بلغ عدد المصابين بداء التهاب السحايا «المينانجيت» بالعاصمة الاقتصادية إلى غاية أول أمس الثلاثاء 26 دجنبر، 78 مصابا مع تسجيل 12 حالة وفاة نتيجة التعرض لهذا المرض من مختلف الأعمار، مقابل إصابة 77 شخصا و تسجيل 14 حالة وفاة خلال السنة الفارطة. هذا في الوقت الذي أكدت فيه مصادر رسمية، أن عدد حالات الاصابة بهذا الداء التي تم تسجيلها في الفترة مابين يناير و يونيو 2012 ، بلغت على الصعيد الوطني 510 حالات إصابة، من بينها 48 حالة وفاة بنسبة 9.4 في المائة، مقابل 579 حالة خلال نفس الفترة من السنة الفارطة 2011، والتي عرفت تسجيل 82 حالة وفاة بنسبة 14.2 في المائة . وينتج مرض التهاب السحايا عن إصابة غشاء المخ بالتهاب من جراء إصابة جرثومية يمكن ان يتسبب فيها فيروس أو بكتيريا أو أشياء أخرى، وفي حالة الاصابة بالفيروس، تفيد مصادر طبية، فإن الشفاء يتم بدون مشكل عكس البكتيريا المتعددة أنواعها، مضيفة بأن عدد الاصابات بهذا الداء الأكثر شيوعا تكون نتيجة لبكتيريا «المينانكوكوك» سواء تعلق الأمر ب «الفصيلة » «أ ب س w135 y ...»، بالاضافة إلى أنه يمكن للغشاء أن يصاب بجرثومة «البنوموكوك» المؤدية إلى التهاب السحايا ثم «الايموفيليس»، كما يمكن أن يصاب بجرثومة معروفة هي «كوخ» . وفي اتصال هاتفي ل «الاتحاد الاشتراكي» بالدكتور عمر المنزهي مدير مديرية الاوبئة بوزارة الصحة، أوضح بأنه يمكن الحديث عن هذا المرض عند ظهور أعراض من قبيل ارتفاع درجات الحرارة ما فوق 38 درجة، تقيؤ شديد، تشنج عضلات الرقبة والظهر وآلام في الرأس، مضيفا بأنه تتم إزالة الماء المتواجد بالنخاع الشوكي على مستوى الظهر الذي يمكن من الرؤية الاولية أن يستشف إن كان المخ مصابا إذا ماكان الماء «معكرا»، أما في حال كان لونه أبيض «eau de roche» ، فإن ذلك يعتبر مؤشرا إيجابيا، وقد يتعلق الامر بإصابة بفيروس او بميكروب السل، فيتم إرساله من أجل الخضوع للتحاليل التي يكون جوابها واضحا حول وجود الاصابة من عدمها. الدكتور المنزهي اعتبر بأن حالات الاصابة بداء التهاب السحايا التي سجلت هي متفرقة ولاتعني أن هناك حالة وبائية، مضيفا أن العدد تقلص بفعل التلقيحات التي تم إدراجها ضمن البرنامج الوطني للتمنيع خاصة «الايموفيليس» و «البنوموكوك»، مشيرا في ذات الوقت إلى أن نسبة 80 في المائة من الاصابات المسجلة تتعلق ب «المينانجوكوك» من نوع « ب » الذي يعتبر أصعب الانواع ويمكن أن يتسبب في حالة وبائية، مؤكدا بأن التلقيح الخاص به لايزال غير متوفر ليس على المستوى الوطني فحسب، وإنما على المستوى العالمي، موضحا بأن هناك أبحاثا تجرى في هذا الصدد وتفيد المؤشرات الاولية بأن هذا التلقيح يمكن أن يكون متوفرا خلال السنة المقبلة. وفي السياق ذاته أكد المتحدث نفسه على أهمية الكشف والعلاج المبكر، موضحا بأن وزارة الصحة تعمل على تلقيح التجمعات السكنية المغلقة من سجون وداخيات ومؤسسات خيرية ...، كما تعمل على التدخل في محيط الحالات التي تسجل ، كما هو الحال بالنسبة لحالة الروض الذي توفي به طفل بالدارالبيضاء مؤخرا، والذي جرى تلقيح المعنيين بالأمر، فضلا عن اعتماد العلاج الكيميائي الوقائي بالنسبة للأشخاص المرتبطين بالمصاب/المصابين، مفيدا بأن كل سنة يتم تسجل ما بين 900 وألف حالة إصابة، قد تصل نسبة الوفيات منها إلى حدود 12 في المائة، مشددا على ضرورة التوجه إلى الطبيب فور ظهور الاعراض السالف ذكرها من أجل تدخل مستعجل، مضيفا بأنه يوم الاربعاء المقبل سيعقد اجتماع من أجل تقييم المخطط الاستراتيجي للوزارة في هذا الصدد.