"لا أملك إلا أن أندب مع النادبين وأتحسر مع الباكين المتحسرين، الذين ليس لهم من حيلة سوى التفرج والشكوى ولطم الخدين، تأسفا وتحسرا على ما يجري بحق التراث التاريخي لمدينة آسفي، والذين ليس لهم أي حول أو نفوذ، سوى محبة وثنية صادقة وعميقة لهذه الحاضرة، وأن أفعل مثل فعل النائحات والنائحين في التذكير بهذه المعلمة المعتدى عليها ..، وأن أصرخ عاليا في وجه الأوصياء على هذا التراث بهذه البلدة، علا شأنهم أو صغر، لأقول لهم كفاكم إهمالا واستهتارا وعبثا بالتراث المعماري والتاريخي لهذه المدينة" . الباحث والمؤرخ ابراهيم اكريدية حاضرة المحيط التي ورد اسمها ضمن أمهات المعاجم، وذكرها ابن بطوطة في مذكراته الشهيرة التي ترجمت إلى أكثر من عشرين لغة، وزارها وزير غرناطة لسان الدين بن الخطيب، وأُعجب بها الدون إمانويل ملك البرتغال فشيد بها كاتدرائية بهندسة فريدة، استبسل أهلها في مقاومة الغزاة البرتغاليين، وهو ما يفسر وجود أضرحة كثيرة على طول ساحل المدينة، تضم رفات العديد من المجاهدين، ووقع ثلاثة من أبنائها على وثيقة الاستقلال، ووصل ساحلها القائد الإسلامي عقبة بن نافع سنة681 م بعد أن ترك صاحبه شاكر لتعليم الأمازيغ اللغة العربية والتعاليم الإسلامية، هذا التابعي له رباط مشهور يعرف باسمه، وهو من أقدم الرباطات بالمغرب، كان يحضره العلماء ويقام به موسم سنوي حضره بن الزيات وسجل أخباره. ووُصفَت آسفي بأقدس مناطق المغرب، تُنْبت أرضها الصلحاء كما تنبت العشب، أنشأ بها الشيخ أبي محمد صالح مؤسسة الركب الحجازي، حتى باتت مركز إشعاع علمي. ومنها أطلق سيدي محمد بن سليمان الجزولي الإشعاع لطريقته الصوفية. وإذا كانت بعض النواحي معروفة بما يوجد بها من كبار الصلحاء، فكذلك الشأن بأسفي التي صارت مقرونة بذكر الولي الصالح أبي محمد صالح، مؤسس ركب الحاج المغربي لأول مرة بالمغرب. ونظرا لأهمية أسفي فقد ذكرها الكتاب والرحالة الأجانب في كتاباتهم، كما شكلت وجهة مفضلة للعديد من الأسر الأندلسية والعربية، وقد وصفها أحمد بن جلون بأنها مدينة دبلوماسية يقطنها السفراء والقناصل، كما كان المبعوثون البريطانيون يفدون بأسفي قبل التوجه إلى مراكش، حتى تحولت أسفي إلى ميناء دبلوماسي ترسو به السفن الأوربية التي ترغب في إبرام الاتفاقيات الدولية بالعاصمة مراكش، وازداد اهتمام السلاطين بأسفي فأقاموا بها دارا للسكة ما بين سنة 1716 و1830م،. وقديما جعلها المرابطون مركزا لتجميع قوافل الذهب الأفريقي الذي ينقل عبر السفن إلى الأندلس لسك النقود، كما اتخذت مرسى الإمبراطورية المرابطية، والبرتغاليون جعلوها ميناء رئيسيا لتصدير الحبوب والسكر والصوف. ومع توافد جالية إنجليزية كبيرة على المدينة،أقام بها الإنجليز مركزا تجاريا ثم أنشؤوا بها في القرن19 مخزنا لتجميع كل ما يصدر من أسفي إلى إنجلترا. وعبر التاريخ كانت أسفي أهم الموانئ المغربية، مما جعلها تشهد رحلات علمية شهيرة (راع 