بعد نفاد صبرهم وانتظارهم لتفعيل ما يتم توزيعه عليهم من وعود، خرج العشرات من نساء ورجال وأطفال قرية «أسراول» بملوية آيت بويعقوب، إقليمخنيفرة، في مسيرة احتجاجية سلمية، مشيا على الأقدام، في اتجاه مقر عمالة الإقليمبخنيفرة لإثارة انتباه السلطات الاقليمية مجددا إلى معاناتهم التي يتخطبون فيها جراء انعدام الكهرباء، وهو المشكل الذي «ينضاف إلى باقي الأوضاع الصعبة المتمثلة في مظاهر التهميش والعزلة والاقصاء الاجتماعي»، يقول أحد المحتجين. وصلة بالموضوع، استعرضت مصادر من المحتجين عدد المراسلات التي وجهها سكان هذه المنطقة إلى مختلف الجهات المسؤولة ومصالح الكهرباء للاحتجاج على اقصائهم الجائر من ربط منطقتهم ومنازلهم بشبكة الكهرباء أسوة بباقي الدواوير المحظوظة بالجماعة، إلا أن مراسلاتهم وصرخاتهم بقيت حبيسة التماطل والتسويف، اللهم بعض الوعود التي يتم توزيعها عليهم، بين الفينة والأخرى، ثم يتضح أنها مجرد وسيلة للتطمين وربح الوقت، علما أن عدد المنازل المقصية من برنامج الكهربة هو 36 مسكنا لا يفصلها عن الأعمدة الكهربائية العابرة لمنطقتهم إلا أقل من كيلومتر ونصف الكيلومتر. وأكد مصدر من المحتجين ل»الاتحاد الاشتراكي» أن المشاركين في المسيرة لم تمنعهم رداءة أحوال الطقس وطول الطريق ووعورة التضاريس عن مواصلة «رحلتهم النضالية» بغية إيصال صوتهم إلى الجهات المسؤولة، إذ واصلوا سيرهم في اتجاه خنيفرةالمدينة، على بعد أزيد من 60 كيلومترا، مضيفا ذات المصدر أن بعض الأطراف لم تفلح في ثني المحتجين على فض شكلهم الاحتجاجي والعودة إلى دواويرهم. وبعد قطعهم لمسافة بحوالي 30 كيلومترا، ووصولهم حد مشارف غابات «تانوت أوفيلال» المعروفة بعلوها وتساقطاتها الثلجية، تم توقيفهم من طرف عناصر من السلطة المحلية، بينهم قائد القباب وخليفة تيغسالين، وبعض المنتخبين ممن لا يعرفون معنى السكان إلا عقب الحملات الانتخابوية، إذ استمعت السلطة إلى مطالبهم المتمثلة أساسا في ربط منازلهم بشبكة الكهرباء وفك العزلة عن منطقتهم وتوفير أدنى شروط الحياة الكريمة، ومن خلال حوار مثمر معهم، تم إقناعهم بالعودة الى ديارهم على أساس اتفاق على تشكيل ممثلين عنهم لعقد حوار مع عامل اقليمخنيفرة يومه الاثنين 19 نونبر الجاري، مع وعد بحل مشكل الكهرباء خلال العام المقبل.