العابر لفضاءات وأزقة بلدية تيط مليل، سيلاحظ واقعا مزريا يتمثل في انتشار النفايات والأزبال، التي أصبحت تؤرق مضجع الساكنة بعدما أضحت تؤثث فضاءات وأحياء المدينة، وضع يدفع إلى الشعور بنوع من الغبن والمرارة لمنظر الأكياس البلاستيكية المنتشرة في كل مكان ولصناديق القمامة والحاويات ببعض الدواوير كالحاج موسى والمساعدة، والتي تتراكم الأزبال بجنباتها بعد أن تكون قد امتلأت عن آخرها وتُترك دون أن تفرغ! ناهيك عن بعض الاماكن التي أصبحت عبارة عن نقط سوداء ، تتحول ، بين الفينة والاخرى، إلى مطارح للأزبال تنفث الروائح الكريهة التي تزكم الانوف، والتي أضحت تساهم في تفشي بعض الامراض المعدية . ونتيجة لتفاقم هذه الوضعية المهددة للبيئة ولصحة الساكنة، أصبح المواطن يتساءل عن دور المجلس الحضري، الذي استكان هذه الايام إلى «الراحة والاسترخاء» بعد فترة صراع مرير مع رئيس المجلس، من أجل إسقاط الحساب الاداري الاخير، الذي تمت تزكيته بالاغلبية المطلقة لاعضاء المجلس عن طريق التصويت على البرمجة المالية، لتصبح بعض ذلك مصلحة المواطن في «الدرك الاسفل»، يقول بعض المتتبعين للشأن المحلي بالمنطقة . وتعود أسباب تفشي هذه الظاهرة بعدما كانت المدينة تعرف مستوى مقبولا من النظافة ، حسب مصادر الجريدة، الى الأعطاب الميكانيكية التي تصيب، يين الفينة والاخرى، أسطول النظافة المتكون من 3 شاحنات من نوع (ben_tazoz) لجمع الازبال من الازقة والشوارع وشاحنتين لنقل الحاويات الكبرى، لكن منذ 30 نونبر الماضي، سيعرف هذا «الاسطول» شللا تاما بفعل الاعطاب الميكانيكية! ومما زاد الطين بلة هو تواجد رئيس المجلس الحضري بالديار الفرنسية لمدة 15 يوما. ومن أجل إنقاذ ما يمكن انقاذه، تلجأ شغيلة النظافة أحيانا للاشتغال مساء، بعدما يتم إصلاح احدى الشاحنات أو كرائها، ممايطرح سؤالا عريضا حول المبالغ المالية التي تصرف على هذا القطاع، التي تبرمج خلال الميزانية العامة للمجلس بينما الواقع يحكي أسرارا اخرى؟!