69-70-الطوف74). معالم آسفي الأثرية وواقع الإهمال والتخريب إنها آسفي أعرق المدن المغربية، المُخْتَلَف في تاريخ نشأتها وتفسير اسمها، و التي تقف أسوارها شاهدة على ماض مجيد، تضم العديد من المآثر التاريخية والقلاع التي تشهد على تاريخها العريق، تروي قصة حضارات ضربت بجذورها في عمق النشأة الأولى للإنسان المسفيوي، تجسدها العديد من المعالم التاريخية التي ليست مجرد شواهد حجرية صامتة، وليست قطعا من الفسيفساء المتراصة أو العملات المطمورة، ولكنها رموز متأصلة من تاريخ المدينة في بعدها الحضاري والتاريخي السحيق، تغرس جذورها عميقا في مجاهل التاريخ، وهي رمز هوية المدينة. هاهي اليوم تعيش فصلا غريبا من فصول إعدام تاريخها الضارب في أعماق التاريخ، حيث ما زالت بعض معالمها الأثرية التاريخية صامدة في وجه التعرية البشرية والطبيعية، وبعضها الآخر آخذ في الاندثار والتلاشي،و المسؤولون على اختلاف مشاربهم بالمدينة وبوزارة الثقافة والسياحة والمجالس يتنصلون من مسؤولية الترميم والإصلاح بداعي التكاليف الباهظة لذلك، والنتيجة أن أغلب المواقع الأثرية التاريخية والسياحية بآسفي تشكو من التهميش الصارخ، وتعاني من أعمال الهدم المتواصلة نتيجة الإهمال لمواقعها التاريخية وغياب برامج الصيانة والترميم، ولعل أبرزها ما تعرضت له مؤخرا معلمة بريد المغرب التاريخية من هدم في واضحة النهار وبدون ترخيص للسلطات، هذه المعلمة التاريخية التي طبقت شهرتها الآفاق، ولازالت حتى الآن تحتفظ بصورها العديد من البطائق البريدية التي تعود للفترة الإستعمارية الفرنسية، هي واحدة من فنون العمارة الفريدة من نوعها بالمغرب، دكتها الجرافات في دقائق معدودة، وهي التي صمدت منذ عقود، ليُسْدَل الستار على معلمة تاريخية أخرى في ظل صمت الجميع. ولم تمر سوى أيام قليلة على وقْع جريمة إعدام وهدم معلمة البريد أو "البوسطة القديمة " كما تسميها ساكنة آسفي، حتى طالعتنا الأخبار بجريمة أخرى تمت قبيل عيد الأضحى تتحدث عن اختفاء النصب التذكاري لمركب رحلة راع 2 من ساحة سيدي بوذهب، والمصنوع من حجر الكرانيت والذي يحمل أسماء المشاركين في الرحلة، والذي أقامته مدينة آسفي تخليدا لرحلة راع 2 في ماي 1970 ، التي اتخذت من آسفي نقطة بداية رحلتها، على متن قارب منسوج من ورق البردي في اتجاه القارة الأمريكية، بقيادة العالم النرويجي" تور هردال " من أجل إثبات نظرية وصول الفراعنة إلى القارة الأمريكية انطلاقا من القارة الأفريقية. وهذه السرقة ليست الأولى التي تعرفها الكنوز الأثرية لآسفي، بل للمدينة سوابق عديدة مع السرقات التاريخية الثمينة وتفويت الموروث التاريخي، حيث سبق أن تمت سرقة مدفع هولندي من السور البرتغالي، كما اختفت ساعات قيمة نادرة من المسجد الأعظم، كما سجل في وقت سابق اختفاء قطعة أثرية نادرة تعود إلى العصر البرتغالي، وهي عبارة عن كرة أرضية منحوتة كانت موضوعة في مدخل قصر البحر البرتغالي، فضلا عن اختفاء