«ملي جا هاذ الوزير وهو يعطي لعصا غي للممرض» ، جملة رددتها إحدى الممرضات في تصريح لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» حضرت صباح الجمعة 9 نونبر الجاري للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية التي دعا إليها المكتبان الجهويان للنقابة الوطنية للصحة العمومية (ف.د.ش) والنقابة الوطنية للصحة (ك.د.ش). وقفة صاخبة عرفت مشاركة عدد كبير من موظفي قطاع الصحة بالجهة الشرقية ، إلى جانب خريجي وطلبة معهد تأهيل الأطر في الميدان الصحي بوجدة، وتحولت إلى مسيرة جابت محيط مستشفى الفارابي تنديدا بمرسوم وزير الصحة الذي وصف ب«المشؤوم»، والذي عبرت من خلاله الحكومة الحالية عن «استهتارها بمطالب الشغيلة الصحية المعبر عنها في الملفات المطلبية المقدمة من طرف نقاباتها الأكثر تمثيلية». واعتبر المحتجون - في بلاغ صادر عن المكتبين النقابيين المذكورين- قرار نشر المرسوم المعدل للقانون الأساسي للمرضين بالجريدة الرسمية ب«القرار المنسجم مع التوجه العام لحكومة عبد الإله بنكيران ، المرتكز على الهجوم على القوت اليومي للشعب المغربي»، وأضاف البلاغ بأن هذا القرار «سيدق آخر مسمار في نعش مجانية التكوين بالقطاع الصحي ويوقع شهادة وفاة معاهد تكوين الأطر الصحية، وجعل التكوين مجالا لتنافس المستثمرين وحرمان أبناء الشعب الكادحين الذين لن يتمكنوا من ولوج معاهد التكوين الخاصة ومن الظفر بمنصب شغل بالقطاع الصحي». وفي هذا الإطار طالب المحتجون بإصدار مرسوم تعديلي ثان يلغي المرسوم الأول، وتسوية وضعية خريجي السلك الثاني ( فوجي 2011، 2012) في السلم 10 آنيا في انتظار إدماجهم في السلم 11، مع إخضاع معاهد تكوين الأطر الصحية لنظام إجازة، ماستر ودكتوراه وإدماج الأفواج المتخرجة سابقا من السلك الأول في السلم 10 ومن السلك الثاني في السلم 11 . كما تمت المطالبة بتنفيذ كل بنود الاتفاق الموقع مع الحكومة السابقة وإخراجه لحيز التطبيق (مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية، التعويض عن المسؤولية، التعويض عن المردودية...)، وخلق نظام الوظيفة الصحية يجسد خصوصية القطاع ومراعاة خصوصية كل الفئات العاملة بالقطاع (ممرضون، مساعدون طبيون، مهندسون، أطباء، تقنيون، ومساعدون تقنيون، متصرفون وإداريون..) إضافة إلى وضع قانون أساسي خاص بحاملي الماستر أو الدكتوراه العلميتين (المساعدين الطبيين) وأيضا تحديد الأمراض المهنية والتعويض عنها في حالة الإصابة بأحدها. وفي تصريح لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» أفاد محمد بكاوي، الكاتب المحلي والجهوي للنقابة الوطنية للصحة العمومية العضو في الفدرالية الديمقراطية للشغل، بأنهم في الجهة الشرقية مستعدون لاتخاذ كافة الأشكال النضالية من أجل إلغاء هذا المرسوم أو تعديله في الاتجاه الايجابي لصالح الطلبة الممرضين بالمعهد التابع لوزارة الصحة، وأكد بأنهم لن يتراجعوا عن هذا المطلب حتى وإن تراجعت الأقاليم الأخرى. أما محمد حمودة، طالب بمعهد تأهيل الأطر في الميدان الصحي بوجدة شعبة ممرض متعدد التخصصات السنة الثالثة، فصرح بأن الوزير أراد أن يمرر على أولاد الشعب قانونا سيضرب الحق في تكافؤ الفرص وفي الوظيفة العمومية «لإعطاء الفرصة للميسورين ومنتهزي الفرص ممن لا يتوفرون على كم معرفي كبير».