كان حظهم عثرا ، ولم يكتب لهم قضاء مناسك الحج بعد الإعلان عن نتائج القرعة، استسلم بعضهم وأقنع نفسه بأن الأجر ثابت، مادامت النية سليمة، والمانع خارج عن إرادتهم، في حين لم يفقد البعض الآخر الأمل، وظل يترقب أي فرصة ممكنة لزيارة الديار المقدسة وأداء الفريضة التي تعتبر ركنا من أركان الإسلام الخمسة. الشيء الذي سهل مأمورية النصاب الذي لم يجد صعوبة في إقناع بعض الحجاج بتوفره على تأشيرات مجاملة بحكم علاقته بأحد الخليجيين من ذوي السلطة والجاه.وتسهيل إجراءات السفر، وتحقيق الرغبة التي ظلوا يحلمون بها. ومما زاد من ثقة الناس به، هو توفره على محل لبيع الدراجات النارية بحي سيدي يوسف بن علي، وسبق أن ساعد بعض الشباب من الهجرة إلى السعودية بعد تمكينهم من عقود عمل مقابل مبالغ مالية مهمة، أشاع النصاب خبر توفره على أزيد من 100 تأشيرة مجاملة لمن يرغب في قضاء مناسك الحج ، ووظف لذلك وسيطا ، فتوافد عليه مجموعة من المواطنين، وسلموه جوازات سفرهم ومبالغ مالية مهمة تتراوح بين 20 و30 ألف درهم للواحد، توالت الأيام، وظل النصاب يوهم ضحاياه بأن الإجراءات التي تقوم بها السفارة السعودية جد بطيئة، وأن عليهم الصبر والأنتظار، غير أن البعض شك في الأمر، وأصر على أن يتسلم تأشيرة الحج أو نقوذه، فلم يجد النصاب بدا من الدخول معهم في مفاوضات حبية ، في حين ظل البعض الآخر يمني نفسه بالسفر، ويتردد على محله بين الفينة والأخرى، إلا أن اختفى الوسيط ثم بعده النصاب عن الأنظار، وبلغهم أن الأخير سافر لقضاء مناسك الحج،مما جعلهم يتقدمون بشكاية في الموضوع إلى وكيل الملك بالمحكمة الإبتدائية بمراكش الذي استمع لبعض الضحايا الدين ينتمون إلى مناطق مختلفة بجهة مراكش تانسيفت الحوز، وقرر إحالة نسخة من شكايتهم إلى الشرطة القضائية وعناصر الدرك الملكي لفتح تحقيق وتعميق البحت في القضية