أعمدة أثرية تعود للعصر السعدي بعد هدم حي الصقالة، علاوة عن تفويت الجماعة الحضرية لآسفي بناية أثرية تاريخية هامة لم تُصنَّف حتى الآن في عداد الآثار، تسمى«دار البارود »، لجهات أجنبية. ويزداد الأمر سوءا حينما نعلم ذلك الخطر الذي يَتَهدد أم المعالم الأثرية التاريخية بالمدينة " قصر البحر " ، والمصنف ضمن الآثار التاريخية منذ سنة 1922، والذي يعد من نماذج الهندسة المنويلية والتي شكلت نواة الوجود العسكري البرتغالي بمدينة أسفي، منذ مطلع القرن السادس عشر، بعد أن سقطت أجزاء من أبراجه في قعر المحيط، وهو الذي صَمَد لخمسة قرون، و حتى الأمس القريب كانت توجد بشرفاته مجموعة من المدافع الحديدية والبرونزية تعرضت كلها للتآكل والرطوبة البحرية، هذه المعلمة التاريخية أغلقت أبوابها منذ سنوات في وجه الزوار، واسْتُثْنيت من برامج مندوبية السياحة، وتُركَت تُوَاجه مصيرها المحتوم، كما شيد مستشار برلماني بالمدينة مقهى في المنطقة الحمائية التابعة لقصر البحر البرتغالي، حاجبا رؤية قصر البحر، وضاربا عرض الحائط بكل القوانين التي تحمي المعالم الأثرية. وإن كانت كل المدن تفخر بمعالمها، وبما لديها من مآثر تاريخية تختزل ذاكرة من سكن ووطأ أرضها، فإننا بآسفي لم نجد ممن تعاقبوا على مجالسها ووزارة الثقافة، من أولى هذا الموضوع ما يستحق . فالتفكير في الحفاظ على الموروث التاريخي بآسفي كان دائما غائبا و منسلا من جدول الأولويات، حتى طمست الكثير من المعالم الأثرية، ولم يَعُد لها أثر سوى ما تحتفظ به بطون بعض المصادر على قلتها، وما تحكيه الرواية الشعبية، ومنها ما هو قائم رغم التشويه .. وإذا كان السور البرتغالي لازال قائما، والذي قدّر طوله كولفان، في كتابه عن «آسفي في العهد البرتغالي»، بثلاثة كيلومترات، فإن السور الموحدي الذي هو أكبر بكثير من السور البرتغالي الحالي، وهو أول سور بالمدينة، و الذي كان يبتدئ من وسط حي تراب الصيني، وعبر شمال المستشفى الأهلي عقبة بن نافع حاليا، ومن أمام رحى الريح الأثرية، وأمام القصبة العليا ووسط بياضة شمالا حتى يبلغ البحر، والذي كانت آثاره باقية إلى بداية القرن 20 حسب رواية الكانوني، هذا السور انقرض ولم يبق منه إلا شواهد نادرة قرب تل الخزفيين وخزينة البارود ، لا يزيد علوه حاليا عن المترين،كما أن الباب الجنوبي المواجه لرباط أبي محمد صالح والمعروف ب " باب احمر " بقي إلى حدود العقد الثاني من القرن العشرين حيث هدمه الفرنسيون، كما عرفت أسوار آسفي بعض الاقتطاع منذ قيام الإدارة الفرنسية شق طريق السكة الحديدية إلى الميناء، ذلك أن الأسوار كانت متصلة بقصر البحر. وغير خاف عن الجميع أن آسفي من أغنى المدن المغربية بالمآثر البرتغالية، فالسور البرتغالي ذي الطابع العسكري، كان يمثل حزاما أمنيا تقوم أبراجه بحراسة المدينة من هجمات القبائل الرافضة للاحتلال البرتغالي، كما شيد برج الناضور لمراقبة قبائل الساحل الشمالي، أما البرج الجنوبي فكان يراقب قبائل جنوبالمدينة، هذا البرج تم تهديمه بعد إزالة حي أموني في الثمانينات من القرن العشرين. وامتاز عصر المرينيين بتعميم المدارس والمارستانات، وعلى خلاف سائر المدن المغربية، تبقى آسفي هي الوحيدة التي لم يعد فيها أثر للمدرسة والمارستان، حيث اندثرت معالمهما ضمن معالم آسفي الإسلامية التي دمرها الغزو البرتغالي.