وضعت مصالح الدرك الملكي حدا ل«حاج» احترف النصب والاحتيال على المتطلعين والمتشوقين لزيارة الكعبة المشرفة ومجاورة قبر النبي لأيام قليلة. وقد آعتقلت عناصر الدرك الملكي باعتقال «الحاج النصاب» نهاية الأسبوع الماضي، بشارع أكدال بحي سيدي يوسف بن علي، مباشرة بعد عودته من الديار السعودية، التي فر إليها للاختباء عن الأنظار، إثر تنفيذه مجموعة من عمليات النصب، التي ذهب ضحيتها حوالي 70 ضحية كانوا يستعدون لأداء مناسك الحج خلال السنة الماضية. وقد باشرت عناصر الدرك الملكي التابعة للقيادة الجهوية بمدينة مراكش، يوم الاثنين الماضي تحقيقاتها الأولية، مع «الحاج» الذي يدعى «يوسف.ع»، بناء على تعليمات الوكيل العام بالمحكمة الابتدائية بمراكش، بعد أن أحيل على وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بمراكش للتحقيق معه في الطريقة التي استعملها للدخول إلى المغرب، خصوصا أنه موضوع مذكرة بحث وطنية منذ فراره إلى السعودية. وجاء اعتقال «الحاج النصاب»، بعد أن حررت في حقه مذكرة بحث وطنية، وعممت على مختلف المراكز الأمنية، ومطارات المملكة من أجل توقيفه وتقديمه للسلطات الأمنية، حيث أوهم الموقوف ضحاياه، خصوصا أولئك الذين لم يسعفهم الحظ في قرعة الحج، التي يجري تنظيمها سنويا، بتوفير تأشيرات المجاملة إلى الديار السعودية لأداء فريضة الحج، بحكم «العلاقة» التي تربطه بأحد الأمراء الخليجيين، على حد ادعاءه. وقد استطاع المتهم كسب ثقة أحد الضحايا، بعد مساعدة ابنه على الهجرة إلى السعودية، بناء على عقد عمل مقابل مبالغ مالية تتراوح ما بين 15 ألف درهم و20 ألف درهم. وقد ظل المتهم يتردد على محل الضحية المتخصص في بيع الدراجات النارية والعادية بحي سيدي يوسف بن علي، قبل أن يخبره مع اقتراب موسم الحج بتوفره على أزيد من 100 تأشيرة مجاملة إلى الديار السعودية. انتشر خبر «الهمزة» في أوساط الراغبين في أداء فريضة الحج كالنار في الهشيم، إذاك شرعوا في مد المتهم بجوازات سفرهم ومبالغ مالية تراوحت ما بين 20 ألف و30 ألف درهم، في انتظار القيام بالإجراءات القانونية بالسفارة السعودية، قبل أن يفاجؤوا بعد مماطلتهم بعدم وجود أي تأشيرة مجاملة، وبأنهم وقعوا ضحية نصب واحتيال، بخرت حلم سفرهم إلى الديار المقدسة. ودخل بعض الضحايا في مفاوضات ودية مع المتهم الرئيسي انتهت بإرجاعه مبلغ 325800.00 درهم، وبعض جوازات السفر، ووعدهم بإكمال مبلغ 40 مليون سنتيم، الذي بقي بذمته في اليوم الموالي، لكنهم فوجئوا أثناء زيارته في محله التجاري بسفره إلى السعودية، ما دفعهم إلى تقديم شكاية في الموضوع إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بمراكش. لم يكن «صديق» الأمير الخليجي، كما يدعي، يعمل لوحده في نصب شباكه على طالبي زيارة المقام المقدس، بل كان إلى جانبه ثلاثة شركاء يسهلون له عملية النصب والاحتيال عن طريق استقدام الضحايا، لكن المصالح الأمنية وضعت حدا لتحركات الوسطاء الثلاثة، الذين يوجد بينهم والد «الحاج النصاب» الذي فر فور علمه بسقوط شركائه في يد العدالة. وهكذا أصدرت محكمة الاستئناف أخيرا، حكما يقضي بإدانة كل من «ميلود.ت»، الذي كان يقوم بدور الوسيط في العملية بستة أشهر حبسا نافذا، وغرامة مالية قدرها 1000 درهم، وشريكه في العملية «محمد.غ» بشهرين حبسا نافذا، وغرامة مالية قدرها 1000 درهم، بعد متابعتهما في حالة اعتقال، بتهمة النصب والاحتيال، في الوقت الذي قضت هيئة الحكم بعشرة أشهر حبسا نافذا في حق والد المتهم الرئيسي في القضية.