سجلت مديرية الأوبئة في وزارة الصحة، السنة الجارية، ألفا و56 حالة إصابة بداء التهاب السحايا، المعروف ب" "المينانجيت"، جميعها حالات فرادية وليست نابعة عن أي وضعية وبائية. يعتبر التهاب السحايا، التهاب الأغشية التي تغطي الدماغ والنخاع الشوكي، إذ تظهر الإصابة به، إما بسبب التهاب بكتري أو فيروسي، إلا أن التهاب السحايا الفيروسي يعد الأكثر شيوعا، عبر العالم، في حين يشكل التهاب السحايا الجرثومي حالة طبية طارئة. في ما يلي نقدم بعض المعطيات التي قدمها ل"المغربية"، عبد الرحمان بلمامون، اختصاصي الأمراض الوبائية، وطبيب مسؤول في مديرية الأوبئة في وزارة الصحة، في تصريح ل"المغربية"، حول أسباب ظهور المرض في هذه الفترة من السنة وكيفية اتقاء خطورة الداء. السبب وراء ظهور الإصابات بداء السحايا في الفصل الحالي يتزامن تسجيل إصابات جديدة بداء التهاب السحايا، في الفترة الحالية بالمغرب، بالموازاة مع انخفاض درجة الحرارة، إذ تتعرض القصبات الهوائية والحنجرة لالتهابات مرتبطة بالفصول الباردة، تخترق خلالها الالتهابات الجرثومة المسؤولة عن مرض المينانجيت، والتي تعيش بشكل طبيعي على مستوى حنجرة الإنسان، بشكل سلمي. وتشكل هذه الالتهابات السبب الذي تندلع معه الإصابة بالسحايا، أي الغشاء المحيط بالمخ والنخاع الشوكي، ما يعسر الحركة العادية لفقرات الرقبة، نتيجة تصلبها. إلا أن هذه الحالات معزولة وفرادية وليست وبائية. أبرز أعراض المرض من أبرز الأعراض التي يجب الانتباه إليها، ارتفاع درجة الحرارة، أو الإصابة بالحمى، ظهور تشنج على مستوى فقرات العنق، الشعور بألم في العضلات، والغثيان والقيء. وينضاف إلى ذلك، البكاء غير المبرر ورفض الطعام، وشحوب الجلد، وقلة الحركة، والحساسية من الضوء الساطع. طبيعة المرض يظهر المرض في جميع دول العالم، والمغرب ضمن هذه الدول، حيث يصل المعدل السنوي لعدد الإصابات ألف حالة، فيما يتراوح عدد الوفاة جراءها، ما بين 10 إلى 14 في المائة، بينما تصل الوفيات في دول أخرى إلى 25 في المائة. يعتبر المرض مرضا قاتلا، إلا أن التكفل العلاجي السريع والناجع يخفض نسب الوفيات جراء الإصابة بالداء. أنواع المرض تتعدد أنواع الإصابة بالمينانجيت، إذ يكون وراءها مجموعة من الجراثيم، وليس نوع واحد، أهمها "المينانكوكوك"، نوع " A" و"B" و"C" و"Y"، ولذلك من المهم معرفة سبب المرض بكتيريا كان أم فيروسيا، لأنه يؤثر على حدة المرض وكذلك على طبيعة العلاج. كيفية الوقاية يجب على الأسر المسارعة إلى عرض أطفالهم على الطبيب بمجرد ارتفاع درجة حرارة أجسام أطفالهم، أو عند إصابتهم بالحمى أو عند ظهور تشنجات على مستوى العنق، لرفع نجاعة التدخلات الطبية ومد الطفل بالإسعافات والعلاجات الضرورية لحالته. التدابير الوقائية التي تتخذها وزارة الصحة في ظل عدم توصل البحث العلمي إلى لقاح مضاد لجرثومة "المينانكوك ب"، وهي أحد الفيروسات المسببات للداء، تلجأ وزارة الصحة إلى التلقيح الرباعي ضد الأنواع الأخرى من الميكروبات التي تتسبب في المرض، يستفيد منها المقيمون في الأماكن المغلقة، منها السجون والخيريات والداخليات المدرسية. وينضاف إلى ذلك، تقديم وزارة الصحة للعلاج الوقائي لمحيط الأشخاص المصابين عبر التدخل العلاجي، سواء داخل المحيط العائلي أو المدرسي، وهذه الأدوية عبارة عن علاج للالتهابات التي تظهر في المسالك الهوائية.