطر أغلب السكان للزوم بيوتهم مخافة تعرضهم للعنف . و مثلما تضررت الحياة الدراسية بعد إغلاق المدارس في وجه التلاميذ طيلة يوم السبت بعدما سخر عدد كبير منهم في مواجهات يوم الجمعة. «الاتحاد الاشتراكي» انتقلت أمس الاثنين إلى دروب حي سيدي يوسف بن علي لزيارة الجرحى والاستماع إلى رواياتهم عن الأحداث وكيف اندلعت وكيف أصيبوا؟؟.. كثرون رفضوا الكلام، أما الصور فبالقطع رفضوا أن تلتقط لهم، قال والد أحد الجرحى: «نحترم جريدة الاتحاد الاشتراكي، لكننا نخاف من اعتقال ابننا إذا ما ظهرت صورته في الصحف أو أدلى بأي تصريح». مثل هذا الكلام تكرر كثيرا على مسامعنا في مختلف الدروب والأزقة التي جبناها ، وبدرب الكبص كانت الشجاعة لأحد المصابين يدعى (خ) وهو شاب يبلغ من العمر 25 سنة ليحكي لنا كيف أصيب دون أن تكون له أية علاقة بالأحداث يقول: «بعد اندلاع المواجهات بعد ظهر يوم الجمعة عاشت الأسرة نوعا من الذعر والخوف خاصة والدتي التي كانت تبكي وهي خائفة عن مصير أختي الصغيرة التي كانت عندها في المدرسة فاضطررت للذهاب للبحث عنها من مدرستها ، حينها ظهرت لي مجموعة من الناس ترشق بالحجارة عناصر أمنية التي كانت تطاردهم وهي مدججة بالهراوات، فجأة نزلت علي حجارة على مستوى الكتف لأُحس بألم فظيع، في اللحظة ذاتها تبين لي أن هناك بناية منهارة وأن بعض الشبان يأتون منها بالحجارة لرشق رجال الامن وقد رأيت بعضهم مضرجا بالدماء .. المهم أنني في الأخير هربت إلى بيتنا متحملا الألم ، حيث لم أذهب إلى المستشفى إلا في اليوم الموالي...» . وبدرب العساس قالت لنا امرأة بأن ابن اختها كان ضمن المفرج عنهم بعدما كان معتقلا ، وأضافت أن المحرضين يدفعون بالشبان إلى الواجهة بعد زعموا أن القوات الأمنية «تقتِّل» في أبناء سيدي يوسف بنعلي وان هناك من سقط صريعا وهذا ما أجج غضب الكثير من الشبان.. امرأة أخرى قالت بأن هناك مجموعة تتكون من 20 شخصا من ضمنهم عدد من الملتحين الذين جندوا أنفسهم طيلة ليلتي الأربعاء والخميس يدقون أبواب البيوت ويدعون السكان للخروج للاحتجاج بعد صلاة الجمعة.. واستغلت المساجد في نشر هذه الدعوة عند صلاة الصبح ليوم الجمعة! يينما تحدثت إحدى النساء عن كيفية استغلال القاصرين والتلاميذ ، حيث قالت بأن المحرضين أغروا القاصرين والتلاميذ بالنقود للدفع بهم لإثارة الفوضى والرشق بالحجارة.. وتحدث لنا رجل يشتغل حمالا بأنه رأى عشرات من المصابين وأن الناس كانوا يدخلونهم لبيوتهم بسرعة، لأن الذهاب بهم إلى المستشفى قد يؤدي بهم إلى الاعتقال، وقال رأيت الناس يفرون من كل صوب وحدب وأن نوعا من الاختناق أصاب البعض، خصوصا حين تم استعمال القنابل المسيلة للدموع.. وأضاف رأيت شابا تلقى ضربة بهراوة أمنية أصيب بكسر وتحمل الألم وهرب إلى زقاق حيث حمله أربعة أشخاص وأدخلوه إلى أحد البيوت».