تمكنت المصالح الأمنية الفرنسية - في إطار سعي محققيها منذ بداية التحقيقات لمعرفة إذا ما كان محمد مراح تصرف بمفرده أم أنه كان له شركاء، حين قتل في مارس سبعة أشخاص في تولوز ومونتوبان من بينهم المظلي الفرنسي من أصل مغربي، عماد ابن زياتن - من اعتقال شخص اعتنق الاسلام رفقة رفيقته السابقة. واستطاعت عناصر المديرية المركزية للاستعلامات الداخلية، مديرية مكافحة الإرهاب والشرطة القضائية، حسب مصادر اعلامية فرنسية، اعتقال شخص لا يتجاوز عمره 38 سنة من الغجر بمقر سكناه في مدينة «ألبي»، جنوب غرب فرنسا، له ماض جنحي متشعب يشبه إلى حد ما ذلك الذي عرفه محمد مراح، كما تمكنت ذات المصالح من اعتقال الرفيقة السابقة لهذا الغجري الحاصل على الجنسية الفرنسية، في مدينة تولوز بجنوب غرب فرنسا. وتحاول المصالح الأمنية الفرنسية التي سعت منذ البداية لمعرفة ما اذا كان محمد مراح تصرف منفردا أم كان له شركاء، أن تتأكد بشكل قطعي من فرضية كون هذا الرجل «قد يكون قدم مساعدة لمراح، ومعرفة كيف كان هذا الشاب، الذي كانت موارده المعروفة زهيدة، يمول نفسه أو كيف حصل على أسلحته لتنفيذ هجماته» ،وأيضا الوقوف على طبيعة هذه المساعدة إذا ما ثبتت. وحسب التحقيقات، فإن فهذا «الرجل الثالث» يعتقد انه كان موجودا في السيارة نفسها التي استخدمها محمد مراح وشقيقه عبد القادر حين سرقة الدراجة النارية التي استخدمت لارتكاب جرائمه، وقد تكون رفيقته السابقة علمت بالأمر ولم تقل شيئا. وحذرت مصادر مقربة من التحقيقات من الاستنتاج المتسرع بأن الموقوف، وهو صديق طفولة مراح، قد يكون «الرجل الثالث» المزعوم الذي أشير اليه منذ بداية التحقيق. في حين أكدت مصادر مختلفة مطلعة على الملف أن «الرجل الثالث» الذي يبحث عنه اختفى. يذكر أن شقيق محمد، عبد القادر مراح، الموجه له تهمة التواطؤ، سبق وأشار للمحققين إلى وجود «رجل ثالث» كان حاضرا معه ومحمد أثناء سرقة الدراجة النارية، لكنه رفض إعطاء المحققين اسم «صديق الطفولة» هذا الذي لم يتم التعرف إليه حتى الآن.