بشر محمد الأمين الصبيحي وزير الثقافة المغربي بقرب استعادة معلمتين ثقافتين هامتين إلى الجمهور المراكشي حرم منهما طويلا، ويتعلق الأمر بمدرسة ابن يوسف وقبة المرابطين المرتبطة بها، وبقصر دار الباشا، الموجودين جمعيهم في قلب المدينة العتيقة. وقال الوزير في جواب على سؤال برلماني عرض عليه أول أمس الاثنين إنه يتفاوض حاليا مع مؤسسة بيرتش الأمريكية من أجل استعادة قصر دار الباشا، فيما أضاف أن الوزارة رفعت دعوى قضائية لاسترجاع مدرسة ابن يوسف وقبة المرابطين التي فوتت لمؤسسة بن جلون. وأشار الصبيحي أن وزارة الثقافة تصرف أكثر من مليون و600 مليون سنتيم من أجل صيانة وتنظيف الحدائق المرتبطة بالمآثر التاريخية، مذكرا بما صرف من مبالغ هامة أيضا وصلت إلى 300 مليون سنتيم من أجل ترميم كل من قصري الباهية والبديع ورواق باب دكالة إضافة تنفيذ البرنامج الخاص بترميم أسوار المدينة. وفي الوقت التي ردت البرلمانية من حزب الاصالة والمعاصرة طرحت السؤال أن هذه المبالغ هزيلة جدا مقارنة مع حجم ومكانة مدينة مراكش التاريخية والسياحية ولامت وزارة الثقافة على ترك أجانب يعيثون فسادا في المآثر التاريخية منها على الخصوص حديقة بأكدال الصغير والتي شوهت معالمها بالاسمنت ومهددة من أن تقصى من التراث العالمي للإنسانية من قبل اليونسكو، علما أن المدينة تسيرها المنصوري عن نفس حزبها، دعا الوزير المجالس المنتخبة والسلطات المحلية والمجتمع المدني إلى التعاون من أجل صيانة ثقافة مدينة سياحية جميلة يقصدها الزوار من كل أنحاء العالم. من جهة ثانية عبر مثقفون عن أملهم في أن يفي الوزير بوعده سيما أن مشكل قصر دار الباشا عمر طويلا بعدما قررت وزارة الثقافة تفويت هذا المكان التراثي الجميل لمؤسسة امريكية من أجل إقامة متحف عالمي للحضارات الإنسانية لكن وفاة صاحبة المؤسسة باتي كود بي بيرتش عطل المشروع وجعل المؤسسة تتملص من التزاماتها التي وصلت إلى مليون دولار ، بل بتساءل البعض عن مصير المئات من القطع المتحفية التي نقلت إلى أمريكا من أجل الترميم قصد إعادتها إلى المتحف لكن ذلك لم يتم. وكان مهتمون بالتراث الثقافي بمدينة مراكش قد دقوا ناقوس الخطر حول مآل هذا التراث بجوانبه المتعددة المادية والمنقولة واللامادية، محذرين من اندثاره وتلفه، ومشيرين أنه حان الوقت للنظر نظرة جديدة إلى التراث الذي أعطى الانطباع طوال سنوات بكونه حملا ثقيلا على المغرب المستقل, وبقي بمعزل عن المجتمع وحركيته. وذكر هؤلاء بفشل تجارب كثيرة لاتفاقيات حول استغلال مآثر تاريخية من قبل شركات أجنبية مثل ما وقع في مشروع حدائق المنارة، ومشروع قصر دار الباشا في الوقت الذي تعرف قبة المرابطين تدهورا ملحوظا بسبب عدم قيام مؤسسة بن جلون الأعمال الصيانة، علما أن الوزارة ربحت دعوى قضائية تقول باسترجاع تسيير مدرسة ابن يوسف والقبة لكنها لم ترد التنفيذ.