تزخر مدينة مراكش الحمراء بمجموعة من الأفضية والمآثر التاريخية المهمة، وإن قارنا بين هذه المآثر ومثيلاتها في إقليم الأندلس مثلا سنجد بونا شاسعا، وذلك ان الإهتمام بتلك المآثر في الأندلس جعلها قبلة للملايين من السائحين في حين ان مآثرنا لا تجلب ما نصبو إليه من هؤلاء السياح . إلى ذلك كشف العديد من مثقفي مدينة سبعة رجال في اتصال مع " الخبر" ان السبب راجع في ذلك إلى غياب التعريف بها على نطاق واسع وغياب الصيانة وإعادة الترميم ( قصر البديع نموذجا ) وعدم استغلال هذه المآثر وتنشيطها بمكونات الثقافة المغربية الأصيلة،إذ ينبغي أن تحتضن متاحف مرتبطة بطبيعة هذا الفضاء و المرحلة التاريخية التي ينتمي إليها . وفي هذا السياق يقول الدكتور محمد آيت لعميم عضو مركز الحمراء للثقافة والفكر، "أن ما صرح به وزير الثقافة محمد الصبيحي مهم جدا ونحن بدورنا طالبنا منذ سنوات وكتبنا في الصحف بأن يتم الإعتناء بالمآثر العمرانية بمدينة مراكش،باعتبار هذه المآثر ذاكرة تاريخية حية وموردا مهما للمداخيل السياحية". وأضاف الدكتور آيت لعميم أن التعريف بهذه المآثر ينبغي أن يسند لذوي الإختصاص والمؤرخين والمهندسين المعماريين والأدباء، حتى تقدم للناس معلومات صحيحة ومفيدة بلغات مختلفة. مؤكدا أن أنه في إطار المطالب وتعزيز ما عزم الوزير على تنفيذه طالب محمد آيت لعميم بأن لا تبقى هذه المواقع التاريخية عبارة عن آثار فقط، ينبغي استغلالها في انشطة ثقافية متنوعة تجعل منها فضاءات حية. موضحا أن المركز وجمعيات اخرى لها صلة بالتراث وصيانته لها تصورات عن مشاريع حقيقية يمكن تعتمد عليها الوزارة في استثمار هذه الأفضية استثمارا ثقافيا مربحا. وكان وزير الثقافة محمد الأمين الصبيحي قال يوم الاثنين الماضي٬ إن الوزارة تعتزم وضع أكشاك مزودة بمطويات وكتب ثقافية وفنية وعدد من الوثائق بمواقع تشمل قصر البديع وقصر الباهية ورواق باب دكالة ومتحف دار سي سعيد والمنارة للتعريف بالمآثر والمعالم التاريخية للمدينة الحمراء. وأوضح الوزير في معرض رده على سؤال شفوي بمجلس النواب حول "العناية بالمآثر التاريخية الثقافية" تقدم به فريق الأصالة والمعاصرة٬ أن هذه العملية تهدف إلى إدماج الفضاءات المعمارية التاريخية لمدينة مراكش في دورة الاقتصاد الثقافي. وأشار إلى أن مثل هذه العمليات تبقى دون الوقع المنتظر إن لم تكن مصاحبة بمقاربة جديدة تجعل من حفظ وصيانة وتثمين الموروث الثقافي عملا تشاركيا بين كافة المتدخلين والمعنيين٬ سواء بالنسبة للمجالس البلدية والسلطات المحلية وهيآت المجتمع المدني٬ وكذا قطاعات حكومية أخرى٬ خاصة٬ قطاع السياحة والصناعة التقليدية. وبعد أن أبرز ما تتمتع به مدينة مراكش من قيمة تاريخية عريقة متميزة بمعمارها الأثري والحضاري٬ ذكر الوزير محمد الصبيحي بأن الوزارة بذلت جهودا كبيرة للعناية بالمآثر التاريخية للمدينة وتثمينها منها على الخصوص رصد غلاف مالي إضافي٬ خلال السنة الحالية٬ يفوق 5 ملايين درهم لإتمام مشاريع الإصلاح والترميم بقصر الباهية وقصر البديع. وأضاف أن وزارة تشرف تقنيا على العديد من عمليات الترميم بمراكش٬ أهمها ترميم السور التاريخي للمدينة بتمويل من المجلس الحضري٬ والذي بلغت نسبة الأشغال به حوالي 80 بالمائة.