تربصت امرأة من سلا ، بعشرات الراغبين في الحج من مدينة سلا، والذين لم تسعفهم القرعة وربما لخامس مرة، أوأكثر، واستطاعت إغراءهم بالحصول على فيزا المملكة العربية السعودية بالرباط، أو فيما أصبح يعرف ب«فيزا المجاملة». وحتى يكون الإغراء مدروسا، قُدِّم للحجاج المفترضين ثمن بلغ 50000 درهم للفرد، مع الوعود بالعديد من الخدمات التنافسية، هذا العرض المغري شجع الضحايا على أداء المبلغ «كاش» وكاملا، خاصة وأن النصابة الوسيطة أكدت جديتها، ونفوذها داخل السفارة ، بكونها تشتغل هي وامرأة أخرى، وأن الإنتظار لن يطول، وأن زيارة البيت الحرام مضمونة دون انتظار سماع الإسم ضمن المحظوظين في القرعة. بعد الوعود طال انتظار الضحايا أكثر من اللازم، وليعيل صبر 15 ضحية جلهم نساء وليقدموا شكاية إلى الشرطة القضائية بسلا، حيث تم إلقاء القبض على الوسيطة . وحسب العميد الإقليمي للأمن بمدينة سلا، فإن المعلومات التي قدمها الضحايا عن الوسيطة، مكنت المصالح الأمنية من إلقاء القبض عليها بسرعة ، وبعدها تم إلقاء القبض على شريكتها التي لم تكن سوى عاملة نظافة بالسفارة السعودية بالرباط. وحسب نفس المصدر، فإن المتهمتين اعترفتا بالمنسوب إليهما وتم تقديمهما إلى المحكمة الإبتدائية بسلا لتقول العدالة كلمتها في قضية نصب أصبحت المحاكم بمختلف المدن المغربية تنظر في مثيلاتها خلال كل موسم حج، لأن طريقة القرعة لأداء مناسك الحج، وخيبة أمل الكثيرين، أصبحت يلهم خيال النصابين إلى الحد الذي جعل الضحايا يزدادون لأن الطعم المحكم بعناية يجعل الضحايا لايراودهم أدنى شك في صدقية النصابين. وعن عدد الضحايا المحتملين، أكد العميد الإقليمي أن من قدم شكايته للأمن أو للمحكمة مباشرة، هم 15 ضحية وأنه من الممكن أن يكون هناك ضحايا آخرون فضلوا الحل بالتراضي مع النصابتين من أجل استرجاع أموالهم دون اللجوء إلى القضاء.