تتميز بلادنا بتنوع مكوناتها الثقافية واللغوية والإثنية، انطلاقا من انتمائها المتعدد الأبعاد إلى الحضارة الإسلامية والأمازيغية والعربية والإفريقية والمتوسطية والعبرية والأندلسية والحسانية. ولهذا فالحكومة مسؤولة عن تعريف المواطنين وبغنى وتعدد تراثهم ومصادره، ومسؤولة عن الحفاظ على الرأسمال الرمزي للمغاربة وتطويره وإغنائه. غير أننا نلاحظ ما آلت إليه وضعية بعض المآثر التاريخية من تدهور ناتج عن إهمال كبير لها وعدم الاكتراث بها . ماهي خطة الوزارة للعناية بالتراث الوطني والسهر على المحافظة على المآثر التاريخية وإنقاذها من التلاشي والتدهور والتهريب والسطو. محمد دعيدعة يعقب ووزير الثقافة يعترف بتفاجئه بتدمير بناية البريد بآسفي عاشت مدينة آسفي بحر هذه السنة على وقع ثلاثة أحداث مرعبة تمثلت الأولى في سقوط جزء من قصر البحر الذي يعود إلى الحقبة البرتغالية، ولازالت هذه المعلمة تعاني الإهمال التام؛ أما الحدث الثاني فهو هدم وتدمير بناية البريد وسط المدينة والذي يعود بناؤها لبداية القرن العشرين؛ أما الحدث الثالث فيتمثل في اختفاء نصب تذكاري بساحة بوالذهب يخلد لذكرى رحلة راع الثانية التي انطلقت من مدينة آسفي قبل 42 سنة؛ قصر القايد عيسى بن عمر العبدي لم يعد يحمل من هذا الإسم غير أطلال بدون أية عناية؛ يتعرض ضريح يوسف بن تاشفين للإهمال بمدينته التي بناها قبل أزيد من عشرة قرون، هذا الملك العظيم الذي حكم المغرب والأندلس وأذل قوات القشتاليين في معركة الزلاقة وتمكن من القضاء على فتنة ملوك الطوائف في الأندلس، يرقد اليوم في بناية متهالكة ما بين محطة للبنزين ومحطة لوقوف الحافلات في اغتراب بالمدينة التي بناها؛ قصر الباهية التي تلاشت أجزاء منها.. هذه الأحداث التي جاءت متتالية تؤشر على ضعف الاهتمام بالذاكرة التاريخية من طرف المسؤولين. وكأننا في حرب ضد الذاكرة الثقافية. إننا ندعو وزارة الثقافة والحكومة لإيلاء هذه المواضع الأهمية التي تستحق. كما ندعوها لإنقاذ المآثر التاريخية من التلاشي.. كما ندعو الوزارة للبحث عن كنوز بلادنا الثقافية التي لا يزال الكثير منها مغمورا والتعريف به داخليا وخارجيا.