وسيرا على خطى سلفه من السلاطين أمر المولى إسماعيل سنة 1105 هجرية ببناء مدرسة علمية بآسفي قرب المسجد الأعظم، هذه المدرسة اندثرت ولم يعد لها وجود. وعلى مقربة من رباط الشيخ أبي محمد صالح، أنشأ سيدي محمد بن عبد الله صقالة لإيواء العساكر المكلفة بإقامة الأمن بين الناس، لكن معاول التخريب طالتها عند إزالة حي أموني في الثمانينات من القرن الماضي. وفي القرن 18 ازداد اهتمام السلاطين بآسفي فأقاموا بها دارا للسكة، تعالج الذهب والفضة بجوار ضريح سيدي بوذهب، في عهود السلاطين المولى اسماعيل وسيدي محمد بن عبد الله ومولاي هشام ومولاي سليمان ومولاي عبد الرحمان بن هشام أي مابين 1716 م و 1836 أي تلك التواريخ المثبتة في النقود المسكوكة بآسفي، غير أنها اندثرت هي الأخرى ودخلت في خبر كان. وشرق قصر البحر أقام الانجليز مركزا تجاريا، مبنيا بالحجارة والخشب والقرميط على الطريقة الانجليزية، في المكان الذي توجد به ساحة مولاي يوسف حاليا، هذه البناية التاريخية الهامة تم تدميرها في الثمانينات من القرن العشرين. وفي نونبر سنة 1994 كان الموعد مع اكتشاف أثري هام، حيث تم العثور على بقايا مدينة أثرية تعود للعصر الموحدي، بمقبرة للا اهنية الحمرية، تقول عنها وزارة الثقافة أنها موقع أثري، غير أنها تحولت وبشكل مثير للاستغراب إلى تجزئة سكنية. الجمعيات تستنكر وتطالب بحماية المواقع التاريخية بآسفي وكانت جمعية الأمل للمحافظة على المآثر التاريخية والسياحية بأسفي قد وجهت رسالة إلى المسؤولين بآسفي والوزارة الوصية، تبين فيها مدى الإهمال الذي لحق بالمآثر التاريخية بالمدينة، مطالبة بالعمل على ترميمها وصيانتها وحمايتها من الاندثار وخاصة ما يتعرض إليه " قصر البحر " من تدمير طبيعي جراء تحطيم أمواج البحر لقاعدته الصخرية السفلى. كما أصدرت جمعية خريجي المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بيانا تستنكر فيه الإهمال الرسمي الذي يطال قصر البحر بآسفي، كما طالبت بإجراء دراسة تقنية عاجلة مع الاعتماد على ما سبق من دراسات بقيت حبرا على ورق، و مباشرة أشغال الحد من تأثير أمواج البحر وسد الكهوف التي فتحتها بالجرف البحري تحت قصر البحر وجزء من المجال الحضري لآسفي، وبناء سور واقي للحد من تأثيرات البحر والمركب الكيماوي، وصيانة هذه التحفة المعمارية المانويلية، و تضافر الجهود دونما تلمس أعذار بالتكلفة الباهظة، مضيفة أن الحكومات التي تحترم نفسها لا تلهي شعوبها بمثل هذه الحماقات، و العمل على إدراج تراث مدينة آسفي ضمن لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، و تنبيه كل المسؤولين إلى أن جزءا هاما من المجال الحضري لمدينة آسفي سيسقط في البحر وليس فقط قصر البحر البرتغالي، معتبرة أن كارثة إنسانية فظيعة وأزمة دبلوماسية ستحل بالمغرب هو في غنى عنها،كما حمّل البيان الحكومة المغربية المسؤولية كاملة في ما آل إليه الوضع بالبلاد وفي ضياع كنوز ثمينة من تراثنا يستحيل تعويضها أو تقييمها ماديا. ما يشبه الختم لعل أكبر دليل على صعوبة الحديث عن سياسة ثقافية بآسفي تعنى بالثقافة والموروث الحضاري والتاريخي للمدينة، هو عجز المسؤولين عن إيجاد مقر مستقل لمندوبية الثقافة بآسفي، فمنذ إنشائها سنة 1992 وهي تحتل فضاء المتحف الوطني للخزف وهي الوضعية التي يعيشها أيضا المعهد الموسيقي بآسفي الذي لازال يشغل إحدى قاعات المتحف المتهالك، وليت وزارة الثقافة فعلت خيرا ووفّرت منذ سنوات الأموال التي تصرفها على ما يسمى بمهرجان العيطة ومنصات الهيب هوب، لبناء مقر لها بآسفي وصيانة وترميم بعض المآثر التاريخية التي تعيش على وقْع الإهمال والدمار والهدم. إن الكنوز الأثرية المصنفة وغير المصنفة التي طالها الهدم والتخريب والإهمال بآسفي لأسباب مختلفة، هي بتر لأواصر الاتصال بينابيع الأصالة والطبيعة على حالتها الخام، و هي جزء من ذاكرة آسفي التي ضاعت بكل ما تحمله من رموز و دلالات، من هنا تبدو الحاجة ماسة للحفاظ على ما تبقى من كنوز آسفي الأثرية عبر تصنيف غير المصنف منها في عداد الآثار، لجعلها حاضرة في ذاكرة الأجيال. لأن الاستمرار في تجاهل معالم المدينة وآثارها، وتركها عرضة للإهمال دون ترميم أو صيانة، واختزال تاريخ المدينة في صرف الأموال على العيطة والشيخات، يجعل آسفي في عداد المدن الفاقدة لذاكرتها وهويتها التي راكمتها على مر العصور. فالمعالم الأثرية بآسفي بمثابة الشواهد الحية والقيمة المضافة التي لا تقدر بثمن. وزوال أي من معالم المدينة، هو حكم بالإعدام على آسفي التي تستمد شهرتها بالنظر لعراقتها الضاربة في القدم، و إن كانت لم تحظ بما تستحق من فرص الذكر في الكتابات التاريخية، حتى استغرب لذلك العديد ممن أرخوا لآسفي، واشتكوا من شح مادتها في كتب البلدان. فالمدينة توالت عليها مجموعة من النكبات التي طَمَسَت الكثير من العناصر التي يمكن الاعتماد عليها في التأريخ، فكل من يستقر بها يُتْلف معالم ماضيها، فالبرغواطيون خَرّبوا ثلاثمائة مدينة، ومن جملتها ثغر آسفي في المائة الثالثة للهجرة، وتلاهم المرابطون والموحدون، وتوج البرتغاليون هذا التاريخ المظلم فأوقدوا فيها النار ودمروا ما بها من آثار، حتى أن آسفي بقيت مدة 12 سنة وهي مخربة إلى أن أصلحها السلطان محمد الشيخ السعدي. أما البقية الباقية اليوم من آثار، فهي عرضة للخراب والإهمال والهدم، أو في مواجهة الزحف الإسمنتي الذي لازال يواصل غاراته مبتلعا تاريخ المدينة. فأين أنتم يا حراس المواقع الأثرية و حماة ذاكرة آسفي التاريخية ؟